مأساة في الإسماعيلية: صاروخ رمضان ينهي حياة مراهقة ويصيب عائلتها بحروق خطيرة

مدة القراءة: 3 دقائق

تفاصيل الحادث: لحظات رعب قبل الإفطار

اندلع حريق مروع في شقة سكنية بمدينة الإسماعيلية شرق مصر مساء السبت 8 مارس 2025، قبل دقائق من آذان المغرب، مما أسفر عن وفاة الفتاة ندى محمود (16 عاماً)، وإصابة والديها وشقيقها (12 و9 أعوام) بحروق بالغة نقلوا على إثرها إلى غرفة العناية المركزة.

مأساة في الإسماعيلية: صاروخ رمضان ينهي حياة مراهقة ويصيب عائلتها بحروق خطيرة

وفقًا لشهود عيان من الجيران، تسبب طفل في إشعال "صاروخ ناري" (أحد ألعاب رمضان الشهيرة) داخل مطبخ المنزل بالقرب من أنبوبة غاز، ما أدى إلى اشتعال النيران وانتشارها بسرعة. حاول الأهل إخماد الحريق، لكن شدة اللهب وحالة الذعر عجلت بتحول الشقة إلى "كتلة نار"، وفق وصف أحد رجال الإطفاء.

عملية الإنقاذ: جهود مكثفة وفقدان الأمل

  • تدخل عاجل: وصلت فرق الحماية المدنية إلى الموقع خلال 10 دقائق، وتمكنت من إخماد الحريق بعد معركة استمرت نصف ساعة.
  • نقل المصابين: نقلت العائلة إلى "المجمع الطبي بالإسماعيلية" التابع للهيئة العامة للرعاية الصحية، حيث أعلنت وفاة ندى صباح الأحد بسبب حروق تغطي 80% من جسدها.
  • وضع حرج: لا تزال حالة الأب (موظف حكومي) والأم (ربة منزل) والشقيقين بين الحياة والموت، مع تأكيدات طبية عن احتمالات ضئيلة للنجاة بسبب تلف الأعضاء الداخلية.

خلفية الحادث: ثقافة "ألعاب رمضان" ومخاطرها المهملة

تعد هذه الحادثة حلقة جديدة في سلسلة كوارث تسببها الألعاب النارية غير المرخصة في مصر، والتي تباع بشكل عشوائي خلال شهر رمضان تحت مسميات مثل "الصواريخ" أو "البنادق الرمضانية". ورغم تحذيرات متكررة من الجهات الرسمية:

  1. غياب الرقابة: تباع هذه الألعاب بأسعار زهيدة (تبدأ من 5 جنيهات) في متاجر غير مرخصة، خاصةً بالقرب من المدارس.
  2. جهل الأهالي: يعتقد الكثيرون أن هذه الألعاب "آمنة للأطفال" لصغر حجمها، متناسين اشتعالها السريع وقدرتها على اختراق الأجسام الصلبة.
  3. إحصائيات مرعبة: سجلت مصر 127 حادثاً مماثلاً خلال رمضان 2024، وفقاً لتقرير وزارة الصحة.

ردود الفعل: صدمة وجدل حول المسؤولية

  • تصريح رسمي: أدلى المتحدث باسم وزارة الداخلية بتصريح قصير أكد فيه "فتح تحقيق عاجل"، دون إعلان تفاصيل.
  • غضب شعبي: طالب نشطاء على منصات التواصل بحملات تفتيش مكثفة على بائعي الألعاب النارية، وتساءل البعض: "كم ضحية أخرى نحتاج لفرض القانون؟".
  • دعوات للتوعية: نشر أطباء من "مستشفى الإسماعيلية العام" منشورات تحذيرية عن إسعاف الحروق، مع التأكيد على أن "90% من الحالات كانت قابلة للتفادي".

صورة أكبر: كوارث متكررة تنذر بفشل نظامي

لا تعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها هذا العام:

  • في يناير 2025، توفي طفلان في الإسكندرية إثر انفجار "صاروخ" مشابه داخل غرفة نوم.
  • في فبراير 2025، أصيبت عائلة كاملة في الفيوم بحروق جراء اشتعال أنبوبة غاز بسبب عود ثقاب أضيء قربها.

خبراء يحذرون:

"الخطورة تكمن في الجمع بين ثلاثة عوامل: انتشار الألعاب النارية الرخيصة، وثقافة التهاون بالأمان المنزلي، وغياب حملات التوعية المكثفة. هذه وصفة لكوارث لن تتوقف دون إستراتيجية شاملة" — د. خالد عطية، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة القاهرة.

الدرس المستفاد: هل ننتظر ضحية أخرى؟

بينما تعلن العائلة الحداد على ندى، يجمع الخبراء على أن الحلول الفعالة تتطلب:

  1. تشديد العقوبات على بائعي الألعاب النارية غير المرخصة.
  2. إلزام المدارس بتنظيم ورش توعوية للأطفال والأهالي.
  3. تطوير بدائل آمنة للترفيه العائلي في رمضان، مثل الألعاب الإلكترونية التفاعلية.

في انتظار تحرك جاد، تبقى أسئلة المجتمع المصري معلقة: كم من طفولة ستحرق قبل أن نتعلم؟

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

صاروخ رمضان | حريق الإسماعيلية | ألعاب نارية | حوادث منزلية | سلامة الأطفال

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

انخفاض كبير في أسعار الذهب بمصر.. عيار 21 يفقد 75 جنيهاً وسط تراجع عالمي

استقرار أسعار الخضروات في سوق العبور.. الطماطم رخيصة والفلفل يشعل الأسعار!

ارتفاع قياسي يشعل أسعار الغذاء العالمية.. السكر والزيوت ومنتجات الألبان في الصدارة