الديون المصرية لإسرائيل: جدل إعلامي وتحليل اقتصادي
مدة القراءة:
في تطور لافت للأنظار، أثارت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخراً تساؤلات حول ما وصفته بـ"الديون الضخمة" المستحقة لإسرائيل على مصر، وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها القاهرة. هذه التساؤلات، التي جاءت في سياق تقرير نشره موقع "nziv" الإخباري الإسرائيلي، فتحت الباب أمام نقاش أوسع حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين والوضع المالي المصري.
وفقاً للتقرير الإسرائيلي، تدين مصر لإسرائيل بملايين الدولارات نظير صفقات بيع الغاز. ويشير التقرير إلى أن العام الحالي شهد انخفاضاً في الدخل القومي المصري بسبب تراجع نشاط التجارة في قناة السويس وانخفاض السياحة، إضافة إلى زيادة واردات الغاز. رغم ذلك، يعترف التقرير بأن مصر حققت نجاحاً ملحوظاً في خفض ديونها الخارجية من 168 مليار دولار في نهاية 2023 إلى 154 مليار دولار بحلول مايو 2024.
يرجع التقرير هذا النجاح جزئياً إلى الاتفاقية الضخمة مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار لمشروع "رأس الحكمة"، والتي تضمنت تحويل وديعة إماراتية بقيمة 11 مليار دولار إلى استثمار مباشر. ومع ذلك، يبدي التقرير قلقاً من عدم قدرة مصر على سداد ديونها لإسرائيل في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
يقترح التقرير الإسرائيلي أن تقوم تل أبيب بإقناع مصر بلعب دور أكثر نشاطاً في التسوية المستقبلية بشأن غزة، مقابل حصولها على مزايا اقتصادية من المجتمع الدولي، مما قد يساعدها في خفض ديونها وسداد مستحقات إسرائيل.
في المقابل، يرى الخبير المصري في الشأن الإسرائيلي، محمود محيي، أن هذه التقارير الإعلامية الإسرائيلية ليست عفوية، بل تحركها أجهزة أمنية واستخباراتية بهدف إيصال رسائل معينة لمصر. ويؤكد محيي أن إسرائيل تدرك جيداً قدرة مصر على سداد ديونها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
يرى محيي أن هدف إسرائيل من وراء هذه التقارير هو الضغط على مصر لتحقيق أهداف سياسية تتعلق بالحرب في غزة، وخاصة فيما يخص إدارة معبر رفح والمنطقة الحدودية، وكيفية إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب. ويشدد على ضرورة تحليل هذه التقارير بعمق لفهم ما يدور في ذهن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ختاماً، يؤكد الخبير المصري أن محاولات إسرائيل لابتزاز مصر لن تنجح، مشيراً إلى أن القاهرة تتبع سياسة حكيمة في تعاملها مع جميع الأطراف، وتظل ثابتة في دعمها للقضية الفلسطينية.
هذا الجدل يسلط الضوء على تعقيدات العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر وإسرائيل، ويبرز التحديات التي تواجهها مصر في إدارة ديونها الخارجية وسط ظروف إقليمية متوترة. كما يظهر كيف يمكن استخدام القضايا الاقتصادية كأداة للضغط السياسي في المنطقة.
ديون مصر الخارجية | العلاقات المصرية الإسرائيلية | أزمة الاقتصاد المصري | صفقات الغاز الإسرائيلي | الضغوط السياسية على مصر
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار