واشنطن تفاوضت مع حماس مباشرة.. وروبيو يكشف موقفها الحقيقي

جدول المحتويات

خلفية الأزمة

أثارت المفاوضات المباشرة التي أجرتها الولايات المتحدة مع حركة حماس حول إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة موجة من الغضب في إسرائيل، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تغيير في موازين القوى الإقليمية. وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أكد أن المحادثات التي قادها المبعوث الأمريكي للرهائن، آدم بولر، مع قيادات حماس كانت "موقفاً لمرة واحدة" ولم تثمر عن نتائج حتى الآن، مشيرًا إلى أن الوسيط الرئيسي سيظل المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

تفاصيل المفاوضات وردود الفعل

تصريحات روبيو:
خلال توجهه إلى السعودية، أوضح روبيو أن الاتصالات المباشرة مع حماس تمت بموافقة وتمكين من البيت الأبيض، بهدف استغلال أي فرصة لإطلاق الرهائن. ومع ذلك، أقرّ بأن المحادثات "لم تؤت ثمارها"، لكنه دافع عن أهمية المحاولة قائلاً: "هذا لا يعني أنها كانت خطأ".
- السياق الأوسع: تأتي هذه الخطوة في إطار الضغوط المتزايدة على إدارة ترامب لإنهاء أزمة الرهائن، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا الحدودي، الذي فشلت إسرائيل في الالتزام به وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
الغضب الإسرائيلي:
كشف تقرير لموقع "أكسيوس" أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، وصف المفاوضات الأمريكية مع حماس بأنها "لا تمثل موقف البيت الأبيض"، وفقًا لمصادر إسرائيلية. كما أشار مسؤولون إلى أن إدارة ترامب وعدت بعدم تكرار هذه الخطوة، مؤكدين أن ويتكوف سيظل المفاوض الرئيسي، شرط أن تقدم حماس "تنازلات ملموسة".
- مخاوف إسرائيل: تعبر إسرائيل عن قلقها من أن تؤدي المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس إلى تقويض مكانتها كشريك أساسي، خاصة مع تصاعد الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل، الذي بلغ مؤخرًا 4 مليارات دولار.
موقف حماس:
أصدرت الحركة بياناً دانت فيه عدم التزام إسرائيل بالانسحاب من ممر فيلادلفيا، مؤكدة أن الالتزام بالاتفاقيات شرط لأي تقدم. وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير إلى موافقة حماس المبدئية على تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح رهائن أحياء.

التحديات المستقبلية

ممر فيلادلفيا: يعتبر الانسحاب الإسرائيلي من هذا الممر نقطة خلاف جوهرية. بينما تطالب حماس بانسحاب كامل، تصر إسرائيل على الاحتفاظ بوجود أمني لمراقبة الحدود، مدعية أن الأنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة.
الرهائن والمفاوضات الجديدة: تستعد الجولة الجديدة من المحادثات في الدوحة للتركيز على خطة أمريكية لإطلاق 10 رهائن أحياء، بما فيهم الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، مقابل تمديد وقف إطلاق النار 60 يوماً. لكن منتدى الرهائن والأسر المفقودة حذر من أن "التلكؤ سيكلف أرواحاً إضافية".

تحليل: لماذا تتجه واشنطن للتفاوض المباشر؟

ضغوط داخلية: يعتقد أن ترامب، الذي وصفه البعض بـ"العملي"، يهدف إلى تعزيز سمعته كقادر على حل الأزمات، خاصة مع وعوده فى الإنتخابات الرئاسية. كما أن ملف الرهائن يعدّ نقطة حساسة للرأي العام الأمريكي.
تراجع دور السلطة الفلسطينية: يشير محللون إلى أن ضعف سلطة رام الله دفع واشنطن للتعامل مع حماس كقوة فعليّة على الأرض، رغم تصنيفها "إرهابية".
التغييرات الإقليمية: مع سقوط نظام الأسد في سوريا وضعف المحور الإيراني، تسعى الولايات المتحدة لإعادة ترتيب التحالفات، مما قد يفسر انفتاحها على حماس.

المصادر الرئيسية

خاتمة:
في ظل تعقيدات المشهد، تبقى المفاوضات مرهونة بقدرة الأطراف على تجاوز الخلافات التاريخية والأمنية. بينما تحاول واشنطن إيجاد حل سريع لأزمة الرهائن، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لتحقيق "النصر الكامل" في غزة، مما قد يُعيد المنطقة إلى دوامة العنف مرة أخرى.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

واشنطن وحماس | المفاوضات الأمريكية | رهائن غزة | ماركو روبيو | ممر فيلادلفيا

علىّْ الدين الإخباري