ترامب يضغط لإقالة رئيس الفيدرالي الأمريكي.. معركة الفائدة والتضخم تشتعل
مدة القراءة: 4 دقائق
الخلفية: ضغوط سياسية على بنك مركزي "مستقل"
في تصعيد جديد يعكس التوتر بين البيت الأبيض ومؤسسة الاحتياطي الفيدرالي، دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رئيس المجلس جيروم باول إلى التنحي من منصبه، واتهمه بالفشل في خفض أسعار الفائدة "بالوقت المناسب"، وفق منشور على منصة "تروث سوشيال". جاءت التعليقات وسط انتقادات باول لسياسة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب سابقاً، محذراً من تداعياتها على التضخم والنمو.
تفاصيل الاتهامات والردود
اتهامات ترامب: "باول متأخر ومخطئ دائماً"
هاجم ترامب سياسة باول النقدية، قائلاً:
"كان ينبغي عليه خفض الأسعار منذ زمن، كما يفعل البنك المركزي الأوروبي. استقالته تأخرت كثيراً".
وأشار إلى انخفاض أسعار النفط والمواد الغذائية (مثل البيض) كدليل على "نجاح" سياساته التجارية، معتبراً أن الرسوم الجمركية تجني للولايات المتحدة ثروات. لكنه تجاهل تحذيرات باول بأن تلك الرسوم قد تساهم في ارتفاع التضخم وتباطؤ الاقتصاد، وفق تصريحات الأخير في فعالية بنادي شيكاغو الاقتصادي.
رد باول: "الرسوم الجمركية تهدد الاقتصاد"
أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن الزيادات غير المسبوقة في الرسوم خلال عهد ترامب (2017–2021) فاقت التوقعات، قائلاً:
"العواقب ستشمل تضخماً أعلى ونمواً أبطأ".
وهو تحذير يتناقض مع رواية ترامب، خاصة مع تسجيل التضخم الأمريكي 3.7% في سبتمبر 2023، وفق بيانات مكتب إحصاءات العمل، ما يجعله أعلى من الهدف الرسمي للبنك (2%).
اتجاهات التضخم وأسعار النفط والبيض في 2023
الشهر | معدل التضخم (%) | سعر النفط (دولار/برميل) | سعر البيض (دزينة/دولار) |
---|---|---|---|
يناير | 6.4 | 78 | 4.82 |
مايو | 4.0 | 72 | 2.67 |
سبتمبر | 3.7 | 90 | 2.01 |
تحليل الصراع: لماذا تتصاعد الضغوط الآن؟
-
السياسة النقدية في عام الانتخابات:
يعتقد أن ترامب يستغل الموضوع لدعم حملته الانتخابية المحتملة لعام 2024، حيث يروج لسياسة "فائدة منخفضة" لتحفيز الأسواق، رغم مخاطرها التضخمية. -
استقلالية البنك المركزي على المحك:
يذكر أن الاحتياطي الفيدرالي يفترض أن يعمل باستقلال عن الضغوط السياسية لضمان استقرار الاقتصاد. لكن انتقادات ترامب المتكررة (سبق أن وصف باول بـ"غير الكفء" عام 2019) تضعف هذه الصورة. -
المقارنة مع البنك المركزي الأوروبي:
يشير ترامب إلى أن البنك الأوروبي خفض الفائدة 7 مرات، لكنه يغفل أن الظروف مختلفة: اقتصاد المنطقة يعاني ركوداً (نمو 0.1% في الربع الثالث 2023)، بينما الاقتصاد الأمريكي نما 4.9% في نفس الفترة، وفق وزارة التجارة.
مقارنة قرارات الفائدة بين الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي (2020–2023)
السنة | الفيدرالي الأمريكي | البنك المركزي الأوروبي |
---|---|---|
2020 | خفض تدريجي إلى 0.25% | فائدة سلبية -0.5% |
2021 | ثبات عند 0.25% | ثبات عند -0.5% |
2022 | رفع تدريجي حتى 4.25% | رفع تدريجي حتى 2.5% |
2023 | بلغت 5.5% | بلغت 4.5% بعد 7 تخفيضات سابقة |
ماذا يقول الخبراء؟
-
د. آنا وانج، خبيرة في معهد بروكينجز:
"الضغوط السياسية على البنك المركزي خطيرة. باول يوازن بين كبح التضخم ودعم النمو، وقراراته تعتمد على بيانات اقتصادية، ليس خطابات سياسية".
-
جيمس جلاسمان، محلل في "جيه.بي. مورجان":
"انخفاض أسعار النفط والبيض مؤقت، ولا يعكس نجاحاً في السياسات. التحدي الحقيقي هو التحكم في التضخم مع تجنب ركود".
الجذور التاريخية: الرؤساء والبنوك المركزية
ليس ترامب الأول الذي يهاجم البنك المركزي. في الستينيات، ضغط ليندون جونسون على رئيس الاحتياطي لعدم رفع الفائدة، وفي الثمانينيات، وصف رونالد ريغان سياسات البنك بـ"الخاطئة". لكن الخبراء يحذرون من أن الاستجابة للضغوط قد تقوض ثقة الأسواق.
ماذا بعد؟
-
من غير المرجح أن يستجيب باول للدعوة، حيث تنتهي ولايته في 2026، ولا يمكن عزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلا لـ"أسباب محددة"، وفق القانون.
-
قد تؤثر الانتقادات على توقعات الأسواق، خاصة مع اقتراب انتخابات 2024.
المصادر:
تم تحديث البيانات بتاريخ أكتوبر 2023.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

ترامب | الفيدرالي الأمريكي | أسعار الفائدة | جيروم باول | التضخم الأمريكي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار