هل تنجح صواريخ 'ثاد' الأمريكية في حماية إسرائيل من هجمات إيران؟
مدة القراءة:
في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الأحد، أنها ستقوم بإرسال منظومة دفاع جوي متطورة من طراز "ثاد" (THAAD) إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الطاقم الأمريكي المسؤول عن تشغيلها. يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات مع إيران، التي زعمت بأنها نفذت هجمات صاروخية على أهداف داخل إسرائيل، بما في ذلك قواعد جوية استراتيجية.
تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية
صرح المتحدث باسم البنتاجون، بات رايدر، أن هذه الخطوة جاءت بتوجيه من الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث وافق وزير الدفاع لويد أوستن على إرسال المنظومة الدفاعية. الهدف من نشر هذه الأنظمة هو "تعزيز دفاعات إسرائيل الجوية ضد الهجمات الإيرانية المحتملة"، بحسب البيان. ويأتي ذلك بعد فشل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتعددة في التصدي لهجوم صاروخي إيراني استهدف عدة مواقع حساسة.
منظومة "ثاد" في سياق الدفاع الجوي الإسرائيلي
إسرائيل تمتلك بالفعل عدة أنظمة دفاع جوي مثل "القبة الحديدية"، و"مقلاع داوود"، ومنظومة "حيتس" التي تواجه تهديدات الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى على التوالي. ومع ذلك، أشارت تقارير إلى أن هذه الأنظمة فشلت في صد الهجمات الإيرانية الأخيرة، ما دفع الولايات المتحدة إلى التدخل بإرسال منظومة "ثاد"، التي تُعد أكثر تطوراً.
"ثاد" هو نظام دفاع جوي مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية والتكتيكية على ارتفاعات ومسافات كبيرة، ما يميزه عن الأنظمة الأخرى. يعتمد النظام على تقنية "Hit-to-Kill" التي تقوم على تدمير الصاروخ المعادي من خلال اصطدام مباشر. هذا النوع من الأنظمة لم يُستخدم حتى الآن في صراعات حقيقية، حيث اقتصر أداؤه على التدريبات العسكرية المشتركة، مثل التدريبات الأمريكية-الإسرائيلية عام 2019.
الهجوم الإيراني الأخير
ذكرت تقارير إسرائيلية أن إيران نجحت في استهداف 3 قواعد جوية إسرائيلية، بما في ذلك قاعدة "نيفاتيم"، التي تضم مقاتلات "إف-35" الشبحية، وهي من الأصول الاستراتيجية للقوات الجوية الإسرائيلية. وقد أثارت هذه الهجمات مخاوف من قدرة إسرائيل على التصدي لهجمات واسعة النطاق، خصوصًا مع تطوير إيران لصواريخ تفوق سرعة الصوت، التي يصعب رصدها والتصدي لها.
وفي ضوء هذا التطور، نقلت قناة 12 الإسرائيلية أن منظومة "ثاد" ستكون جاهزة للعمل فور نشرها، إلا أنه لم يتم تحديد العدد النهائي لهذه الأنظمة التي سترسلها واشنطن إلى إسرائيل.
التساؤلات حول فعالية "ثاد"
على الرغم من أن "ثاد" يمثل إضافة كبيرة إلى ترسانة الدفاع الجوي الإسرائيلية، إلا أن هناك تساؤلات حول فعاليته في مواجهة الصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكها إيران. هذه الصواريخ تتميز بسرعتها العالية وقدرتها على تغيير مساراتها، ما قد يضع تحديات جديدة أمام الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية.
تُشير تقارير إلى أن الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل تنطلق بسرعات تتجاوز 6,000 كيلومتر في الساعة، مما يقلل من الوقت المتاح لأي نظام دفاعي للتصدي لها. ورغم القدرات المتطورة لـ"ثاد"، فإن عدم اختبارها في ميدان الحرب الفعلي يجعل قدرتها على التعامل مع هذه التهديدات موضع شك.
التعاون الأمريكي الإسرائيلي في ظل التهديدات المتزايدة
يأتي نشر "ثاد" كجزء من دعم أمريكي مستمر لإسرائيل، التي تعتمد بشكل كبير على التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الإقليمية. وتعمل المنظومة الأمريكية بالتكامل مع أنظمة الدفاع الجوي الأخرى الموجودة في إسرائيل، مثل "باتريوت"، ما يشكل طبقة إضافية في درعها الصاروخي.
مع استمرار التوترات بين إيران وإسرائيل، يظل السؤال الرئيسي: هل ستكون هذه الأنظمة قادرة على تغيير ميزان القوى الدفاعي في المنطقة؟ في ظل التطورات السريعة في تكنولوجيا الصواريخ، قد يتطلب الأمر استراتيجيات دفاعية أكثر تعقيداً وتنوعاً لمواجهة التهديدات المستقبلية.
الدفاعات الجوية الإسرائيلية | الهجمات الصاروخية الإيرانية | منظومة ثاد الأمريكية | التعاون الأمريكي الإسرائيلي | الصواريخ الفرط صوتية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار