الذهب يصعد والدولار يتراجع.. كيف تؤثر التقلبات الاقتصادية على الأسواق العالمية؟
مدة القراءة:
مقدمة: مشهد اقتصادي متقلب
شهدت الأسواق العالمية تحركات حادة يوم الثلاثاء، حيث ارتفع الذهب وسط ضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الحكومية، بينما واجه الدولار ضغوطاً مع تحول المستثمرين نحو الين الياباني كملاذ آمن. في الوقت نفسه، قاومت أسعار النفط مخاوف الركود وارتفعت رغم التحديات. هذه التقلبات تعكس تفاعلًا معقدًا بين السياسات النقدية، المخاطر الجيوسياسية، وتوقعات النمو العالمي، مع تركيز الأسواق على بيانات التضخم الأمريكية القادمة وتداعيات السياسات التجارية للرئيس ترامب.
1. الذهب يتألق كملاذ آمن مع ترقب بيانات التضخم
بيانات تداولات يوم الثلاثاء - المصدر: جولد بيليون
- ضعف الدولار الأمريكي: مما يزيد جاذبية الذهب كبديل عن العملات.
- تراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية: إذ تجعل العوائد المنخفضة الذهب (الذي لا يقدم عائدًا) أكثر جذبًا.
- التحوط ضد التضخم: ينتظر المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المقررة هذا الأسبوع، والتي قد تحدد مسار رفع الفائدة من الفيدرالي.
من جهة أخرى، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات نقدية للأسبوع السادس على التوالي، بلغت 7.9 طن الأسبوع الماضي، بقيادة أوروبا (5.7 طن) ثم أمريكا الشمالية (2.2 طن)، وفقًا لمجلس الذهب العالمي. ويُعزى هذا الطلب إلى عدم اليقين الناجم عن السياسات التجارية لترامب، والتي دفعت المستثمرين نحو الملاذات الآمنة منذ 2016.
2. الدولار الأمريكي تحت الضغط.. والين الياباني يطفو
بيانات تداولات يوم الثلاثاء - المصدر: رويترز
أدنى سعر: 146.55 ين | سعر الإغلاق: 147.24 ين
واجه الدولار الأمريكي تراجعاً بنسبة 7% مقابل الين خلال الأشهر الستة الماضية، مسجلاً أدنى مستوى عند 146.55 ين، وسط عوامل منها:
- مخاوف تباطؤ النمو الأمريكي: بسبب الرسوم الجمركية على الصين والمكسيك وكندا، والتي أضرت بثقة المستثمرين.
- هبوط الأسهم الأمريكية: تراجع مؤشر "ناسداك" 4% و"ستاندرد آند بورز 500" 2.7%، مما دفع المستثمرين لبيع الدولار وشراء الين.
- تقلص الفجوة بين عوائد السندات: انخفضت الفارق بين العوائد الأمريكية والألمانية لـ10 سنوات بمقدار 33 نقطة أساس، مما قلل من تفوق الدولار.
رغم ذلك، حافظت عملات أخرى مثل اليورو على ثباتها فوق 1.08 دولار، مدعومة بخطط ألمانيا لزيادة الإنفاق على الدفاع. أما الدولار الأسترالي والكندي، فقد صمدا رغم الرسوم الجمركية، بفضل مرونة اقتصاداتها.
3. النفط يقاوم مخاوف الركود.. وماذا عن "أوبك+"؟
بيانات أسبوعية وفقًا لتقارير رويترز وبلومبرج
أعلى سعر لبرنت: 70.15 دولار | أعلى سعر لغرب تكساس: 66.80 دولار
■ خام برنت
■ خام غرب تكساس
على عكس التوقعات، ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء، حيث صعد خام برنت إلى 69.44 دولاراً للبرميل (+0.23%)، وخام غرب تكساس إلى 66.09 دولاراً (+0.09%). ورغم مخاطر الركود، تدعمت الأسعار بـ:
- الدعم الفني عند 70 دولاراً لبرنت: يعتبر هذا المستوى حاسماً، وقد تتدخل "أوبك+" لخفض الإنتاج إذا هبطت الأسعار دونه، وفقًا لبنك "دي بي إس".
- تأثير العقوبات على إيران وفنزويلا: قد تقلل المعروض العالمي إذا تشددت سياسات ترامب.
الربط بين المفاصل: سياسات ترامب تحدث زلزالاً في الأسواق
السياسات التجارية للرئيس ترامب — من الرسوم الجمركية إلى العقوبات — تغذي حالة من عدم اليقين، مما يدفع المستثمرين إلى:
- التحوط بالذهب كملاذ آمن.
- الابتعاد عن الدولار مع تآكل ثقتهم في الاقتصاد الأمريكي.
- مراقبة النفط بسبب تأثر العرض والطلب بالعقوبات.
وفي الوقت نفسه، تُظهر صناديق الاستثمار الأوروبية والأمريكية تحولًا نحو الأصول الملموسة (مثل الذهب) بعيدًا عن الأسهم، وهو اتجاه يعكس تشاؤمًا واسعًا.
التوقعات المستقبلية: البيانات الاقتصادية تحكم المشهد
تحليل توقعات 2023-2027 وفقًا لمجلس الذهب العالمي ووول ستريت جورنال
■ أسعار الفائدة المتوقعة (الاحتياطي الفيدرالي)
■ تدفقات صناديق الذهب العالمية
ملاحظة: العلاقة العكسية التاريخية بين أسعار الفائدة والطلب على الذهب
- بيانات التضخم الأمريكية: ستحدد ما إذا كان الفيدرالي سيستمر في رفع الفائدة أو يبطئ وتيرتها. ارتفاع التضخم قد يضعف الذهب ويدعم الدولار، بينما بيانات التضخم المنخفضة قد تعزز صعود الذهب.
- اجتماعات أوبك+: أي إشارات لخفض الإنتاج قد تعيد النفط إلى مستويات 75 دولارًا.
- الميزانية الألمانية: معارضة حزب الخضر لزيادة الاقتراض قد تُضعف اليورو.
الخلاصة: اقتصاد عالمي على حافة الهاوية
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لتحديد اتجاه الأسواق، حيث تتداخل العوامل السياسية مع الاقتصادية بشكل غير مسبوق. الذهب قد يحافظ على بريقه كملاذ آمن، بينما يُواجه الدولار اختبارًا صعبًا بين سياسات ترامب وقرارات الفيدرالي. أما النفط، فمصيره مرتبط بتوازن دقيق بين العرض والطلب، وأي صدمة جيوسياسية قد تعيده إلى الواجهة.
سيناريوهات التضخم وتأثيرها على الأسواق
تحليل السيناريوهات بناءً على بيانات تاريخية من مجلس الذهب العالمي وبلومبرج
التغيرات النسبية تعكس متوسط التوقع خلال 6 أشهر من صدور بيانات التضخم
المصادر الرئيسية:
تحليل السيناريوهات بناءً على بيانات تاريخية من مجلس الذهب العالمي وبلومبرج
التغيرات النسبية تعكس متوسط التوقع خلال 6 أشهر من صدور بيانات التضخم
تابعونا لتغطية مستمرة لأهم التطورات الاقتصادية التي تشكل عالمنا.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

الذهب | الدولار | أسعار النفط | التضخم الأمريكي | الفيدرالي الأمريكي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار