تصعيد عسكري في البحر الأحمر: الحوثيون يستهدفون حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" للمرة الرابعة خلال 72 ساعة
مدة القراءة: 4 دقائق
تحليل للأحداث وتداعياتها على الاستقرار الإقليمي والملاحة الدولية
مقدمة
في تصعيد عسكري جديد، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، مساء الثلاثاء، تنفيذ هجوم رابع خلال 72 ساعة استهدف حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" في البحر الأحمر. جاء الهجوم باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، وفقاً لتصريحات المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، الذي ربط العملية بـ"الرد على الدعم الأمريكي للعدوان الإسرائيلي على غزة". هذا التطور يسلط الضوء على تصاعد المواجهات بين الحوثيين والقوات الأمريكية، والتي تهدد بتعطيل أحد أهم الممرات البحرية العالمية وتوسيع نطاق الصراع الإقليمي.
تفاصيل الهجوم: الأسلحة والأهداف
أفاد يحيى سريع بأن العملية العسكرية المشتركة جاءت بعد رصد "تحركات معادية" في البحر الأحمر، اعتُبرت استعداداً لشن هجوم جوي أمريكي على اليمن. وأكد أن الهجوم استهدف الحاملة الأمريكية باستخدام "عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة"، دون الكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالهدف.
من الجدير بالذكر أن حاملة الطائرات "هاري ترومان" تُعد رمزاً للقوة العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث تُستخدم كقاعدة متحركة للعمليات الجوية. ورغم تكرار الادعاءات الحوثية باستهدافها أربع مرات خلال ثلاثة أيام، لم تُصدر الولايات المتحدة حتى الآن بياناً رسمياً يؤكد وقوع الهجوم أو ينفي تفاصيله.
الدوافع: الربط بين البحر الأحمر وغزة
ربط المتحدث الحوثي الهجمات الأخيرة بـ"الواجب الديني والإنساني" لدعم الفلسطينيين، معتبراً إياها رداً على "استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والدعم الأمريكي له". ومنذ أكتوبر 2023، كثفت الجماعة هجماتها على السفن المرتبطة بإسرائيل أو الدول الداعمة لها في البحر الأحمر، في محاولة لفرض ضغوط اقتصادية وسياسية لوقف الحرب على القطاع.
وبحسب سريع، فإن استهداف السفن الحربية الأمريكية "سيستمر طالما استمر القصف على غزة"، مما يعكس تحولاً في استراتيجية الحوثيين من التركيز على السفن التجارية إلى التصدي المباشر للوجود العسكري الأمريكي.
الرد الأمريكي والسيناريوهات المحتملة
رداً على الهجمات المتكررة، شنّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات جوية على مواقع حوثية في اليمن، أسفرت -بحسب الجماعة- عن مقتل عشرات الأشخاص. وأعلنت واشنطن أن عملياتها "ستستمر أياماً أو أسابيع" إذا لم تتوقف الهجمات على الملاحة البحرية. لكنّ استمرار التصعيد الحوثي، بما في ذلك التهديدات بضربات "أكثر قوة"، يشير إلى فشل الاستراتيجية الأمريكية في تحقيق الردع المنشود.
من جهة أخرى، أثارت الضربات الأمريكية انتقادات دولية، حيث دعت الأمم المتحدة إلى "وقف التصعيد"، محذرة من تداعياته على الأمن الإقليمي والأزمة الإنسانية في اليمن.
التداعيات: تهديدات للاستقرار والاقتصاد العالمي
- تعطيل حركة الملاحة الدولية: يشكل البحر الأحمر ممراً حيوياً لـ12% من التجارة العالمية، بما في ذلك نقل النفط. واستمرار الهجمات قد يدفع شركات الشحن إلى تغيير مساراتها، مما يزيد تكاليف النقل ويؤخر وصول البضائع.
- اتساع رقعة الصراع: مع تصاعد الهجمات المتبادلة، تبرز مخاوف من امتداد المواجهات إلى دول مجاورة، خاصة مع إعلان إسرائيل فتح ملاجئها تحسباً لهجمات صاروخية من اليمن.
- تعقيد الأزمة اليمنية: يُخشى أن يحوّل التصعيد العسكري الانتباه عن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب اليمنية المستمرة منذ 2014، والتي خلّفت أزمة إنسانية طاحنة.
الخلاصة: نحو مواجهة متعددة الأبعاد
لا يُمثّل استهداف "هاري ترومان" مجرد حلقة في سلسلة هجمات عسكرية، بل علامة على تحوّل جيوسياسي أوسع، حيث تُستخدم اليمن ساحة لصراعات إقليمية ودولية. ورغم محاولات واشنطن كسر شوكة الحوثيين عسكرياً، يبدو أن الجماعة تمتلك قدرة على الاستمرار في هجماتها، مدعومة بخطاب ديني وسياسي يجذب التعاطف الإقليمي.
في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى حلول دبلوماسية تعالج جذور الأزمة، بدءاً من وقف الحرب على غزة، ومروراً بإيجاد تسوية سياسية في اليمن، وانتهاءً بضمان أمن الملاحة الدولية دون تصعيد عسكري يهدد الاستقرار العالمي.
المصادر:
- للمرة الرابعة خلال 72 ساعة.. الحوثيون يستهدفون حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان
- أنصار الله يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر
- الأمم المتحدة تدعو لوقف التصعيد بين الحوثيين وأمريكا
- الحوثيون يتوعدون برد "مزلزل" بعد الضربات الأمريكية
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

البحر الأحمر | الحوثيون | حاملة الطائرات | الهجمات الصاروخية | الملاحة الدولية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار