هدنة لبنان.. مناورة سياسية أم فخ جديد لإسرائيل؟

مدة القراءة:

شهد صباح الأربعاء دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ بعد أسابيع من التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية للبلاد. وعلى الرغم من الترحيب الدولي بهذه الهدنة، إلا أن خلف الكواليس تدور نقاشات حادة بين إسرائيل والولايات المتحدة حول تفاصيل الاتفاق وما قد يترتب عليه من تداعيات.

هدنة لبنان.. مناورة سياسية أم فخ جديد لإسرائيل؟

مطالب إسرائيلية تصطدم بالرفض الأمريكي

أبرزت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن إسرائيل طالبت بإنشاء "منطقة عازلة" داخل الأراضي اللبنانية، تكون خالية تمامًا من وجود حزب الله، السكان المحليين، وحتى الجيش اللبناني. لكن هذا المطلب قوبل برفض قاطع من المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكستين، الذي وصف الطلب بـ"الخيالي" وغير القابل للتنفيذ.

وأكد هوكستين في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية أن إنشاء منطقة عازلة يتعارض مع سيادة لبنان، مضيفاً:

"إذا اخترت أن تكون لديك منطقة عازلة، فأنت هناك كمحتل. ولن تقبل أي دولة ذات سيادة بهذا الوضع."

وأشار إلى أن أي منطقة عازلة تتطلب وجوداً عسكرياً إسرائيليا دائمًا داخل لبنان، وهو ما سيجعل إسرائيل في مواجهة مباشرة مع السكان والمجتمع الدولي.

مضمون الاتفاق: التزامات من حزب الله

الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وفرنسا تضمنت التزاماً من حزب الله بالابتعاد عن الحدود الجنوبية إلى ما وراء نهر الليطاني، مع وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. كما نص الاتفاق على نشر الجيش اللبناني في تلك المناطق، وعودة تدريجية للسكان.

نهر الليطاني، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال الحدود، أصبح الحد الفاصل الجديد وفق الاتفاق، ما يعني عمليًا تحجيم قدرة حزب الله على تهديد إسرائيل بالصواريخ قصيرة المدى.

انتقادات داخلية في إسرائيل

رغم هذه الترتيبات، تعرض الاتفاق لانتقادات من الداخل الإسرائيلي، حيث اعتبر رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أن غياب "منطقة عازلة" يشكل تهديدًا على المدى الطويل. وقال بينيت:

"عدم وجود منطقة عازلة سيتيح لحزب الله إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية على طول الحدود، ما قد يشكل تهديدًا دائمًا لإسرائيل."

وأشار بينيت إلى أن الحزب قد يستخدم هذه القرى المحاذية للحدود كمنصات لإطلاق الصواريخ أو كنقاط انطلاق لعمليات عسكرية مستقبلية.

بين الأمل والمخاوف

الاتفاق، رغم التحديات والانتقادات، أعاد الأمل في إحياء التهدئة ليس فقط في لبنان، بل في غزة أيضًا، حيث أشارت تقارير إلى أن نجاح الهدنة قد يفتح المجال لجهود وساطة مشابهة على جبهات أخرى.

لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه الهدنة في تهدئة الأوضاع على المدى الطويل أم أنها مجرد استراحة قصيرة في صراع طويل الأمد؟ وبينما يرى البعض أن الهدنة فرصة لتعزيز الاستقرار، يعتبر آخرون أنها قد تصبح مأزقًا جديدًا لإسرائيل إذا استغلها حزب الله لإعادة ترتيب أوراقه.

ختاما، يبقى المشهد معلقاً على مدى التزام الأطراف بتعهداتها، وعلى قدرة الوساطة الدولية في تثبيت التهدئة على الأرض.

المصدر: سكاى نيوز+ المصرى اليوم 


Share/Bookmark

هدنة لبنان | حزب الله | المنطقة العازلة | وقف إطلاق النار | نهر الليطاني

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

تذبذب أسعار السلع الغذائية: انخفاض للحوم والبقوليات وزيادة للدواجن والألبان

وظائف الوسيط الجمعة 22-11-2024 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

سباق مع الزمن: ساعات تفصل لبنان عن إعلان وقف إطلاق النار