بعد سقوط 326 قتيلاً في غزة.. نتنياهو يتوعد بتغيير الشرق الأوسط واستهداف حماس

جدول المحتويات

غزة – في تصعيد خطير للأوضاع، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة "ليست إلا البداية"، مؤكدًا عزم بلاده مواصلة الحرب حتى "القضاء على حماس" و"تغيير شكل الشرق الأوسط". جاءت التصريحات مع استئناف إسرائيل قصفها المكثف للقطاع، الذي خلف أكثر من 326 قتيلًا خلال ساعات، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية.

استئناف الحرب: خلفية سياسية ودوافع نتنياهو

فشل المفاوضات وضغوط الائتلاف اليميني

وفقًا لتحليل نشرته صحيفة الشرق الأوسط، قرر نتنياهو الانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس – الذي دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي – تحت ضغط شركائه في الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف، الذين يطالبون بـ"القضاء النهائي" على الحركة. من جهة أخرى، واجه نتنياهو ضغوطاً من عائلات الرهائن الإسرائيليين المختطفين، التي تطالب بإعطاء الأولوية لتحريرهم عبر التفاوض.

وكانت إسرائيل قد قدمت مقترحاً – بدعم أمريكي – يقضي بتمديد الهدنة 7 أسابيع مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين، لكن حماس رفضته، معتبرة أنه يختلف عن الاتفاق الأصلي الذي نص على بدء مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار مع انسحاب القوات الإسرائيلية.

إجراءات تصعيدية لـ"كسر إرادة حماس"

للضغط على الحركة، اتخذت إسرائيل سلسلة إجراءات اشتملت على:

قطع الكهرباء والوقود والمساعدات الإنسانية عن غزة.
رفض الانسحاب من ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
تصعيد الغارات الجوية، التي استهدفت – حسب ادعاءات إسرائيلية – مواقع عسكرية لحماس.
وصل التصعيد ذروته بغارات فجر الثلاثاء، التي وصفتها حماس بأنها "مجزرة ممنهجة".

رؤية تغيير الشرق الأوسط: أبعاد استراتيجية

"إعادة تشكيل المنطقة" ومواجهة إيران

في تصريح لـسكاي نيوز عربية، أكد نتنياهو سابقاً أن إسرائيل تعمل على "مرحلة تغيير أساسي في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن الحرب على غزة جزء من استراتيجية أوسع لمواجهة ما يسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران. وأضاف: "نعرف أن إيران هي التهديد الأكبر، سواء مباشرة أو عبر وكلائها مثل حماس وحزب الله".

خطط طويلة الأمد

كشفت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تستعد منذ سنوات لمواجهة محتملة مع طهران، مستفيدة من التحالف مع دول عربية عبر اتفاقيات التطبيع. ويرى محللون أن نتنياهو يسعى لتحويل غزة إلى منطقة "منزوعة السلاح" تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة، كخطوة نحو إعادة رسم التحالفات الإقليمية.

ردود الفعل والتداعيات الإنسانية

حماس: "نتنياهو انقلب على الاتفاق"

اتهمت حركة حماس في بيان لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"الالتفاف على كل الالتزامات"، ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى التظاهر ضد الحرب. كما عرضت الحركة – وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية – إطلاق سراح رهائن أمريكيين وإسرائيليين مقابل استئناف المفاوضات، لكن إسرائيل رفضت العرض ووصفته بـ"الحرب النفسية".

أزمة إنسانية تتفاقم

مع استمرار منع دخول المساعدات، حذرت منظمات دولية من مجاعة جماعية في غزة، حيث يعاني 2.3 مليون فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء. وقالت منظمة الصحة العالمية: "المستشفيات تعمل بأقل من 10% من طاقتها بسبب نقص الوقود".

التداعيات الإقليمية والدولية

دعم أمريكي ومخاوف أوروبية

أيدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خطوة إسرائيل، ملقية باللوم على حماس لـ"تعطيل المفاوضات". في المقابل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه العميق" من التصعيد، ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

مخاطر التوسع الإقليمي

حذرت BBC عربية في تقرير لها من أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى توسع الصراع، خاصة مع تبادل إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود اللبنانية. كما أشار التقرير إلى أن الحديث عن "تغيير الشرق الأوسط" قد يعيد إشعال التوترات مع دول مثل سوريا والعراق.

الخلاصة: حرب بلا نهاية مرئية

مع إصرار نتنياهو على تحقيق "النصر الكامل" ورفض حماس الاستسلام، يبدو أن الحرب تدخل مرحلة جديدة من التعقيد، حيث تتداخل الأهداف العسكرية مع الرهانات الجيوسياسية. بينما يدفع المدنيون الفلسطينيون الثمن الأكبر، تبقى الأسئلة معلقة: هل تستطيع إسرائيل تحقيق أهدافها دون كارثة إنسانية؟ وكيف سيؤثر هذا الصراع على مستقبل المنطقة ككل؟

المصادر الرئيسية:

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

نتنياهو | حماس | الحرب على غزة | التصعيد الإسرائيلي | التغيير في الشرق الأوسط