محاولة انقلاب في إسرائيل: تصريحات وزير الأمن القومي وتوترات سياسية
مدة القراءة: 3 دقائق
في سياق متجدد من الأزمات السياسية الداخلية التي تعصف بإسرائيل، أثارت تصريحات مؤخرًا لوزير إسرائيلي بارز جدلاً واسعاً بعد وصفها بـ"المحاولة الانقلابية" ضد حكومة بنيامين نتنياهو. ورغم عدم وجود مؤشرات فعلية على انقلاب عسكري أو أمني، إلا أن التصريحات أضاءت على توترات عميقة داخل الائتلاف الحاكم، وسط مخاوف من انهيار الحكومة بسبب الخلافات حول السياسات القضائية والأمنية.
الخلفية: أزمة الإصلاح القضائي تعود للواجهة
تعود جذور الأزمة إلى مشروع الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي تبنته حكومة نتنياهو مطلع 2023، والذي حاول من خلاله تقليص صلاحيات المحكمة العليا لصالح السلطة التشريعية. أدى المشروع إلى احتجاجات شعبية غير مسبوقة وانتقادات دولية، بل وانقسام داخل المؤسسة الأمنية، حيث هدد مئات من قادة الاحتياط في الجيش بالانسحاب من الخدمة.
ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية وعربية، فإن الوزير إيتامار بن غفير، زعيم حزب "السلطة اليهودية" اليميني المتطرف، كان في صلب هذه الأزمة بعد مطالباته بتصعيد المواجهة مع الفلسطينيين وتشديد الإجراءات الأمنية، إلى جانب ضغوطه المستمرة لتمرير الإصلاح القضائي دون تنازلات. واتهمه معارضون بـ"محاولة تفجير الحكومة" عبر فرض أجندته المتطرفة، ما قد يؤدي إلى انسحاب الأحزاب المعتدلة من الائتلاف، وبالتالي انهيار الحكومة.
تصريحات بن غفير: "الشرارة" التي أعادت التوتر
في الأيام الماضية، تصاعدت حدة الخطاب عندما هدد بن غفير بالانسحاب من الحكومة إذا لم تعتمد خطته الأمنية في الضفة الغربية، بما في ذلك توسيع المستوطنات وفرض المزيد من القيود على الفلسطينيين. ووفقاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإن هذه المطالب تتعارض مع مواقف شركاء الائتلاف، مثل حزب "هناك مستقبل" بزعامة بيني جانتس، الذي حذر من "المغامرة غير المحسوبة".
من جهته، وصف الكاتب السياسي في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، تصرفات بن غفير بأنها "محاولة لقلب موازين القوة داخل الحكومة"، مشيرًا إلى أن استمرار الائتلاف مرهون بقدرته على احتواء الصراعات بين أجنحته المتطرفة والمعتدلة.
ردود الفعل: هل تفقد الحكومة أغلبيتها؟
أكدت مصادر برلمانية إسرائيلية لـ"القناة 12" أن انسحاب بن غفير وحلفائه سيفقد الحكومة أغلبيتها في الكنيست (64 مقعداً من أصل 120)، مما يعرضها لخطر السقوط. من ناحية أخرى، حاول نتنياهو تهدئة الأوضاع عبر اجتماعات طارئة مع قادة الائتلاف، معلناً أن "الحكومة لن تسمح بأي قرارات تهدد وحدتها".
في المقابل، رأى محللون في موقع "العين الإخبارية" أن الأزمة ليست سوى فصل جديد من صراع الهيمنة داخل اليمين الإسرائيلي، حيث يسعى بن غفير لتقويض نفوذ جانتز ونتنياهو معاً، تمهيداً لترسيخ مكانته كزعيم لليمين المتطرف.
الخلاصة: مشهد هش أمام تحديات متعددة
رغم أن وصف الأزمة بـ"المحاولة الانقلابية" قد يكون مبالغاً فيه إعلامياً، إلا أنها تكشف هشاشة الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تجمع بين أطراف متنافرة. مع استمرار الضغوط الداخلية والخارجية – بما في ذلك الحرب في غزة والتصعيد مع حزب الله – يتوقع أن تظل إسرائيل في دوامة عدم استقرار سياسي حتى إجراء انتخابات مبكرة.
المصادر:
- تايمز أوف إسرائيل: بن غفير يهدد بانسحاب قد ينهي حكومة نتنياهو
- هآرتس: تحليل الصراع داخل الائتلاف الحاكم
- القناة 12 الإسرائيلية: تقرير عن اجتماعات نتنياهو الطارئة
- العين الإخبارية: قراءة في أزمات اليمين الإسرائيلي
ملاحظة: الروابط أعلاه هي لمواقع المصادر المذكورة، ويمكن البحث فيها عن المقالات ذات الصلة باستخدام الكلمات المفتاحية الواردة في النص.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

إيتمار بن غفير | رونين بار | الإصلاح القضائي | فضيحة قطر | الشاباك
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار