كيف استمر حزب الله في تكبيد إسرائيل خسائر رغم ضربات الجيش الإسرائيلي؟
مدة القراءة:
بيروت - مر أكثر من شهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وما زال الحزب اللبناني قادرًا على إلحاق خسائر ثقيلة بإسرائيل رغم ضرباته المدمرة، التي أدت إلى تصفية قادته الأساسيين وتشريد مئات الآلاف من المدنيين اللبنانيين.
تحوّل المواجهة نحو الشمال
بعد عام من الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الحرب انتقلت لتشمل الحدود الشمالية مع لبنان. وشهدت هذه المنطقة تبادلًا كثيفًا للصواريخ، ما أجبر آلاف الإسرائيليين على مغادرة مناطقهم بحثًا عن الأمان.
استهداف مباشر لرموز السلطة الإسرائيلية
رغم أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وخليفته المحتمل هاشم صفي الدين، إلى جانب قيادات عسكرية بارزة، مثل نبيل قاووق وإبراهيم عقيل، إلا أن الحزب استطاع توجيه ضربة رمزية لإسرائيل. في تصعيد لافت، أطلق الحزب طائرة مسيرة سقطت قرب منزل نتنياهو في قيساريا، ما يدل على قدرته على تنفيذ هجمات بعيدة عن الحدود.
الحفاظ على هيكل الحزب رغم فقدان القيادات
فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية، يرى أن الحزب يعتمد على تنظيمه العسكري المنظم، الذي يسمح للوحدات بتنفيذ العمليات بشكل شبه مستقل. هذا النظام المترابط ساعده على الاستمرار في تكبيد إسرائيل خسائر رغم فقدان قادته.
ترسانة هائلة وقوة بشرية مهيأة
وفق التقديرات، يمتلك حزب الله نحو 50 ألف مقاتل، إلى جانب ما يصل إلى 200 ألف صاروخ. يُعتقد أن بعض هذه الصواريخ قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، مما يتيح للحزب تهديد مناطق حساسة واستراتيجية.
خبرات ميدانية من الحرب السورية
ساهمت مشاركة حزب الله في الحرب السورية إلى جانب الجيش السوري في تعزيز مهاراته القتالية، حيث اكتسب عناصره خبرات في استخدام المدرعات والمدفعية. ورغم أن استخدام هذه الأسلحة في جنوب لبنان غير محتمل، إلا أنها أسهمت في رفع قدرات الحزب العسكرية.
الهدف ليس النصر الحاسم
يوضح جرجس أن هدف حزب الله لا يتمثل في هزيمة إسرائيل عسكرياً، وهو أمر غير ممكن. بل إن استراتيجيته تهدف إلى إضعاف قدرة إسرائيل على تحقيق الأمان الكامل لمواطنيها. وهذا النهج يجعل الحزب يبدو كأنه يخوض "حربًا طويلة الأمد" تهدف إلى تقويض استقرار إسرائيل، سواء على الحدود الشمالية أو في الداخل.
ختاما
رغم كل الجهود الإسرائيلية للقضاء على حزب الله، يبقى الحزب طرفاً ثابتاً في معادلة الصراع في المنطقة. قدرة الحزب على التعافي السريع بعد الضربات المدمرة، واعتماده على هيكل تنظيمي قوي، إلى جانب ترسانة من الأسلحة المتطورة، تضعه في موقع يمكنه من الاستمرار في ممارسة الضغوط على إسرائيل، دون أن يكون ملزمًا بتحقيق نصر عسكري كامل.
المصدر: فرانس برس
حزب الله وإسرائيل | ترسانة حزب الله | الحرب على الحدود الشمالية | الصراع اللبناني الإسرائيلي | قدرات حزب الله
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار