قبل سقوط دمشق.. كيف هرب الأسد ثروته وأسراره في عملية سرية إلى الإمارات؟
مدة القراءة: 4 دقائق
في ديسمبر 2024، مع اقتراب القوات المعارضة من دمشق، شنّ نظام بشار الأسد عملية سرية لنقل ثروته ووثائقه الحساسة خارج سوريا. كشف تحقيق أجرته وكالة رويترز في أبريل 2025 تفاصيل ما سمي "عملية أسد"، التي استُخدمت فيها طائرة خاصة لنقل مئات الآلاف من الدولارات وأسرار النظام إلى الإمارات. هذا التقرير يرصد تفاصيل العملية، أبرز اللاعبين فيها، والتحديات التي تواجه استعادة الأموال.
خلفية: نهاية نظام استمر 24 عامًا
حكم بشار الأسد سوريا لأكثر من عقدين، مدعومًا بشبكة فساد وعقوبات دولية. مع تصاعد المعارك أواخر 2024، بدأ النظام في تهريب أمواله عبر طائرة خاصة، في محاولة للحفاظ على ثروته بعيدًا عن أيدي الحكومة الانتقالية التي تشكلت بعد سقوطه.
تفاصيل "عملية أسد": الطائرة والرحلات السرية
اعتمدت العملية على طائرة إمبراير ليجاسي 600 مسجلة في غامبيا برقم ذيل C5-SKY، تتسع لـ 13 راكباً. خلال 48 ساعة (6–8 ديسمبر 2024)، نفذت الطائرة 4 رحلات مكوكية:
التاريخ | المسار |
---|---|
6 ديسمبر 2024 | دمشق → أبوظبي (مطار البتين) → دمشق |
7 ديسمبر 2024 | دمشق → أبوظبي → دمشق |
8 ديسمبر 2024 | دمشق → (غير محدد) |
8 ديسمبر 2024 | قاعدة حميميم (روسيا) → أبوظبي |
هبطت الرحلات الأخيرة في مطار البتين التنفيذي بأبوظبي، المعروف بخصوصيته العالية، مما أثار شكوكاً حول دور الإمارات في تسهيل العملية.
الحمولة: أموال نقدية وأسرار النظام
نقلت الطائرة:
- 500,000 دولار نقدي غير مميز (لا يحمل أرقام تسلسلية قابلة للتتبع).
- أجهزة كمبيوتر محمولة ووحدات تخزين تحتوي على وثائق حساسة عن شبكة أعمال الأسد، المسماة "المجموعة"، والتي تشمل شركات في قطاعات: الاتصالات، البنوك، العقارات، والطاقة.
الشخصيات الرئيسية: من يقف خلف العملية؟
- ياسر إبراهيم: المستشار الاقتصادي الأول للأسد، والخاضع لعقوبات أمريكية منذ 2011. قام بتنسيق العملية عبر شركة Flying Airline FZCO في دبي، المملوكة للبناني محمد وهبي، الذي أنكر معرفته بالتفاصيل.
- أحمد خليل خليل: مقرب من إبراهيم، شارك في الرحلة النهائية وحمل 500,000 دولار سحبت من بنك سوريا الإسلامي الدولي (SIIB)، الذي يمتلك إبراهيم 50% من أسهمه عبر شركته البرج للاستثمار.
تورط الإمارات: أدلة مثيرة للجدل
- هبوط الطائرة في مطار البتين، الذي تديره سلطات أبوظبي، وعدم تفتيش الحمولة.
- رصد سيارات تابعة لسفارة الإمارات في المطار أثناء عمليات التفريغ.
- يشير ذلك إلى احتمال تواطؤ رسمي إماراتي، وفقًا لمصادر التحقيق.
الحكومة الانتقالية السورية: محاولات استعادة الأموال
بقيادة أحمد الشرع، تحاول الحكومة الانتقالية تعقب الأموال المهربة لدعم الاقتصاد المنهك. لكن العقبات كبيرة:
- تعقيدات تتبع الأموال في الملاذات الآمنة.
- صعوبة إثبات ملكية الأصول مع غياب الوثائق الرسمية.
- تواطؤ دول مثل الإمارات وروسيا، وفق اتهامات سورية.
السياق الأوسع: فساد الأنظمة واستعادة الأصول
تظهر "عملية أسد" نمطا مألوفاً لأنظمة الاستبدادية: تهريب الثروات قبل الانهيار، مما يعيق جهود إعادة الإعمار. وفق الأمم المتحدة، تصل ثروة عائلة الأسد إلى 6 مليارات دولار، جزء منها في دول أجنبية مثل لبنان وماليزيا.
شبكة أعمال الأسد وتدفق الأموال
🚩 دمشق
- ▼ 500,000 دولار نقدي
- ▼ وثائق "المجموعة"
- ▼ أجهزة كمبيوتر محمولة
✈️ الطائرة C5-SKY
- 4 رحلات مكوكية
- 48 ساعة
- تورط ياسر إبراهيم
🏙️ أبوظبي
- مطار البتين التنفيذي
- سيارات السفارة
- شبهات تواطؤ
الخاتمة
كشف تحقيق رويترز النقاب عن واحدة من أكبر عمليات تهريب الثروات في تاريخ سوريا الحديث، مما يطرح تساؤلات حول دور الدول الخارجية في إخفاء أموال الأنظمة الفاسدة. بينما تواجه الحكومة الانتقالية تحديات قانونية وسياسية لاسترداد هذه الأموال، تبقى الحقيقة الأكبر: تعافي سوريا لن يكتمل دون محاسبة الفاسدين واستعادة موارد الشعب.
المصادر
- تحقيق رويترز حول تهريب ثروة الأسد
- نبأ رويا عن تفاصيل التحقيق
- تقرير إسرائيل هايوم حول ثروة عائلة الأسد
- بيانات تتبع الرحلات الجوية (FlightRadar24)
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

بشار الأسد | سقوط دمشق | عملية أسد | تهريب الأموال | الإمارات
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار