ترامب يعبث بالدولار: قوة مؤقتة أم انهيار وشيك؟
مدة القراءة: 3 دقائق
في خضم التحديات الاقتصادية العالمية، يظل الدولار الأميركي عملة الاحتياطي الأولى، لكن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي قد يعود لتطبيقها، تثير تساؤلات حول مستقبل العملة الخضراء. بين تحذيرات من تداعيات الرسوم الجمركية وتكهنات باتفاقيات دولية جديدة، كيف قد تتأثر قوة الدولار؟
السياق التاريخي: دروس من اتفاقية بلازا
في عام 1985، اتفقت الولايات المتحدة مع حلفائها في "اتفاقية بلازا" على تخفيض قيمة الدولار لمعالجة العجز التجاري. النتيجة؟ انخفاض الدولار بنسبة 50% أمام الين الياباني، لكن ذلك تسبب في فقاعة اقتصادية باليابان أدت إلى "العقد الضائع". اليوم، يتحدث محللون عن احتمال تكرار السيناريو عبر ما يسمى "اتفاقية مار-أ-لاجو"، نسبة إلى منتجع ترامب، لكن مع لاعبين جدد مثل الصين، التي قد ترفض التعاون بسبب توتراتها التجارية مع واشنطن.
الوضع الحالي: المستثمرون يتوجسون
وفقًا لتحليل بلومبرج (مارس 2025)، تحول المضاربون في سوق العملات (7.5 تريليون دولار يوميًا) إلى مراهنات هبوطية على الدولار لأول مرة منذ 2020. هذا يعكس مخاوف من أن سياسات ترامب، مثل فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات، قد تضعف العملة على المدى الطويل، رغم قوتها الحالية.
التأثيرات المباشرة: قوة قصيرة الأمد مقابل مخاطر التضخم
تشير تحليلات الجزيرة إلى أن الرسوم الجمركية قد تعزز الدولار مؤقتاً، إذ ترفع الطلب على الأصول الأميركية، لكنها تنذر بتضخم وارتفاع تكاليف الواردات. يقول الخبير الاقتصادي جون سميث: "الرسوم تعمل كسيف ذي حدين: قد تحمي الصناعات المحلية، لكنها ترفع أسعار السلع للمستهلكين، ما يهدد النمو".
سيناريوهات غير متوقعة: تدخلات محفوفة بالمخاطر
ما قد يفاجئ الكثيرين هو احتمال تدخل ترامب في سياسات الاحتياطي الفيدرالي أو فرض ضوابط على تدفقات رأس المال، وفقًا لتقرير تشاتام هاوس. مثل هذه الخطوات قد تقوض ثقة المستثمرين في النظام المالي الأميركي، خاصةً مع تصريحات نائبه جي دي فانس، الذي وصف هيمنة الدولار بأنها "ربطت بثقافة استهلاكية غير مستدامة".
التحديات الجيوسياسية: الصين ومجموعة بريكس
تواجه خطة تخفيض قيمة الدولار عقبة كبرى: رفض الصين. فبينما تسعى بكين لتقويض الهيمنة الأميركية عبر تعزيز اليوان، تعاني اقتصاديا من تباطؤ النمو. في المقابل، تبحث دول بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا) عن بدائل للدولار في التجارة، وهو مسعى قد يتسارع إذا فقد الدولار استقراره.
جدول: تأثيرات سياسات ترامب على الدولار
السياسة | التأثير القصير الأمد | التأثير طويل الأمد |
---|---|---|
الرسوم الجمركية | تعزيز الدولار | تضخم وارتفاع التكاليف |
تخفيض قيمة العملة | تحسين الصادرات | فقدان الثقة العالمية |
ضوابط رأس المال | استقرار مؤقت | انكماش الاستثمار الأجنبي |
الخاتمة: مستقبل غامض بين القوة والضعف
رغم أن سياسات ترامب قد تعزز الدولار في البداية، فإن المخاطر طويلة الأمد تلوح في الأفق، من تضخم إلى فقدان الثقة العالمية. كما أن محاولات إبرام "اتفاقية بلازا جديدة" تواجه تحديات جيوسياسية، خاصة مع تنامي تحالفات بديلة للدولار. في النهاية، قد يصبح الدولار ضحية نجاحه نفسه إذا تحولت السياسات الأميركية إلى عامل عدم استقرار.
المصادر:
- بلومبرغ: تحول المستثمرين إلى مراهنات هبوطية على الدولار
- الجزيرة: تأثير الرسوم الجمركية على التضخم
- تشاتام هاوس: مخاطر تدخل ترامب في السياسات النقدية
- الغارديان: تحذيرات من تداعيات الرسوم.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

ترامب والدولار | الرسوم الجمركية | تأثير سياسات ترامب | انهيار الدولار | مجموعة بريكس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار