نتنياهو: حرب إسرائيل ستعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وتوسع عسكري غير مسبوق
مدة القراءة:
في تصريحات استفزازية ومثيرة للجدل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحملات العسكرية الإسرائيلية الحالية "لا تقتصر على قطاع غزة"، بل تهدف إلى إحداث تحول جيوسياسي واسع النطاق في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال حفل تنصيب رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي، الفريق إيال زمير، في حدث سلط الضوء على الطموحات الإستراتيجية الإسرائيلية وتصعيد التحركات العسكرية الممتدة عبر حدود متعددة.
تغيير خريطة المنطقة.. وأهداف تتجاوز غزة
صرح نتنياهو بأن عمليات جيش الاحتلال "ستغير وجه الشرق الأوسط"، مستشهداً بالوصول إلى قمة جبل الشيخ في سوريا كـ"إنجاز استراتيجي" يعكس قدرة إسرائيل على فرض سيطرة غير مسبوقة. وأضاف: "نخوض معارك على سبع جبهات في آنٍ واحد، وهي قدرة لا تمتلكها سوى جيوش قليلة في العالم"، في إشارة إلى توسع المواجهات لتشمل دولًا وجماعات مسلحة في المنطقة.
كما كشف عن ضربات عسكرية خارجية نفذتها إسرائيل، مؤكدًا أن بعضها سيظل "طي الكتمان"، بينما أعلن استعداد حكومته لاستئناف الحرب "متى استدعى الأمر"، دون تفاصيل محددة حول الأطراف المستهدفة.
تعزيز الإنتاج العسكري المحلي.. وتقليل التبعية للخارج
في محاولةٍ لتخفيف الضغوط الدولية الناجمة عن الاستيراد المكثف للأسلحة، خاصة من الولايات المتحدة، أشار نتنياهو إلى خطة لتعزيز الصناعة العسكرية المحلية، قائلاً: "نعمل على تقليل الاعتماد على الأسلحة المستوردة لضمان استقلاليتنا في المواجهات المستقبلية". وتعتبر هذه الخطوة محورية في ظل تصاعد الانتقادات العالمية للدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، خاصة بعد الحرب على غزة.
حرب متعددة الجبهات.. وتحذيرات صريحة
لم يتردد نتنياهو في التلويح بقدرة بلاده على "الرد الشعواء على كل من يهدد أمنها"، محذراً من أن "أعداء إسرائيل لم يعودوا قادرين على مهاجمتها كما في السابق". وأكد أن نتائج الحرب الحالية "ستشكل مصير الأجيال القادمة"، مع تركيز واضح على هدفين رئيسيين: "القضاء على حماس سلطوياً ومدنياً"، واستعادة ما وصفهم بـ"الرهائن" المحتجزين في غزة.
تغيير في القيادة العسكرية.. من هو إيال زمير؟
جاءت تصريحات نتنياهو خلال حفل تنصيب الفريق إيال زمير (58 عامًا) رئيساً جديداً لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفاً للجنرال هرتسي هاليفي، الذي قدم استقالته على خلفية فشل الجيش في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. ويعتبر زمير أحد أبرز القادة العسكريين المخضرمين، حيث أمضى 38 عامًا في الخدمة، وتقلد مناصب حساسة منها قيادة سلاح المدرعات وإدارة وفود عسكرية إلى الولايات المتحدة.
وخلال تسلمه المنصب، أكد زمير التزامه بـ"تحقيق أهداف الحرب"، بما في ذلك "عودة جميع المحتجزين"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، بينما وصف تعيينه بأنه "تحدٍ في مرحلة مصيرية".
تداعيات محتملة.. واستفهامات حول الخط الأحمر
تثير التصريحات الإسرائيلية تساؤلاتٍ حول حدود التوسع العسكري المعلن، خاصة مع الإشارة إلى عمليات في سوريا وتهديدات غير محددة ضد "أطراف أخرى". كما يلفت الخبراء إلى أن حديث نتنياهو عن "إعادة رسم الشرق الأوسط" قد يعزز حالة التصعيد مع إيران وحلفائها في المنطقة، في وقت تتصاعد فيه التوترات على الحدود اللبنانية واليمنية.
من جهة أخرى، ينظر إلى تعزيز الصناعة الحربية المحلية كخطوة لمواجهة سيناريوهات الحروب الطويلة، وسط مخاوف من استمرار تدهور الوضع الإنساني في غزة، وتأثير ذلك على الموقف الدولي من إسرائيل.
بينما تشكل الفترة المقبلة اختباراً حقيقياً للقيادة الإسرائيلية الجديدة، يبقى السؤال الأبرز: هل تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة دون إشعال حرب إقليمية شاملة؟ الإجابة قد تحددها الأشهر القادمة، التي يحذر فيها المراقبون من انهيار أي حدود للصراع المتعدد الأوجه.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

نتنياهو | خريطة الشرق الأوسط | الحرب الإسرائيلية | توسع عسكري | غزة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار