تصعيد غير مسبوق في غزة.. حماس تحذر من إبادة جماعية وتطالب بتحرك عربي عاجل
مدة القراءة: 3 دقائق
أعاد التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة الأوضاع إلى نقطة الصفر، مع استئناف الضربات الجوية والبرية المكثفة التي خلفت مئات الضحايا، ودعوات فلسطينية عاجلة لتدخل دولي لوقف ما وصف بـ"الإبادة الجماعية".
تصاعد الدمار: 504 قتلى وخريطة نزوح قسري جديدة
وفقاً للدفاع المدني في غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ استئناف إسرائيل عملياتها فجر الثلاثاء (19 مارس) إلى 504 قتلى، بينهم 112 طفلاً و75 امرأة، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض. وجاءت الضربات الأكثر دموية في رفح وخان يونس، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية لاستهداف ما وصفها بـ"معاقل حماس".
وأصدرت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحذيرات لنحو 100 ألف مدني في مناطق وسط القطاع بمغادرة منازلهم، ما أدى إلى موجات نزوح نحو المناطق الجنوبية، رغم إغلاق طريق صلاح الدين الرئيسي، الذي يعد شرياناً حيوياً لحركة المدنيين.
موقف حماس: اتهام المجتمع الدولي وتحديد المطالب
في بيان عاجل، حملت حركة حماس الدول العربية والإسلامية "مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة" عن استمرار العمليات العسكرية، ودعت إلى:
- تحرك عاجل في مجلس الأمن لفرض وقف فوري لإطلاق النار.
- فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
- محاسبة إسرائيل على "جرائم الحرب".
كما أشار البيان إلى أن "الصمت الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة إبادة شعبنا"، معربةً عن استغرابها من عدم تفعيل آلية القانون الدولي رغم توثيق "المجازر" بشكلٍ مباشر.
ردود الفعل الدولية: دعم أمريكي واستنكار أوروبي
أكد البيت الأبيض دعمه الكامل للعمليات الإسرائيلية، معتبراً أن "حماس تتحمل المسؤولية لرفضها تسليم الرهائن المتبقين". في المقابل، عبرت دول أوروبية عن قلقها من الانزلاق نحو حرب شاملة، داعية إلى عودة المفاوضات.
من جهتها، قالت مصر إنها "تعمل مع الأطراف المعنية لاحتواء الأزمة"، فيما أعلنت قطر استعدادها لاستئناف الوساطة حال توفرت "الإرادة السياسية".
تعثر المفاوضات: جذور الأزمة بين حماس وإسرائيل
تعود جذور الأزمة الحالية إلى فشل المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، التي تدار عبر وساطة قطرية-مصرية-أمريكية. حيث ترفض حماس تمديد "الهدنة الهشة" التي بدأت في يناير دون ضمانات بوقف دائم وإعادة إعمار غزة، بينما تشترط إسرائيل إطلاق سراح جميع الرهائن قبل مناقشة أي اتفاقية جديدة.
ويشار إلى أن المرحلة الأولى من التهدئة شهدت إطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً مقابل 1800 معتقل فلسطيني، لكن الخلافات حول شروط المرحلة الثانية – خاصة انسحاب القوات الإسرائيلية ونزع سلاح المقاومة – أدت إلى انهيار الحوار.
الخاتمة: غزة بين مطرقة الحرب وسندان الأزمات الإنسانية
مع استمرار تصاعد وتيرة العنف، تواجه غزة كارثة إنسانية متعددة الأبعاد: نقص حاد في الأدوية والوقود، وانهيار شبكات الاتصالات، وتكدس النازحين في مدارس وكالة "الأونروا". السؤال الذي يلوح الآن: هل ستنجح الضغوط الدولية في كسر الجماد السياسي؟ أم أن المنطقة مقبلة على موجة عنف أطول وأكثر تدميراً؟
المصادر:
-
قناة الجزيرة – "حماس: نطالب العالم بالتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة"، 21 مارس 2025.
رابط المصدر: مشاهدة الفيديو -
نداء الوطن – "إسرائيل توسّع عملياتها البرّية في غزة"، 21 مارس 2025.
رابط المصدر: قراءة المقال
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

غزة | حماس | إسرائيل | القصف الإسرائيلي | الهدنة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار