نووي إيران بين اتفاق سري وضربة مرتقبة.. ما الذي يجري في الكواليس؟

4دقائق
استمع استمع للمقال
0:00
5:05
مواقع المفاوضات النووية

مواقع المفاوضات: عُمان وروما

MarkerMarkerMarker
Leaflet OpenStreetMap contributors

تشهد العلاقات الدولية في مايو 2025 فصلاً جديداً من التوتر والأمل، مع استئناف المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني. بعد سنوات من الجمود والعقوبات، تبرز مؤشرات على تقارب في المواقف، لكن الطريق إلى اتفاق نهائي ما يزال مليئا بالعقبات، لاسيما مع معارضة إسرائيل والخلافات الداخلية في كلا البلدين. في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل هذه المفاوضات من جذورها إلى تطوراتها الحالية.

نووي إيران بين اتفاق سري وضربة مرتقبة.. ما الذي يجري في الكواليس؟

الخلفية التاريخية: من JCPOA إلى الانسحاب الأمريكي

تطور البرنامج النووي الإيراني

البرنامج النووي الإيراني (2015 - 2025)

بدأت القصة مع اتفاق JCPOA عام 2015، الذي وقعته إيران مع القوى العالمية، بما فيها الولايات المتحدة، لتقييد الأنشطة النووية مقابل رفع العقوبات. وفقًا لـ Al Jazeera، التزمت إيران آنذاك بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% كحد أقصى، مع تخزين 300 كجم فقط. لكن المشهد تغير عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة بقيادة ترامب من الاتفاق، معتبرة إياه "أسوأ صفقة في التاريخ"، وفرضت عقوبات قاسية. ردت إيران بتعليق التزاماتها، ورفعت نسبة التخصيب إلى 60%، وفقًا لـ The New York Times.

التطورات الأخيرة: عمان وروما مسرحاً للحوار

في 12 أبريل 2025، انطلقت الجولة الأولى من المفاوضات في عمان، الوسيط التقليدي بين الطرفين، ووصفت بأنها "بناءة" رغم عدم الإعلان عن تفاصيل. ثم انتقلت المحادثات إلى روما في 19 أبريل، حيث شهدت أول اجتماعات مباشرة محدودة. وفقًا لـ Reuters، تم الاتفاق على جولة ثانية في مايو لمعالجة التفاصيل الفنية، مثل آليات رفع العقوبات ومراقبة المنشآت النووية.

النقاط الرئيسية للاتفاق المقترح

[جدول: مقارنة بين مطالب إيران والولايات المتحدة وإسرائيل]

الطرف المطالب التنازلات المحتملة
إيران رفع العقوبات، ضمانات بعدم الانسحاب تخفيض التخصيب إلى 3.67%، تصدير المخزونات عالية التخصيب
الولايات المتحدة منع التسلح النووي، تقييد البرنامج قبول تخصيب محدود، رفع جزئي للعقوبات
إسرائيل إلغاء كامل للبرنامج النووي تهديد بالعمل العسكري

وفقًا لتسريبات من المفاوضات، قد تشمل الصفقة:

  • تخفيض تخصيب اليورانيوم إلى 3.67%، المستوى المسموح في JCPOA.
  • تصدير المخزونات المخصبة بنسبة 60% (حوالي 275 كجم حاليًا).
  • تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي النووية.
  • زيادة صلاحيات التفتيش للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مواقف الأطراف: بين التفاؤل الحذر والرفض القاطع

إيران: التفاوض تحت وطأة العقوبات

تنفي طهران وجود اتفاق قريب، لكنها تبدي مرونة. وفقًا لتصريحات مسؤولين إيرانيين لـ Al Jazeera، تشترط إيران ضمانات بعدم تكرار انسحاب الولايات المتحدة من أي اتفاق جديد. كما أشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى أن بلاده "قادرة على صنع سلاح نووي لو أرادت"، لكنها تلتزم بعدم السعي إليه حالياً.

الولايات المتحدة: بين الدبلوماسية والتهديد العسكري

تركز واشنطن على منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وفقًا لمسؤول أمريكي في The New York Times، "الخيار العسكري ليس مستبعدًا إذا فشلت المفاوضات". لكن الإدارة الحالية تفضل الحل الدبلوماسي، وتدرس رفع بعض العقوبات مقابل التزامات نووية صارمة.

إسرائيل: صوت معارض بارز

تعارض إسرائيل أي اتفاق لا يلغي البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وفقًا لمصادر إعلامية، هددت إسرائيل بـ"ضربات وقائية" إذا تقاربت إيران من صنع سلاح نووي، لكنها تحتاج إلى تنسيق مع واشنطن، التي تحذر من تصعيد غير محسوب.

التحديات: عقبات في طريق الاتفاق

[رسم توضيحي: سلسلة من العقبات مكتوب عليها "معارضة إسرائيل"، "السياسة الداخلية"، "التحقق"]

    معارضة إسرائيل السياسة الداخلية التحقق
  1. المعارضة الإسرائيلية: تُصعّد إسرائيل ضغوطها على واشنطن لفرض شروط أقسى، مما يعقّد الموقف الأمريكي.
  2. الخلافات الداخلية: في إيران، يواجه الرئيس الإصلاحي ضغوطًا من المحافظين الرافضين للتنازلات. في الولايات المتحدة، يهاجم الجمهوريون أي خطوة تُعتبر "تساهلًا".
  3. آليات التحقق: يشكك خبراء في قدرة الاتفاق الجديد على ضمان التزام إيران، لاسيما بعد تجربة JCPOA.

الآفاق المستقبلية: تفاؤل حذر

من المقرر عقد جولات فنية في مايو 2025 لصياغة بنود الاتفاق. إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن التوصل لاتفاق قد يستغرق أشهرًا، خاصة مع تعقيدات رفع العقوبات المرتبطة بمواضيع غير نووية، مثل برنامج الصواريخ الإيراني ودور إيران الإقليمي.

الخلاصة

رغم التقدم في المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، تظل العقبات جسيمة. نجاح الاتفاق مرهون بتوازن دقيق بين الضمانات الأمنية لإيران وضمانات عدم التسلح للغرب، وسط بيئة إقليمية متوترة. في النهاية، قد تكون هذه المفاوضات الفرصة الأخيرة لتجنب مواجهة يصعب التنبؤ بعواقبها.

المراجع

  1. ما يجب معرفته عن المحادثات الأمريكية الإيرانية - The New York Times
  2. كل ما تحتاج معرفته عن المفاوضات النووية - Al Jazeera
  3. تصريحات مسؤول إيراني حول المفاوضات - Reuters
  4. دور عُمان في الوساطة - The Guardian

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

الوسوم

مفاوضات نووية | إيران | الولايات المتحدة | اتفاق نووي | عقوبات

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

نعيم قاسم يرفض نزع سلاح "حزب الله" ويحذّر: "إما أن نعيش معًا أو على الدنيا السلام"

مفاجأة صادمة: سعر طن الحديد في مصر أعلى من قيمته العادلة بـ16 ألف جنيه

قمة ألاسكا التاريخية: ترامب وبوتين يبحثان مستقبل العلاقات والأزمات العالمية في لقاء مصيري