إسرائيل تضرب بقوة في غزة.. قتلى بالمئات واتفاق الهدنة ينهار
مدة القراءة: 4 دقائق
مقدمة: تصعيد عسكري مفاجئ وخرق الهدنة
عادت التوترات إلى الواجهة في قطاع غزة بعد أن شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة، الأكثر عنفاً منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير 2025. وأسفرت الهجمات عن سقوط أكثر من 205 قتلى، وفقاً للدفاع المدني الفلسطيني، في تصعيد أعاد الأزمة الإنسانية والإستراتيجية إلى صدارة المشهد، وسط اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بانتهاك الاتفاق.
تفاصيل الهجمات: أهداف متنوعة وحصيلة مرتفعة
نفذت إسرائيل ما لا يقل عن 35 غارة جوية على مناطق متفرقة من القطاع، استهدفت منازل مدنية ومبانٍ في دير البلح ومدينة غزة وخان يونس ورفح، بالإضافة إلى مساجد ومدارس وخيام نازحين، وفقاً لقناة الأقصى المحلية. وأفاد شهود عيان بأن الغارات شملت مناطق مأهولة، مما أدى إلى دمار واسع وانهيارات في البنية التحتية الهشة أصلاً بسبب الحصار المستمر منذ 18 عاماً.
اتهامات حماس: "إسرائيل تنقلب على الاتفاق"
اتهمت حركة حماس الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بـ"الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف حرب الإبادة ضد المدنيين". وقال القيادي في حماس لـرويترز: "إسرائيل أنهت الاتفاق من جانب واحد، وتعرض مصير الأسرى للخطر". وأضافت الحركة في بيان رسمي أن التصعيد "يأتي في إطار سياسة التجويع الممنهجة والحصار الخانق"، محمِّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات الإنسانية.
تبريرات إسرائيل: "حماس ترفض الإفراج عن الرهائن"
من جهتها، بررت إسرائيل الهجمات بـ"تعنت حماس ورفضها كافة المقترحات المقدمة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين"، وفقاً لبيان صادر عن مكتب نتنياهو. وأشار البيان إلى أن التصعيد "يأتي بتوجيهات سياسية لاستخدام القوة العسكرية المتزايدة ضد حماس"، مؤكداً أن الوسطاء الدوليين، بمن فيهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، فشلوا في إقناع الحركة بالقبول بالشروط الإسرائيلية.
السياق التفاوضي: طريق مسدود وعودة للعنف
جاءت الهجمات بعد عودة الوفد الإسرائيلي من محادثات القاهرة دون تقدم، مما يؤشر إلى فشل المفاوضات حول تمديد الهدنة والإفراج عن الأسرى. وأكد متحدث عسكري إسرائيلي أن "العملية مُوجهة من أعلى مستوى سياسي"، في إشارة إلى تورط مباشر لنتنياهو في القرار.
ردود الفعل الدولية: تنسيق أمريكي ودعوات للتحرك
كشف متحدث باسم البيت الأبيض لـفوكس نيوز عن تنسيق مسبق مع إسرائيل حول الغارات، مما أثار تساؤلات حول الدور الأمريكي في التصعيد. من ناحية أخرى، دعت حماس المجتمع الدولي إلى "تحميل إسرائيل مسؤولية انتهاك الاتفاق"، وطالبت مجلس الأمن بالانعقاد العاجل لتنفيذ القرار 2735 الذي يدعو لوقف العدوان ورفع الحصار.
الكارثة الإنسانية: أوضاع متدهورة ونداءات استغاثة
يعيش قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، تحت وطأة أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود. وقالت منظمة الصحة العالمية إن "استهداف البنية التحتية الصحية يعيق جهود الإغاثة"، فيما حذرت الأمم المتحدة من "مجازر جديدة" في ظل عدم وجود ملاجئ آمنة للسكان.
المستقبل المجهول: مخاوف من حرب شاملة
يرى مراقبون أن انهيار الهدنة قد يفتح الباب لموجة عنف أوسع، خاصة مع تصريحات إسرائيلية عن "عملية برية محتملة". وفي الوقت نفسه، تواجه الجهود الدبلوماسية عقبات جسيمة، مع استمرار حماس في ربط أي اتفاق بإنهاء الحصار وتبادل الأسرى.
خاتمة: غزة بين مطرقة السياسة وسندان المعاناة
تبدو الأزمة في غزة وكأنها حلقة مفرغة من العنف، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر لتعثر المفاوضات والصراع على السلطة. وفي ظل صمت دولي نسبي، يبقى السؤال: هل ستنجح الضغوط الدولية في إعادة الأطراف إلى طاولة الحوار، أم أن غزة مقبلة على فصل جديد من الدمار؟
المصادر:
- وكالة شينخوا الصينية - "حماس تتهم نتنياهو بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار" (18 مارس 2025)
- تصريحات متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي (رويترز).
- بيان حركة حماس الرسمي (قناة الأقصى).
- تصريحات البيت الأبيض لقناة فوكس نيوز.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

غزة | إسرائيل | حماس | وقف إطلاق النار | الغارات الجوية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار