بوتين يعرض حماية الجنود الأوكرانيين المحاصرين في كورسك.. وترامب يدخل على خط الأزمة

مدة القراءة: 3 دقائق

جدول المحتويات

خلفية الأزمة: توغل أوكراني وحصار روسي في كورسك

تشهد مقاطعة كورسك الروسية تصعيداً عسكرياً منذ أسابيع، بعد توغل القوات الأوكرانية في المنطقة التي تقع على الحدود مع أوكرانيا. وفقًا لتصريحات روسية، نجح الجيش الروسي في تطويق الآلاف من الجنود الأوكرانيين وعزلهم عن خطوط الإمداد، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل كوسيط إنساني.

ضمانات بوتين: "الحياة مقابل الاستسلام"

أعلن الكرملين يوم الجمعة أن الرئيس فلاديمير بوتين استجاب لطلب الرئيس الأمريكي بـ"الرأفة" بالجنود الأوكرانيين، ووعد بضمان حياتهم ومعاملة لائقة إذا ألقوا أسلحتهم. جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي، حيث أكد بوتين:

"نفهم الدعوة الإنسانية لترامب.. سنضمن أمن الجنود حال استسلامهم، لكن على كييف إصدار الأمر بذلك".

من جهته، أوضح مساعد بوتين، يوري أوشاكوف، أن الضمانات الروسية مشروطة بموافقة القيادة الأوكرانية على الاستسلام، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية ارتكبت "جرائم إرهابية" ضد مدنيين في كورسك، وفق اتهامات المدعي العام الروسي.

الاتصال الأمريكي-الروسي: ترامب يحذر من "مجزرة منذ الحرب العالمية الثانية"

كشف ترامب عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) عن اتصاله ببوتين يوم الخميس، واصفاً المحادثة بـ"البناءة"، وطالبه بـ"الرحمة" تجاه الجنود المحاصرين. وحذر من أن إخفاق الحل قد يؤدي إلى:

"مجزرة مروعة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية".

كما أشار ترامب إلى "فرصة كبيرة لتسوية الأزمة الأوكرانية"، مما يعكس تحركاً دبلوماسياً أمريكياً لاحتواء التصعيد.

الواقع الميداني: سيطرة روسية وخسائر أوكرانية فادحة

بحسب وزارة الدفاع الروسية:

تحرير 29 بلدة في كورسك و4 في دونيتسك خلال أسبوع.
مقتل 10,780 جندياً أوكرانياً وتدمير 245 دبابة و542 عربة مدرعة.
إسقاط 355 طائرة مسيرة أوكرانية.

كما أعلنت قيادة قوات "الشمال" الروسية إحكام الحصار على القوات الأوكرانية في كورسك، مؤكدة دخول المرحلة النهائية لتحرير المنطقة.

تعقيدات الموقف الأوكراني: بين الاستسلام والهزيمة

تواجه كييف معضلة صعبة؛ فإصدار أوامر بالاستسلام يعني اعترافاً ضمنياً بالفشل العسكري، بينما استمرار المقاومة يعرض الجنود للموت أو الأسر. حتى الآن، لم تعلن أوكرانيا أي قرار رسمي، في حين تتزايد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج إنساني.

التداعيات الإقليمية والدولية

السياسة الأمريكية: ينظر لتدخل ترامب كمحاولة لتعزيز دوره كوسيط في النزاع، خاصة مع وعوده فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الموقف الأوروبي: لم تصدر ردود فعل واضحة من الاتحاد الأوروبي، لكن مصادر تشير إلى قلق من توسع الأزمة.
المسار القانوني: اتهامات روسيا لأوكرانيا بـ"الإرهاب" قد تستخدم لتبرير إجراءات قضائية دولية أو عقوبات إضافية.

خاتمة: نافذة أمل أم فخ استراتيجي؟

رغم الضمانات الروسية، تبقى مصداقية بوتين محل شكوك في الغرب، خاصة مع سجله في التعامل مع الأسرى خلال الصراع. من ناحية أخرى، يُعد استسلام القوات الأوكرانية في كورسك انتصاراً دعائياً لروسيا، لكنه قد يفتح الباب لمفاوضات أوسع. الأيام القادمة ستكشف إن كانت هذه التطورات ستترجم إلى هدنة دائمة أو مجرد هدنة مؤقتة في حرب مستعرة.

المصادر:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

بوتين | الجنود الأوكرانيون | كورسك | ترامب | الاستسلام