واشنطن بين نارين: حرب بالوكالة في أوكرانيا ومفاوضات غزة الشائكة
مدة القراءة:
تشهد السياسة الخارجية الأمريكية تحركات مكثفة على جبهتين ساخنتين: النزاع الأوكراني المستمر والأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية المتصاعدة. بين تصريحات لمسؤولين كبار وتهديدات رئاسية ومفاوضات سرية، تبرز تعقيدات الموقف الأمريكي في إدارة ملفين شائكين يمسان مصالح استراتيجية وأمنية عالمية.
أوكرانيا: حرب بالوكالة بين واشنطن وموسكو
أقر السناتور الأمريكي ماركو روبيو، عضو لجنة العلاقات الخارجية، بأن النزاع في أوكرانيا تحول إلى "حرب بالوكالة" بين الولايات المتحدة وروسيا. جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، حيث أكد روبيو أن واشنطن تدعم كييف عسكرياً وسياسياً في مواجهة الهجوم الروسي، مشيراً إلى ضرورة وضع حد لهذا الصراع قبل تفاقمه.
من جهتها، ردت روسيا عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، واصفةً أوكرانيا بـ"شركة عسكرية خاصة" تقاتل لصالح المصالح الغربية، مؤكدةً أن استسلام كييف "مسألة وقت". هذا التصعيد اللفظي يعكس عمق الخلاف بين القوتين النوويتين، وسط تحذيرات دولية من تحول الأزمة إلى مواجهة مباشرة.
مفاوضات أمريكية مباشرة مع حماس: بين الأمل والتحديات
كشف البيت الأبيض عن مفاوضات سرية تجريها الإدارة الأمريكية مع حركة حماس، بهدف إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وتحقيق هدنة طويلة الأمد في غزة. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن المبعوث الرئاسي آدم بولر يمتلك "صلاحية كاملة" للتفاوض، مشيرةً إلى تنسيق واشنطن المسبق مع إسرائيل.
لكن هذه الخطوة أثارت استياءً إسرائيلياً، حيث وصف مصدر مطلع في تل أبيب الاتصالات بـ"المقلقة للغاية"، رغم علم الحكومة الإسرائيلية بها. وأشارت تقارير إلى أن واشنطن تضع إطلاق سراح المواطن الأمريكي عيدان ألكسندر على رأس أولوياتها، بينما تشكك إسرائيل في جدوى هذه القناة التفاوضية.
تهديدات ترامب: لغة النار والحديد
تصاعد الخطاب الأمريكي مع تجدد التهديدات الرئاسية، حيث حذر الرئيس دونالد ترامب حماس من مواجهة "الجحيم" إذا لم تطلق سراح الأسرى، مستخدماً منشوراً على منصة "سوشيال تروث" للتهديد: "أُرسل إلى إسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة... اتخذوا قراراً ذكياً الآن، وإلا فستواجهون الجحيم!".
هذا التصريح يأتي في سياق تعثر المفاوضات، حيث ألغيت زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى قطر بعد فشل الجولات التفاوضية في تحقيق اختراق. ورغم الوساطات المصرية والقطرية السابقة، التي أدت إلى هدنة قصيرة في يناير، لا تزال الأزمة بعيدة عن الحل، مع استمرار إغلاق المعابر الإسرائيلية وقطع المساعدات عن غزة.
إسرائيل والقلق من "التطبيع الأمريكي مع حماس"
رغم التأكيدات الأمريكية بأن المفاوضات تهدف لإنقاذ الرهائن، إلا أن الجانب الإسرائيلي يبدو متوجساً من أي خطوة قد تمنح حماس شرعية دولية. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن القانون الأمريكي يمنع التفاوض مع منظمات مصنفة "إرهابية"، لكن الإدارة تستخدم ثغرة قانونية تسمح بذلك لإنقاذ مواطنيها.
من جهته، علق القنصل الإسرائيلي في نيويورك، أوفير أكونيس، بالقول: "إذا أدت المحادثات إلى عودة المختطفين، فسنكون سعداء"، لكنه أضاف بأن تل أبيب تفضل الضغط على حماس بدلاً من التفاوض المباشر.
الخاتمة: سياسة خارجية بين المطرقة والسندان
تعكس التطورات الأخيرة تعقيدات السياسة الخارجية الأمريكية، التي تحاول الموازنة بين دعم حليف استراتيجي في أوكرانيا، وخوض مفاوضات شائكة في الشرق الأوسط. بينما تظهر التصريحات والتهديدات رهانات عالية، يبقى السؤال: هل ستنجح واشنطن في تحقيق اختراقات أم ستزيد الأزمات اشتعالاً؟ الجواب قد تحددها الأسابيع القادمة، مع استمرار السباق ضد الزمن في كلا الجبهتين.
المصادر: "فوكس نيوز"، "RT"، "أكسيوس"، "يديعوت أحرونوت".
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

السياسة الخارجية الأمريكية | حرب أوكرانيا | مفاوضات غزة | دعم واشنطن لكييف | تهديدات ترامب
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار