رسوم ترامب 2025.. هل بدأ تآكل هيمنة الدولار؟

مدة القراءة: 4 دقائق

في أبريل 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، معلناً حالة طوارئ وطنية لـ"حماية السيادة الاقتصادية". هذه الخطوة، التي وصفتها اليابان بأنها "أزمة عالمية"، أطلقت شرارة موجة من التوترات التجارية، ودفعت الدول إلى البحث عن بدائل للدولار في تعاملاتها الدولية. فهل تسرع هذه السياسات من تآكل الهيمنة التاريخية للدولار كعملة احتياطية عالمية؟ هذا ما نستعرضه في التحليل التالي.

رسوم ترامب 2025.. هل بدأ تآكل هيمنة الدولار؟

1. لماذا تهدد الرسوم الجمركية مكانة الدولار؟

الدولار: عملة العالم التي تواجه رياحاً معاكسة

يسيطر الدولار على 60% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، ويستخدم في 88% من المعاملات الدولية. لكن فرض الرسوم الجمركية الأمريكية أثار ردود فعل عنيفة، حيث بدأت دول مثل الصين في تقليل اعتمادها على العملة الخضراء. ففي خطوة رمزية، أمر البنك المركزي الصيني البنوك الحكومية بتقليل شراء الدولار، وفقًا لتقرير موقع youm7.

أرقام صادمة: انهيار الثقة في السندات الأمريكية

شهد الدولار تراجعًا حادًا في أبريل 2025، حيث خسر 10% من قيمته منذ بداية العام، وهبط إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات مقابل اليورو والجنيه الإسترليني. وفي مؤشر على أزمة ثقة، قفز عائد السندات الأمريكية لأجل 30 عامًا إلى 4.8%، وهو أعلى ارتفاع أسبوعي منذ 1982، وفقًا لصحيفة The Guardian.

2. تداعيات عالمية: من حرب تجارية إلى ركود اقتصادي

6.6 تريليون دولار خسائر الأسواق في يومين

أدت الرسوم الجمركية إلى زلزال في الأسواق المالية: فقدت البورصات العالمية 6.6 تريليون دولار من قيمتها في 48 ساعة فقط، وفقًا لتحليل قناة الجزيرة. كما خفضت "جي بي مورغان" توقعات النمو العالمي للربع الأخير من 2025 إلى 1.4%، مقارنة بـ 2.1% مطلع العام.

كندا نموذجاً: بين ارتفاع التضخم ومفارقة صعود العملة المحلية

كندا، الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة، عانت من رسوم جمركية بنسبة 25% على صادراتها. ورغم المخاوف من ارتفاع التضخم في مونتريال، ارتفع الدولار الكندي إلى 1.38 مقابل الدولار الأمريكي، مدعومًا بتدفق الاستثمارات نحو أصول آمنة. لكن بنك كندا حذر من أن "الرسوم قد تعيد رسم خريطة التجارة العالمية"، حسب youm7.

3. مستقبل الدولار: هل تظهر عملات منافسة؟

اليورو والين والصين.. من يستفيد من أزمة الدولار؟

تعمل دول عديدة على تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار. فاليورو يشكل حاليًا 20% من الاحتياطيات العالمية، والين الياباني 6%، بينما تروج الصين لليوان عبر< اتفاقيات ثنائية. حتى الدولار الكندي والأسترالي يشهدان طلباً متزايداً كبدائل مؤقتة.

الذهب يحلق: 3500 دولار للأونصة مع هروب المستثمرين

في ظل الاضطرابات، يتجه المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن. وتتوقع بعض التقارير أن يرتفع سعر الأونصة إلى 3500 دولار بنهاية 2025، وهو ما يعكس مخاوف من أزمة عملة عالمية.

4. لماذا لا يزال الدولار صامداً؟

الهيمنة المؤسسية: العقبة الكبرى أمام أي بديل

رغم التحديات، لا يزال الدولار عمود النظام المالي العالمي. فمعظم العقود الدولية مقومة بالدولار، والنفط يُتداول به، مما يجعل استبداله عملية معقدة تستغرق عقودًا. كما أن عدم وجود منافس واضح (كالذي مثله الدولار للجنيه الإسترليني في القرن العشرين) يبطئ أي تحول جذري.

ترامب فى مواجهة الاحتياطي الفيدرالي: معركة داخلية تضعف الثقة

يدفع ترامب لسياسات تضعف الدولار لدعم التصنيع، بينما يحاول الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على استقرار العملة. هذا الانقسام يزيد من حدة المخاوف العالمية، وفقًا لتحليل رويترز.

الخاتمة: تحول تدريجي أم انهيار مفاجئ؟

التوترات التجارية الحالية كشفت هشاشة النظام المالي القائم على هيمنة دولار وحيد. ورغم أن انهيار العملة الأمريكية ليس مرجحاً في المدى القريب، إلا أن العالم قد يشهد تحولًا تدريجيًا نحو نظام متعدد الأقطاب، حيث تكتسب اليورو والين وحتى العملات الرقمية دوراً أكبر. السيناريو الأكثر واقعية هو أن تفقد الولايات المتحدة جزءًا من امتيازاتها كـ"مصدر للعملة العالمية"، لكن الدولار سيظل لاعباً رئيسياً في المشهد المالي لعقود قادمة.

المصادر:

  1. youm7: أزمة الرسوم الجمركية وتأثيرها على الدولار

  2. The Guardian: تهديد الرسوم لهيمنة الدولار

  3. رويترز: ردود الفعل العالمية على الرسوم

  4. الجزيرة: تداعيات الرسوم على الاقتصاد العالمي

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

دولار | رسوم جمركية | ترامب 2025 | الاحتياطي الفيدرالي | الهيمنة الاقتصادية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

الحديد والأسمنت في مصر: انفراجة في الأسعار تُنعش سوق العقارات.. توقعات 2025

وظائف أهرام الجمعة 2-5-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد برد "سبعة أضعاف" بعد هجوم صاروخي حوثي على محيط مطار بن جوريون