تركيا على صفيح ساخن.. اعتقال عمدة إسطنبول يهز المشهد السياسي والاقتصادي

مدة القراءة: 4 دقائق

الحدث: عمدة إسطنبول في قبضة التحقيق

تركيا على صفيح ساخن.. اعتقال عمدة إسطنبول يهز المشهد السياسي والاقتصادي

في خطوة أثارت عاصفة من الجدل، ألقت السلطات التركية القبض على أكرم إمام أوجلو، عمدة إسطنبول وأبرز منافسي الرئيس رجب طيب أردوجان، يوم 19 مارس 2025، بتهم تتعلق بالفساد و"التمويل الإرهابي". وجاء الاعتقال ضمن حملة أمنية شملت أكثر من 100 شخص، بينهم سياسيون وصحفيون ورجال أعمال، وفقاً لبيان النيابة العامة (رويترز).

واجه إمام أوغلو، البالغ 54 عاماً، اتهامات بالانتماء إلى منظمة إجرامية، و"دعم الإرهاب" عبر تمويل حزب العمال الكردستاني (PKK) واتحاد المجتمعات الكردستانية (KCK)، المصنَّفَيْن إرهابيين من قبل تركيا والولايات المتحدة (وزارة الخارجية الأمريكية). وفي تطور مفاجئ، صادرت محكمة تركية شركته للإنشاءات، بينما ألغت جامعة إسطنبول شهادته الجامعية، مما يهدد بإقصائه عن السباق الرئاسي المُنتظر في 2028 (سي إن إن).

الخلفية: صعود نجم المعارضة وتصعيد السلطة

إمام أوغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري (المعارض)، حقق نصراً تاريخياً في 2019 بفوزه بمنصب عمدة إسطنبول، المدينة التي تعتبر معقلاً لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وأعاد تأكيد شعبيته عام 2024 بإعادة انتخابه، مما جعله التحدي الأكبر لأردوجان، الذي يحكم تركيا منذ عقدين.

لكن العلاقة بين الرجلين اتسمت بالتوتر، خاصة بعد إدانة إمام أوغلو في 2022 بتهمة "إهانة مسؤولين"، وهي قضية ما زالت تناقش في المحاكم (واشنطن بوست). ويرى محللون أن إلغاء شهادته الجامعية، الذي تزامن مع الاعتقال، يعد ضربة استباقية لحرمانه من الترشح للرئاسة، إذ يشترط الدستور التركي حصول المرشح على مؤهل جامعي.

تداعيات فورية: احتجاجات وانهيار اقتصادي

اندلعت احتجاجات عارمة في إسطنبول وأنقرة وإزمير، رغم حظر التجمعات. واصطدم المتظاهرون بقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، بينما هتف الآلاف: "العدالة تموت في تركيا!"، وفقاً لتقارير رويترز (رويترز). كما قيد الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس" و"انستجرام"، في خطوة وصفت بأنها "خنق للحريات" بناءً على مراقبة مجموعة Netblocks (منشور على إكس).

لكن الصدمة الأكبر كانت في الأسواق: انخفضت الليرة التركية بنسبة 10%، وتراجعت البورصة 6.7%، مما دفع إلى تعليق التداول. وقال خبير اقتصادي لـرويترز: "الاستقرار السياسي عنصر حاسم لثقة المستثمرين، واعتقال إمام أوغلو أرسل إشارات خطيرة".

ردود الفعل: اتهامات بالاستبداد وإنكار من الحكومة

وصف حزب الشعب الجمهوري الاعتقال بأنه "انقلاب قضائي" لتصفية المنافسة. وقال إمام أوغلو في رسالة من داخل السجن: "هذه مؤامرة ضد إرادة الشعب... لن نسمح لأردوجان بتحويل تركيا إلى سجن" (منشور على إكس).

من جهتها، نفت الحكومة أي تدخل في القضاء. وأكد وزير العدل، يلماز تونج، أن "القضاء مستقل"، بينما اتهم الرئيس أردوجان المعارضة بـ"استغلال القضية سياسياً" (نيويورك تايمز). لكن الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا عبرا عن قلقهما، محذرين من "تآكل الديمقراطية" في تركيا (مجلس أوروبا).

السياق الأوسع: صراع البقاء في السلطة

يأتي الاعتقال في ظل تراجع شعبية أردوجان بعد أزمة اقتصادية طاحنة وتضييق على الحريات. ورغم أن بعض المحللين يرون أن الخطوة قد تعزز تعاطفاً مع إمام أوغلو، إلا أنها تطرح تساؤلات حول مصير المعارضة قبل انتخابات 2028.

كتبت صحيفة واشنطن بوست: "أردوجان يستخدم نفس الأسلوب الذي وجه ضده عام 1998، عندما سجن بتهمة التحريض على الكراهية". أما بي بي سي، فأشارت إلى أن "الاعتقال جزء من حملة أوسع لقمع الأصوات المعارضة" (بي بي سي).

المصادر الرئيسية:

  1. Turkey Arrests Istanbul Mayor, Key Rival to President Erdogan - The New York Times
  2. Ekrem Imamoglu: Protests erupt in Turkey after Erdogan rival arrested - BBC News
  3. Turkey detains Istanbul mayor in what opposition calls 'coup' - Reuters
  4. Istanbul Mayor Ekrem Imamoglu, Erdogan rival, arrested in Turkey - The Washington Post

تابعنا للمزيد من التحديثات حول هذا التطور السياسي البارز.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

اعتقال إمام أوغلو | الأزمة السياسية في تركيا | احتجاجات إسطنبول | الليرة التركية | أردوجان والمعارضة

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

صاروخ يمني فرط صوتي يهز إسرائيل: إجلاء نتنياهو من الكنيست وإصابات في مطار بن جوريون

البنوك المصرية تخفض العوائد الدولارية وتراجع شهادات الجنيه.. ما الأسباب والتأثيرات؟

إسرائيل تهدد بيروت.. غارات مكثفة على جنوب لبنان بعد قصف المطلة