إسرائيل تهدد بيروت.. غارات مكثفة على جنوب لبنان بعد قصف المطلة

جدول المحتويات

• الوضع الراهن: صواريخ وضربات جوية تهدد هشاشة الهدنة
• تفاصيل التصعيد: من الصواريخ إلى التهديدات
• السياق السياسي: اتفاق هش واتهامات متبادلة
• الجهود الدبلوماسية: لبنان يسعى لاحتواء الأزمة
• تحذيرات دولية ومخاوف إنسانية
• ماذا بعد؟ سيناريوهات محتملة
• للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 
• إقرأ أيضا : َالشرق الأوسط,

الوضع الراهن: صواريخ وضربات جوية تهدد هشاشة الهدنة

شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً عسكرياً خطيراً يوم السبت، بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة "المطلة" شمال إسرائيل، ما دفع الأخيرة إلى شن سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت عشرات المواقع في الجنوب اللبناني، بينها منصات صواريخ ومراكز قيادة تابعة لـ"حزب الله"، وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي. التصعيد يأتي بعد 3 أشهر من هدوء نسبي أعقب اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة دولية في ديسمبر 2023، مما يثير مخاوف من اندلاع موجة عنف جديدة في المنطقة.

تفاصيل التصعيد: من الصواريخ إلى التهديدات

1. إطلاق الصواريخ من لبنان:
   أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 3 صواريخ أُطلقت صباح السبت من جنوب لبنان باتجاه "المطلة"، وهي الهجوم الأول من لبنان منذ توقيع الهدنة. لم تتبنَّ أي جهة الهجوم رسميًا، لكن وسائل إعلام لبنانية أشارت إلى أن "حزب الله" كان وراءه، بينما ذكر الجيش اللبناني أن الصواريخ "بدائية الصنع"، وأن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الجهة المسؤولة.

2. الرد الإسرائيلي المباشر:
   ردًّا على الهجوم، شنت إسرائيل غارات جوية على ما وصفته بـ"عشرات الأهداف العسكرية" في جنوب لبنان، استهدفت منصات إطلاق صواريخ ومركز قيادة تابعًا لـ"حزب الله" في مناطق منها "تولين" و"كفرحونة" و"بيت ليف". وأعلن الدفاع المدني اللبناني مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين في الغارات، بينهم مدنيون، مع تدمير منازل وبُنى تحتية.

3. تهديدات بإستهداف بيروت:
   تصاعد التصعيد اللفظي مع تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بقصف العاصمة اللبنانية بيروت إذا استمرت الهجمات من لبنان، قائلًا: "مصير المطلة كمصير بيروت... الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية". جاء التهديد في سياق اتهام إسرائيل لـ"حزب الله" بالعمل من داخل المناطق المدنية اللبنانية، مما يعرضها لردود عسكرية.

السياق السياسي: اتفاق هش واتهامات متبادلة

• خرق الهدنة: يعتبر الهجوم الأخير اختراقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2023، بعد أشهر من تبادل القصف بين الجانبين. ومنذ ذلك الحين، اتهمت إسرائيل لبنان بعدم الالتزام بنزع سلاح الميليشيات في الجنوب، بينما اتهم لبنان إسرائيل بعدم الانسحاب الكامل من نقاط حدودية، وفقًا للاتفاق.
• الجيش اللبناني يحقق: أفادت تقارير بأن الجيش اللبناني عثر على منصات إطلاق صواريخ بدائية شمال نهر الليطاني، مؤكدًا أن الصواريخ المستخدمة "قديمة"، لكنه لم يحدد الجهة المسؤولة عن إطلاقها، مما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة، بينها جهات فردية أو فصائل صغيرة.

الجهود الدبلوماسية: لبنان يسعى لاحتواء الأزمة

تحركت الدبلوماسية اللبنانية سريعًا لاحتواء التصعيد، حيث كلف الرئيس "جوزيف عون" وزير الخارجية "يوسف رجي" بإجراء اتصالات عاجلة مع دول عربية ودولية، بينها مصر والأمم المتحدة، لتوضيح موقف لبنان الرافض للتصعيد. وأكد رجي أن "لبنان لا يسعى للحرب، ويعمل على ضبط أي خروقات"، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية لتحديد مصدر الصواريخ.
من جهته، حذر رئيس الحكومة اللبنانية "نواف سلام" من أن أي عمليات عسكرية جديدة قد "تجر البلاد إلى حرب مدمرة"، داعياً إلى ضبط النفس.

تحذيرات دولية ومخاوف إنسانية

دعا متحدث باسم قوات اليونيفيل (القوات الدولية في لبنان) جميع الأطراف إلى "الامتناع عن أي خطوات تزيد التوتر"، محذراً من أن التصعيد قد يؤدي إلى "عواقب إنسانية وخيمة"، خاصة مع استمرار النزوح في مناطق الجنوب اللبناني منذ أشهر.
وفي غزة، لا تزال المشاهد الدامية تتكرر، حيث أشارت التقارير إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وإصابة 1000 آخرين خلال الأسبوع الماضي فقط، في تصعيد متزامن مع الأحداث على الحدود اللبنانية.

ماذا بعد؟ سيناريوهات محتملة

رغم الجهود اللبنانية لتهدئة الأوضاع، يبقى السؤال: هل يمكن احتواء التصعيد؟

• سيناريو التفاهم: قد تؤدي الضغوط الدولية إلى إعادة فرض الهدنة، خاصة مع عدم وجود إعلان رسمي من "حزب الله" عن مسؤوليته عن الهجوم.
• سيناريو التصعيد: إذا تكررت الهجمات الصاروخية، قد ترد إسرائيل بضربات أوسع، ربما تشمل مواقع في عمق لبنان، كما هدد كاتس.
• الدور الإقليمي: تظهر الاتصالات المصرية والدولية مع لبنان محاولات لمنع تكرار سيناريو حرب 2006، لكن التوتر في غزة قد يزيد تعقيد المشهد.

الخلاصة:
في وقت تواصل إسرائيل حربها على غزة، يعيد التصعيد على الحدود اللبنانية إحياء مخاوف اندلاع جبهة عسكرية ثانية، مع استمرار إشكالية الوجود المسلح لـ"حزب الله" ورفض إسرائيل الانسحاب الكامل من النقاط المتنازع عليها. المشهد يبقى مرهونا بتحركات خفية للفاعلين المحليين والدوليين، بينما يدفع المدنيون في كلا الجانبين ثمن المواجهات.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

إسرائيل تهدد بيروت.. غارات مكثفة على جنوب لبنان بعد قصف المطلة

إسرائيل | حزب الله | جنوب لبنان | غارات جوية | الصواريخ

النشرة البريدية