مصر تعلن عن اكتشاف نفطي واعد في البحر المتوسط.. خطوة لتعزيز الاقتصاد واستعادة ريادة تصدير الغاز
مدة القراءة:
الاكتشاف الجديد: تفاصيل "الفيوم 5"
أعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، الأربعاء، عن اكتشاف بئر نفطي وغازي جديد في البحر المتوسط باسم "الفيوم 5"، وذلك خلال عمليات الحفر بمنطقة حقل "كينج مريوط". وأشار إلى أن الاحتياطيات المكتشفة تعد "جيدة" من الزيت الخام والغاز الطبيعي، دون الكشف عن أرقام دقيقة، لكنه أكد أن هذا الكشف يضاف إلى سلسلة اكتشافات سابقة عززت موارد مصر من الطاقة.
ووصف مدبولي الاكتشاف بأنه "إيجابي ومطمئن"، مؤكدًا أن مصر تسير في المسار الصحيح لتعافي قطاع البترول، مع توقعات بظهور نتائج ملموسة بحلول نهاية 2025 أو مطلع 2026.
خلفية الاكتشاف: تعاون دولي واستثمارات ضخمة
جاء الكشف الجديد ضمن أنشطة شركة "بي بي" البريطانية، التي بدأت حفر بئرين في منطقتي امتياز "كينج مريوط" و"فيوم" يناير الماضي، باستثمارات تقدر بنحو 160 مليون دولار. ويذكر أن الحقل الرئيسي "كينج مريوط" أعلن عنه في فبراير 2023، ويضم احتياطيات تتراوح بين 3 إلى 4 تريليونات قدم مكعب من الغاز، وفقًا لتصريحات سابقة لمدبولي.
السياق الاقتصادي: من الاستيراد إلى التصدير
كشف رئيس الوزراء عن تحول جذري في قطاع الطاقة المصري، الذي شهد تراجعاً حاداً في الإنتاج خلال السنوات الماضية، مما اضطر البلاد إلى استئناف استيراد الغاز عام 2023 لأول مرة منذ 2018. لكن الإجراءات الحكومية، مثل سداد مستحقات الشركات الأجنبية (التي تجاوزت 5 مليارات دولار عام 2022) وتحفيز الاستثمارات الجديدة، بدأت تظهر نتائج إيجابية:
- زيادة الإنتاج: أضافت الآبار الجديدة التي حفرت في النصف الثاني من 2023 نحو 64 ألف برميل زيت يومياً، و271 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً.
- توفير العملة الصعبة: ساهمت هذه الزيادة في توفير 1.5 مليار دولار كانت ستوجه للاستيراد خلال 6 أشهر.
الرسوم التوضيحية
الشكل (1): مواقع الحقول المكتشفة قرب السواحل المصرية
الشكل (2): تطور الاكتشافات البترولية المصرية (2015-2024)
الشكل (3): مقارنة إنتاج الغاز قبل وبعد حفر الآبار الجديدة
تعافي القطاع: آبار جديدة وسياسات داعمة
أكد مدبولي أن الحكومة نجحت في جذب الاستثمارات عبر:
- حفر 105 بئراً استكشافياً في 2023، بينها 10 آبار للغاز.
- سياسة تحفيزية تشمل تسهيلات ضريبية ودعماً لوجيستياً للشركات.
- التزام بالسداد المنتظم لمستحقات الشركاء الأجانب، مما يعزز ثقة المستثمرين.
التطلعات المستقبلية: عودة التصدير
رغم التحديات العالمية، تظهر مصر تفاؤلاً بإمكانية استئناف تصدير الغاز بحلول 2026، مدعومة بـ:
- الاكتشافات المتتالية في البحر المتوسط والصحراء الغربية.
- مشروعات التكرير والتسييل مثل مجمع فجر للغاز.
- الشراكات الدولية مع كبرى الشركات مثل "إيني" الإيطالية و"شيفرون" الأمريكية.
تحليل الخبراء: فرص وتحديات
يرى مراقبون أن الاكتشاف الجديد يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، لكنهم يشيرون إلى ضرورة:
- تسريع وتيرة الإصلاحات لجذب مزيد من الاستثمارات.
- تنويع الشركاء لتجنب التبعية لشركات بعينها.
- ربط الاكتشافات بخطة تحويل الاقتصاد إلى أخضر عبر دمج الغاز مع مشروعات الهيدروجين.
الخلاصة
بينما تعلن مصر عن كشفها الجديد، تؤكد القاهرة مجدداً أن البحر المتوسط لم يبح بعد بكل أسراره. ومع تحول الاكتشافات إلى إنتاج فعلي، قد تشهد السنوات القادمة نقلة في الاقتصاد المصري، تعيد إليه دوره كـ"رائد إقليمي في الطاقة".
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

النفط المصري | البحر المتوسط | حقل الفيوم 5 | تصدير الغاز | اكتشافات بترولية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار