ترامب يلوح بالحرب ويتودد للاتفاق: إيران أمام اختبار الصبر والقوة

مدة القراءة: 4 دقائق

عاد دونالد ترامب إلى واجهة الأحداث الدولية عبر تصريحات صادمة حول إيران والاتفاق النووي. أبدى استعداده للجلوس مع طهران لعقد اتفاق جديد، لكنه هدد أيضًا بقيادة هجوم عسكري إن فشلت الدبلوماسية. الملف النووي الإيراني يدخل مرحلة جديدة من الشد والجذب، على وقع لغة مزدوجة تجمع بين التفاوض والتهديد.

ترامب يلوح بالحرب ويتودد للاتفاق: إيران أمام اختبار الصبر والقوة

تصريحات ترامب: تفاؤل مشروط بقبضة عسكرية

1. الرهان على الاتفاق
قال ترامب في مقابلة مع مجلة تايم (22 أبريل 2025): "الاتفاق ممكن، ولا أحد غيري يستطيع تحقيقه". وأكد استعداده للقاء خامنئي أو الرئيس الإيراني، مضيفاً: "سأفعل إذا تطلب الأمر".
يريد ترامب الظهور كرجل "الصفقات الكبرى" القادر على كسر الجمود.

2. التهديد بالحرب
هدد ترامب باستخدام القوة قائلاً: "إذا لم نتوصل إلى اتفاق، سأكون في مقدمته"، مضيفاً: "قد أخوض الحرب دون تردد".
هذا التهديد يذكر بتصريحاته في 2019 حين قال إنه "سيقصف إيران بقوة غير مسبوقة" إذا لزم الأمر.

3. موقفه من إسرائيل
نفى ترامب منعه لإسرائيل من مهاجمة إيران: "لم أشجعهم على الهجوم، لكني لم أمنعهم". وأكد: "لن أسمح لنتنياهو بجري إلى حرب"، مشدداً على أن أي تحرك يجب أن يخدم المصالح الأمريكية أولاً.

مواقف إيران: لا حوار تحت التهديد
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صرح أن إيران "لا تتهرب من الحوار"، لكنها تطالب بخطوات أمريكية لبناء الثقة، وأكد أن بلاده لن تدخل مفاوضات تحت الضغط أو العقوبات.
الخارجية الإيرانية وصفت تصريحات ترامب بأنها "استفزازية"، ورفضت أي عودة للاتفاق السابق دون رفع كامل للعقوبات.

أدوات الضغط الأمريكية
- أعاد ترامب سياسة "الضغط الأقصى"، بفرض عقوبات مشددة على قطاع النفط والبنك المركزي الإيراني.
- هدد بفرض "رسوم جمركية ثانوية" على الدول التي تشتري النفط الإيراني أو الروسي.
- اعتبر أن أي اتفاق قادم يجب أن يتضمن قيوداً على الصواريخ الباليستية والدور الإقليمي لإيران، وهو ما ترفضه طهران تماماً.

خلافات دولية حول النهج الأمريكي
- أوروبا تعارض انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتؤكد التزام إيران ببنود الاتفاق وفقًا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- الوكالة الدولية قدرت في تقريرها الأخير أن إيران تمتلك مخزوناً مخصباً بنسبة 60% يكفي لإنتاج سلاح نووي خلال أسابيع.

تحليل الموقف: بين واقع معقد وطموح انتخابي
1. استراتيجية ترامب
يعتمد ترامب على الجمع بين الترغيب والترهيب. أعلن في فبراير أن "المفاوضات تسير جيدًا"، ثم هدد في مارس بـ"قصف إيران" إن لم تتنازل.
الرسائل المتناقضة تضعف مصداقية التهديد، لكنها تخدم هدفه بالضغط دون الالتزام بخط واضح.

2. القدرة على الاتفاق
الخبراء يشككون في إمكانية تحقيق اختراق حقيقي. مخزون اليورانيوم المتزايد، وغياب أي تفاهم حول برنامج الصواريخ والدور الإقليمي، كلها عوامل تعقد الوصول لاتفاق شامل.

3. العامل الإسرائيلي
ترامب لا يريد الانجرار إلى حرب يخططها نتنياهو، لكنه لا يمانع استخدامها كورقة ضغط على إيران.
مطالب إسرائيل تتجاوز النووي إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا والعراق، ما يجعل الاتفاق أكثر صعوبة.

السيناريوهات المحتملة
- اتفاق مؤقت: تجميد التخصيب عند 60% مقابل رفع جزئي للعقوبات، دون اتفاق نهائي.
- ضربة عسكرية محدودة: تشارك فيها واشنطن أو تقتصر على إسرائيل، تستهدف المنشآت النووية أو البنية التحتية العسكرية الإيرانية.
- استمرار الجمود: يظل الوضع كما هو، مع تصعيد بطيء في العراق وسوريا واليمن، وسط غياب أي آلية حقيقية لخفض التوتر.

خاتمة: حسابات معقدة ومفاجآت واردة
تصريحات ترامب تكشف عن رغبته في الظهور كصانع سلام وقائد صارم في آن واحد. لكن الواقع يشير إلى أن هوامش المناورة تضيق، مع تعنت إيراني ورفض أمريكي للتنازل.
يبقى السؤال:
هل يتجه ترامب إلى صفقة تاريخية... أم إلى تصعيد قد يشعل الشرق الأوسط من جديد؟

المصادر:


Share/Bookmark

دونالد ترامب | الاتفاق النووي الإيراني | التهديد العسكري | بنيامين نتنياهو | المفاوضات الدبلوماسية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

قائد الحرس الثوري يتوعد: سنضرب بقوة من أعماق الخليج إذا هُوجمنا

وظائف أهرام الجمعة 9-5-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

وظائف الوسيط الجمعة 9-5-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج