نشاط زلزالي يثير المخاوف حول سد النهضة: ما الذي يحدث في إثيوبيا؟

مدة القراءة:

شهدت إثيوبيا مؤخرًا زيادة مقلقة في النشاط الزلزالي، حيث ضرب زلزال بقوة 4.7 درجة منطقة تقع على بُعد 570 كم من سد النهضة الإثيوبي وعلى بعد 400 كم من الحدود الشرقية للبحيرة المتصلة به، وذلك في تمام الساعة 11:04 مساءً بتوقيت القاهرة. وأفاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هذا الزلزال هو رقم 16 في آخر خمسة أسابيع والزلزال رقم 31 الذي يُسجل هذا العام في إثيوبيا ومحيطها.

نشاط زلزالي يثير المخاوف حول سد النهضة: ما الذي يحدث في إثيوبيا؟

تزايد ملحوظ في النشاط الزلزالي

يشير الدكتور شراقي إلى أن عدد الزلازل المسجلة هذا العام في المنطقة تجاوز التوقعات، حيث يتراوح عدد الهزات المسجلة بين 4 و5 درجات على مقياس ريختر. ومنذ عام 2014 وحتى 2020، كان متوسط عدد الزلازل التي تتجاوز قوتها 4 درجات حوالي 5.3 زلزال سنويًا، بينما زادت الأرقام بشكل غير مسبوق في العام الجاري.

وفقًا للإحصاءات، سجلت إثيوبيا خلال عام 2023 حتى الآن 38 زلزالًا، أقواها بلغ 5.6 درجة. ويعزو بعض الخبراء هذا الارتفاع في النشاط الزلزالي إلى التغيرات المناخية والجيولوجية في المنطقة، وكذلك طبيعة منطقة الأخدود الإثيوبي التي تشهد تحركات مستمرة لقشرة الأرض.

مخاطر محتملة على سد النهضة

أوضح الدكتور شراقي أن هذا النشاط الزلزالي في المنطقة يرفع من احتمالية حدوث تأثيرات على سد النهضة في حال ازدادت قوة الزلازل واقتربت من موقع السد. سد النهضة، الذي يحتوي حاليًا على نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، يعادل وزنه 60 مليار طن، مما يجعل المنطقة المحيطة به حساسة لأي اهتزازات قد تؤثر على استقراره.

وأشار شراقي إلى أن الزلازل التي تقع بالقرب من السد، حتى لو لم تكن قوية في الوقت الحالي، قد تتسبب في زعزعة استقرار السد مع الوقت، ما يتطلب مراقبة دقيقة ومستمرة. وأضاف أن المخاطر تزداد خاصة في ظل الاختلاف الكبير بين التصميم الأصلي للسد الذي كان مقرراً أن يخزن 11.1 مليار متر مكعب فقط، وما وصل إليه اليوم من تخزين 60 مليار متر مكعب.

تاريخ الزلازل في المنطقة

تشهد منطقة الأخدود الإثيوبي زلازل متكررة منذ فترة طويلة، نظرًا لموقعها الجيولوجي. وفي الفترة الأخيرة، تم تسجيل زلازل متعددة في المنطقة، أحدها كان بقوة 4.5 درجة بتاريخ 27 سبتمبر الماضي، تلتها مجموعة من الزلازل التي تراوحت قوتها بين 4.5 و5 درجات، وبلغ عمقها نحو 10 كم، وهي الهزات التي تقع في نطاق 570 كم من سد النهضة.

أهمية الرقابة والتحكم في المخاطر

يشدد الدكتور شراقي على أن المراقبة المستمرة لسد النهضة والبحيرة المتصلة به أمرٌ لا بد منه لتقليل احتمالات الخطر. وأوضح أن المنطقة قد تدخل في مرحلة الخطر من احتمالية انهيار السد، ليس بسبب الزلازل الحالية فحسب، بل في حال تكرار حدوث الزلازل بقوة أكبر في نطاق قريب من السد. ويأتي هذا في ظل زيادة مخاوف المتخصصين من إمكانية تأثير هذا النشاط الزلزالي على سلامة السد.

إن هذا الوضع يطرح تحديات كبيرة على حكومة إثيوبيا التي تواصل العمل على السد بقدرة تخزينية أكبر بكثير مما كان مقرراً.


Share/Bookmark

النشاط الزلزالي | سد النهضة | إثيوبيا | زلزال | المخاطر الجيولوجية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

توترات متصاعدة: إيران تغلق مجالها الجوي وتستعد للرد على إسرائيل

وظائف الأهرام اليوم: فرص جديدة لكافة التخصصات والمؤهلات – اكتشف الوظائف الشاغرة الآن!