ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية: بين الرسوم الجمركية وتوقعات خفض الفائدة

مدة القراءة: 4 دقائق

جدول المحتويات

تطور أسعار الذهب (نوفمبر 2024 - مارس 2025)

المصدر: بيانات محاكاة بناءً على توقعات ماريكس وجولد بيليون (مارس 2025)

شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة، ليقترب المعدن النفيس من أعلى مستوياته التاريخية عند 2956 دولاراً للأونصة. جاء هذا الصعود مدعوماً بعاملين رئيسيين: تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وحالة عدم اليقين الناتجة عن التهديدات المتجددة بفرض رسوم جمركية، خاصة من جانب الإدارة الأمريكية. فكيف تؤثر هذه العوامل على سوق الذهب؟ وما التوقعات المستقبلية؟

ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية: بين الرسوم الجمركية وتوقعات خفض الفائدة

الذهب يتألق كملاذ آمن

بحسب بيانات التداولات اليوم الخميس، ارتفع سعر الأونصة العالمية للذهب بنسبة 0.5% ليصل إلى 2948 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ أسبوعين، بينما تراجعت العقود الآجلة لشهر أبريل بنسبة طفيفة (0.21%) إلى 2953 دولاراً. وأشارت تحليلات شركة جولد بيليون إلى أن الذهب يحقق مكاسب لليوم الثالث على التوالي، مع اختراقه لمستوى مقاومة رئيسي عند 2930 دولاراً، مما يعزز فرص وصوله إلى القمة التاريخية قريبًا.

جدول يظهر أسعار الذهب الفورية والعقود الآجلة مع تواريخ محددة:

التاريخ السعر الفوري (دولار/أونصة) العقود الآجلة لشهر أبريل (دولار/أونصة) نسبة التغير
الخميس 13 مارس 2025 2948 2953 +0.5%
الأربعاء 12 مارس 2025 2935 2942 +0.3%
الثلاثاء 11 مارس 2025 2922 2930 +0.4%

عامل الدفع الأول: توقعات خفض الفائدة الأمريكية

أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة انخفاضاً أكبر من المتوقع في معدل التضخم، مما عزز توقعات الأسواق ببدء البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو 2025، مع توقعات بثلاث عمليات خفض خلال العام.

ويفسر المحللون هذا التأثير عبر "تكلفة الفرصة البديلة": فانخفاض الفائدة يجعل الاستثمار في الأصول التي لا تدر عائداً (مثل الذهب) أكثر جاذبية مقارنة بالسندات أو الودائع المصرفية.

عامل الدفع الثاني: الرسوم الجمركية وعدم اليقين التجاري

تصاعدت المخاوف من حرب تجارية جديدة بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية على واردات الاتحاد الأوروبي، ردا على خطط الأخير بفرض رسوم مضادة على المنتجات الأمريكية. هذه التصعيدات تأتي في أعقاب قرار واشنطن برفع الرسوم على الصلب والألومنيوم بنسبة 25%، مما أثار ردود فعل من الصين وكندا والمكسيك.

وفقًا لـإدوارد ماير، المحلل في شركة ماريكس، فإن "الذهب يستفيد من حالة القلق في الأسواق، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة وسط التهديدات التضخمية والتباطؤ الاقتصادي المحتمل".

[صورة توضيحية: رسم بياني يوضح العلاقة العكسية بين سعر الذهب ومؤشر الدولار الأمريكي]

العلاقة العكسية بين الذهب ومؤشر الدولار الأمريكي

المصدر: بيانات مُجمعة من رويترز وبلومبرج (أرقام توضيحية)

دور البنك الاحتياطي الفيدرالي

في اجتماعه الأخير، قرر البنك المركزي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة عند مستواها الحالي، بعد خفضها بمقدار 100 نقطة أساس خلال عام 2024. وأكد رئيس البنك أن القرار يأتي في ظل "عدم اليقين" المصاحب للسياسات التجارية للرئيس ترامب، والتي قد تؤدي إلى ضغوط تضخمية تعقّد مسار السياسة النقدية.

تأثير الدولار والبيانات الاقتصادية

على الرغم من استقرار مؤشر الدولار الأمريكي قرب أدنى مستوى في أربعة أشهر، إلا أن ضعفه النسبي قدم دعمًا إضافيًا للذهب، نظرًا للعلاقة العكسية بينهما: فانخفاض الدولار يجعل الذهب أرخص للمشترين بالعملات الأخرى.

التوقعات المستقبلية: هل يلامس الذهب 3000 دولار؟

يتوقع المحللون أن يستمر الذهب في مساره الصعودي، مع احتمال اختراق حاجز 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا لتوقعات ماريكس. ومع ذلك، يحذر خبراء من أن أي تحسن مفاجئ في الاقتصاد الأمريكي أو تراجع في التوترات التجارية قد يحد من مكاسب المعدن الأصفر.

الخاتمة

يظل الذهب في صدارة الأصول الجاذبة للمستثمرين وسط بيئة اقتصادية وسياسية مليئة بالتحديات. بينما تشير المؤشرات الحالية إلى استمرار الزخم الإيجابي، فإن تطورات السياسة النقدية للفيدرالي ومسار الحرب التجارية سيكونان العاملين الحاسمين في تحديد الاتجاه القادم للمعدن النفيس.

المصادر:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

أسعار الذهب | توقعات الفائدة | الرسوم الجمركية | الدولار الأمريكي | الاحتياطي الفيدرالي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

انخفاض كبير في أسعار الذهب بمصر.. عيار 21 يفقد 75 جنيهاً وسط تراجع عالمي

استقرار أسعار الخضروات في سوق العبور.. الطماطم رخيصة والفلفل يشعل الأسعار!

ارتفاع قياسي يشعل أسعار الغذاء العالمية.. السكر والزيوت ومنتجات الألبان في الصدارة