انخفاض حاد في الحديد وارتفاع مفاجئ في الأسمنت يهز سوق البناء المصري

مدة القراءة: 4 دقائق

جدول المحتويات

شهدت أسواق مواد البناء في مصر يوم السبت 22 مارس 2025 تحركات مثيرة، حيث انخفضت أسعار الحديد بأكثر من ألف جنيه للطن، بينما ارتفع سعر الأسمنت الرمادي بنحو 300 جنيه. هذه التقلبات، التي تنعكس مباشرةً على تكاليف المشاريع العقارية والبنية التحتية، تطرح تساؤلات حول أسبابها وتأثيراتها على الاقتصاد المصري، الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع البناء والتشييد.

الأسعار الجديدة: صدمة للمستهلكين والمطورين

1. الحديد: انخفاض قياسي في جميع العلامات التجارية

أكدت تقارير من "المصري اليوم" و"بوابة الأسعار المحلية" تراجعاً كبيرًا في أسعار الحديد، حيث خسر طن حديد عز 1,282 جنيهاً ليصل إلى 38,800 جنيه، بينما انخفض الحديد الاستثماري 1,778 جنيهاً إلى 36,400 جنيه. وشمل الانخفاض علامات أخرى مثل حديد السويس (38,300 جنيه) وبشاي (38,300 جنيه) (انظر الجدول 1).

أسعار الحديد (22 مارس 2025)

نوع الحديد	السعر (جنيه/طن)	التغير
حديد عز	38,800	-1,282 ▼
الحديد الاستثماري	36,400	-1,778 ▼
حديد السويس	38,300	-1,500 ▼

2. الأسمنت: ارتفاع مفاجئ يزيد الضغوط

على النقيض، ارتفع سعر طن الأسمنت الرمادي إلى 3,468 جنيهاً (+299 جنيهاً عن اليوم السابق)، وفقًا لـ"بانكر نيوز". بينما حافظت أنواع أخرى مثل أسمنت حلوان (3,350 جنيهاً) والعسكري (3,300 جنيهاً) على استقرار نسبي (الجدول 2).

أسعار الأسمنت (22 مارس 2025)

نوع الأسمنت	السعر (جنيه/طن)	التغير
الأسمنت الرمادي	3,468	+299 ▲
أسمنت حلوان	3,350	-

لماذا انخفض الحديد؟ تحليل الخبراء

تراجع الطلب: يشير الخبراء إلى تباطؤ في مشاريع البناء الكبرى، ما قلل من ضغط الشراء.
انخفاض تكاليف الإنتاج: انخفاض أسعار خام الحديد عالمياً بنسبة 5% في مارس 2025، وفقًا لبيانات البنك الدولي.
زيادة المعروض: ارتفاع إنتاج المصانع المحلية بنسبة 12% مقارنة بشهر فبراير.
استقرار سعر الصرف: تحسن قيمة الجنيه أمام الدولار ساهم في خفض تكلفة الاستيراد.

أسمنت يرتفع رغم وفرة المعروض: الأسباب الخفية

ارتفاع تكاليف الطاقة: زادت أسعار الكهرباء والوقود بنسبة 8% منذ يناير 2025، وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء.
ضغوط الطلب الموسمي: تسارع وتيرة التشطيبات في مشاريع الإسكان الاجتماعي قبل نهاية الربع الأول.
استراتيجية تسعير الشركات: تحاول المصانع تعويض خسائرها من فترات الانخفاض السابقة.

تأثيرات متضاربة على قطاع البناء

المكاسب: انخفاض تكلفة الهياكل المعدنية للمباني قد يقلل مصاريف المشاريع الجديدة بنسبة 5-7%.
الخسائر: ارتفاع أسعار الأسمنت يزيد تكلفة الأساسات والخرسانة بنسبة 10%، وفقًا لـ"غرفة التطوير العقاري".
توقعات العقارات: قد تدفع التكاليف المختلطة المطورين إلى تعديل أسعار الوحدات السكنية أو تأجيل إطلاق مشاريع جديدة.

تداعيات اقتصادية أوسع

التضخم: ارتفاع الأسمنت قد يرفع مؤشر أسعار البناء، الذي يساهم بنسبة 18% في التضخم العام.
النمو: تحسن قطاع البناء قد يدعم الناتج المحلي الإجمالي، الذي يعتمد عليه بنسبة 15%.
الاستثمار: يشير "أحمد الزيني" من الغرفة التجارية إلى أن الانخفاض المؤقت في الحديد قد يجذب مستثمرين جدد.

مقارنة بالاتجاهات التاريخية

الحديد: شهد السوق تقلبات حادة منذ 2024، حيث بلغ سعر طن حديد عز ذروته عند 42,000 جنيه في ديسمبر 2024.
الأسمنت: ارتفع السعر بنسبة 30% خلال عامين بسبب أزمة الطاقة العالمية (بيانات الجهاز المركزي للتعبئة).

تصريحات الخبراء:

عبير عصام الدين (غرفة التطوير العقاري): "الوضع يحتاج إلى سياسات دعم حكومية لامتصاص الصدمات السعرية."
أحمد الزيني (الغرفة التجارية): "الانخفاض في الحديد فرصة لتنشيط السوق إذا استمر."

خلاصة:

التحركات الأخيرة تعكس حساسية سوق مواد البناء للتغيرات المحلية والعالمية. بينما يشكل انخفاض الحديد بصيص أمل للمطورين، فإن ارتفاع الأسمنت يذكر بالتحديات الهيكلية في الصناعة. نجاح مصر في تثبيت السوق سيعتمد على سياسات دعم الإنتاج وتنويع مصادر الطاقة.

المصادر:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

أسعار الحديد | أسعار الأسمنت | سوق البناء | العقارات في مصر | تكلفة البناء