صواريخ الجنوب.. إسرائيل تضرب الضاحية الجنوبية لبيروت فهل يبدأ التصعيد الشامل؟
مدة القراءة: 4 دقائق
الحدث: أول غارة منذ اتفاق نوفمبر وتفاصيل الاستهداف
في ساعة مبكرة من صباح 28 مارس 2025، شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي المرة الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في نوفمبر 2024. الغارة استهدفت مبنى في حي "الداهية" يزعم أنه مخزن لطائرات مسيرة تابعة للوحدة الجوية (127) التابعة لحزب الله، وفقًا للجيش الإسرائيلي. سبق الهجوم تحذير من المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس"، داعياً السكان لإخلاء المنطقة فوراً، مع نشر خريطة تحدد المبنى المستهدف بالأحمر.
الخلفية: صواريخ من لبنان واتهامات متبادلة
جاءت الغارة ردًا على إطلاق صاروخين من جنوب لبنان نحو منطقة "كريات شمونة" شمال إسرائيل يوم 22 مارس 2025، حيث اعترضت الدفاعات الإسرائيلية أحد الصواريخ، بينما سقط الآخر داخل الأراضي اللبنانية دون إصابات. حزب الله نفى أي علاقة بالحادث، مؤكدًا في بيان عبر "تلغرام" التزامه بالهدنة، بينما حمّلت إسرائيل لبنان مسؤولية منع "الجماعات الإرهابية" من استهدافها.
ومن اللافت أن هذه ليست المرة الأولى منذ نوفمبر التي تشهد إطلاق صواريخ من لبنان؛ ففي 22 مارس، أُطلقت ثلاثة صواريخ أدت إلى غارات إسرائيلية على جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 8 أشخاص.
التأثير الميداني: بين الإنذارات والتداعيات الإنسانية
- أضرار بشرية ومادية: رغم عدم الإبلاغ عن ضحايا مباشرين في غارة بيروت، أسفر القصف الإسرائيلي على قرى مثل كفر تبنيت عن مقتل 3 وإصابة 18. كما أغلقت مدارس في الضاحية الجنوبية ومناطق جنوبية أخرى تحسبًا لتصعيد إضافي.
- نزوح وهلع مدني: شهدت مداخل الضاحية ازدحامًا مروريًا خانقًا مع محاولات الأهالي الفرار، فيما عبّر سكان عن مخاوفهم من عودة الحرب التي دمّرت المنطقة سابقًا، كما حدث في 2006.
الردود السياسية والدولية: إدانات وتحذيرات
-
لبنان:
- رئيس الوزراء نواف سلام: وصف الغارة بـ"التصعيد الخطير"، ودعا إلى تحقيقات عاجلة لتحديد مصدر الصواريخ في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط.
- الرئيس جوزيف عون: دان الضربات خلال مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الفرنسي، معتبرًا إياها "انتهاكًا للاتفاق".
-
إسرائيل:
- بنيامين نتنياهو: هدد بـ"ضرب أي مكان في لبنان" لحماية أمن إسرائيل، مؤكدًا في بيان نقلته رويترز: "حكم كريات شمونة كحكم بيروت".
- وزير الدفاع يسرائيل كاتس: حذّر من أن "أسطح منازل الضاحية الجنوبية ستهتز إذا استُهدفت قرى الجليل".
-
دولية:
- الأمم المتحدة: دعت إلى "ضبط النفس"، محذرة من تداعيات صراع أوسع على المدنيين، وفقًا لتقرير إن بي آر.
- الجارديان: أشارت إلى أن الغارة قد تُعقّد جهود الوساطة الدولية لإنقاذ اتفاق نوفمبر.
السياق الإقليمي: توترات متشابكة واتفاق هش
- اتفاق نوفمبر 2024: كان يفترض أن يشمل انسحابا إسرائيليا من جنوب لبنان ونزع سلاح حزب الله، لكن كلا الطرفين يتهمان بعضهما بعدم الالتزام. إسرائيل تُبقي قواتها في 5 نقاط حدودية، بينما يتهمها حزب الله باستمرار الغارات الجوية.
- الارتباط بغزة: يتزامن التصعيد مع استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بعد انهيار هدنة يناير 2025، مما يزيد مخاطر امتداد النزاع.
تحليل: لماذا الضاحية الجنوبية؟
تُعد الضاحية الجنوبية لبيروت –المعروفة محلياً بـ"الداهية"– المعقل السياسي والعسكري الرئيسي لحزب الله، حيث تضم مقرات قيادية وبنى تحتية عسكرية. تاريخياً، تعرضت للقصف خلال حرب 2006، مما أدى إلى تدمير مئات المباني. اليوم، ينظر إليها كـ"خط أحمر" في المواجهات، إذ يمثل استهدافها رسالة إسرائيلية واضحة بضرب عمق الحزب.
المصادر والمراجع
- الشرق الأوسط: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت وتهدد بضرب أي مكان في لبنان
- رويترز: غارة إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية
- إن بي آر: غارة إسرائيل على بيروت تستهدف مخزن طائرات بدون طيار
- الجارديان: غارة إسرائيل على الداهية تهدد الهدنة
خلاصة: هل تنجو الهدنة؟
بينما تصر إسرائيل على حقها بالدفاع عن أمنها، ويؤكد حزب الله التزامه بالهدنة، تظل الضاحية الجنوبية رمزاً للتوتر القابل للاشتعال. مع استمرار الاتهامات المتبادلة وغياب آلية رقابة دولية فاعلة، يخشى أن يؤدي أي حادث طارئ إلى حرب شاملة تعيد المنطقة إلى دوامة العنف التي أنهكتها لعقود.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

إسرائيل | الضاحية الجنوبية | حزب الله | تصعيد عسكري | بيروت
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار