ترامب يتوعد الحوثيين بـ'جهنم'.. والجماعة تهدد برد غير مسبوق

مدة القراءة: 4 دقائق

جدول المحتويات

في تصعيد غير مسبوق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن ضربات عسكرية "حاسمة وقوية" ضد جماعة الحوثيين في اليمن، متوعداً باستخدام "القوة المميتة الساحقة" لوقف هجمات الجماعة على السفن الأمريكية والدولية في البحر الأحمر، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الأمن البحري والتجارة العالمية، وردود فعل حوثية تهدد بالتصعيد.

التحرك الأمريكي: ضربات جوية وتهديد بإيران

في سلسلة منشورات عبر منصته "تروث سوشيال"، وجه ترامب اتهاماتٍ للحوثيين بشن "حملة قرصنة وعنف وإرهاب" ضد السفن والطائرات الأمريكية، مبرراً الضربات الجوية التي استهدفت قواعد عسكرية ورادارات ومواقع صواريخ في صنعاء وصعدة. وأكد أن الهدف هو "حماية الأصول الأمريكية واستعادة حرية الملاحة"، معتبرًا أن هجمات الحوثيين "شلت حركة الشحن في ممرات مائية حيوية، وكلفت الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات".

كما وجه رسالةً شديدة اللهجة إلى إيران، محملاً إياها مسؤولية دعم "الإرهابيين الحوثيين"، و مهدداً بـ"محاسبتها بالكامل" إذا لم توقف دعمها. وجاءت تصريحاته متزامنةً مع تقارير عن ضربات أمريكية واسعة النطاق استهدفت عشرات المواقع الحوثية، بدعم بحري وجوي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

الحوثيون يردون: "الهجوم لن يمر دون رد"

من جهتها، تصاعدت الردود الرسمية من الحوثيين، حيث أعلن "المكتب السياسي" للجماعة أن الهجمات الأمريكية "لن تمر دون رد"، مؤكداً استعداد قواتهم للتصعيد العسكري. وأشار بيان للجماعة إلى أن "الملاحة الدولية آمنة من جهة اليمن"، نافياً اتهامات واشنطن ولندن بتهديد التجارة العالمية، بينما وصف "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين الضربات الأمريكية بأنها "عدوان سافر" و"ستجر المنطقة إلى تصعيد أكبر".

وفي تصريح لافت، قال عضو المجلس السياسي للحوثيين، محمد البخيتي: "تورط أمريكا غير مبرر، وسنقابل التصعيد بالتصعيد"، بينما أكد الناطق الرسمي للجماعة، محمد عبد السلام، أن العمليات البحرية اليمنية "ستستمر حتى رفع الحصار عن غزة". كما أشارت تقارير محلية إلى سقوط قتلى مدنيين، بينهم أطفال ونساء، في غاراتٍ على صعدة وصنعاء، ما أثار إداناتٍ دولية.

سياق الأزمة: من البحر الأحمر إلى غزة

تعود جذور التصعيد الحالي إلى إعلان الحوثيين في نوفمبر 2023 حظر عبور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، رداً على الحرب في غزة، ما عرض شفناً تجارية وعسكرية لهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة. وبعد مهلة قصيرة لوقف العمليات، أعلنت الجماعة الثلاثاء الماضي استئناف الحظر، مشددةً على ربط وقف الهجمات "بإدخال المساعدات إلى غزة".

من جانبه، استغل ترامب الأزمة لانتقاد إدارة بايدن السابقة، واصفاً ردها على الهجمات الحوثية بأنه "ضعيف بشكل مثير للشفقة"، بينما حمل إيران مسؤولية تمويل الصواريخ الحوثية الموجهة ضد السفن الأمريكية.

تداعيات إقليمية ودولية: مخاوف من حرب موسعة

يرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي-الحوثي يهدد بفتح جبهة جديدة في منطقة متوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة والمواجهات بين إسرائيل وحزب الله. فمن ناحية، تحاول واشنطن إرسال رسالة ردع لإيران وحلفائها، لكن الضربات قد تدفع الحوثيين إلى مضاعفة هجماتهم، خاصةً مع تأكيد الجماعة أن "استهداف المدنيين يثبت عجز أمريكا".

وفي الوقت نفسه، حذرت دول أوروبية من تداعيات التعطيل المستمر لحركة الشحن عبر باب المندب، الذي يمر عبره 12% من التجارة العالمية، بما فيها نفط الخليج وحاويات آسيا إلى أوروبا. وتخشى شركات الشحن من تكرار أزمة 2021، عندما تسببت هجمات حوثية في ارتفاع تكاليف التأمين وتعطيل السلع الحيوية.

ماذا بعد؟

مع استمرار الضربات الأمريكية والوعود الحوثية بالرد، تدخل المنطقة في دوامة تصعيد يصعب التنبؤ بنتائجها. فمن جهة، يبدو ترامب مصمماً على استعادة هيبة الولايات المتحدة عبر "القوة الساحقة"، ومن جهة أخرى، يعتبر الحوثيون أن استمرار الهجمات جزء من "معركة طوفان الأقصى" لدعم غزة. وفي خلفية المشهد، تلوح إيران كطرفٍ رئيسي قد يجبر على الدخول في مواجهة مباشرة إذا اتسعت رقعة النزاع، مما يهدد بتحويل البحر الأحمر إلى ساحة حرب إقليمية بامتياز.

يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كانت الضربات الأمريكية ستنجح في كسر الحلقة المفرغة للهجمات، أم أن الوضع سينزلق نحو مواجهة أوسع تضاف إلى بؤر التوتر المشتعلة في الشرق الأوسط.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

ترامب يهدد الحوثيين | الضربات الأمريكية في اليمن | تصعيد عسكري أمريكي | الحوثيون يردون على القصف | إيران ودعم الحوثيين