سباق التسلح المصري.. قلق إسرائيلي متزايد وتحذيرات من احتلال سيناء

مدة القراءة:

يثير تعاظم قوة الجيش المصري في الآونة الأخيرة قلقًا متزايداً في إسرائيل، وسط تساؤلات حول دوافع هذا السباق المحموم نحو التسلح في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تعيشها مصر. وتتراوح ردود الفعل الإسرائيلية بين التحذيرات من تجاهل التهديد المتنامي على الحدود الجنوبية، وصولاً إلى التلويح بـ "احتلال سيناء" كإجراء رادع.

علامات استفهام حول الدوافع المصرية

وتطرح التقارير الإعلامية الإسرائيلية، خاصة تلك الصادرة عن القناة السابعة الإسرائيلية المعروفة بميولها اليمينية، تساؤلات حول "جنون التسلح المصري" وأسباب سعي القاهرة لبناء أكبر قوة بحرية في الشرق الأوسط. ويُشير المحللون الإسرائيليون إلى تضاعف ديون مصر أربع مرات خلال السنوات الأخيرة، وانهيار قيمة عملتها، مما يطرح علامات استفهام حول جدوى الإنفاق العسكري الضخم في ظل هذه الظروف.

تفسيرات إسرائيلية لظاهرة التسلح

ويقدم الباحث الإسرائيلي روني شالوم، في تصريحات للقناة السابعة، تفسيرات متعددة لظاهرة التسلح المصري، منها:

أبعاد داخلية: يرى شالوم أن الجيش المصري يلعب دورا محورياً في الاقتصاد والحياة العامة، وأن زيادة أعداد المنتسبين للقوات المسلحة يُساهم في خفض معدلات البطالة وكسب ولاء المواطنين للحكومة.
ابتزاز دولي: يُشير شالوم إلى أن الحكومة المصرية قد تستخدم "التهديد بالانهيار" للحصول على مساعدات مالية من المجتمع الدولي، مستشهداً بمنحة أمريكية بقيمة 1.2 مليار دولار مُنحت لمصر دون شروط.
ضعف الرقابة على المؤسسة العسكرية: يُعرب شالوم عن قلقه من تحول مصر إلى "جيش لديه دولة" وليس العكس، مشيراً إلى ضعف قدرة الجمهور والمستوى السياسي على التحكم في تصرفات الجيش ومستوى استعداده.

تلويح إسرائيلي بـ "احتلال سيناء"

ويُثير قلق المراقبين طرح بعض الأصوات الإسرائيلية، مثل روني شالوم، لسيناريو "احتلال أجزاء من سيناء" كإجراء رادع في حال استمرار التهديد المصري المُتصور. ويُبرر شالوم هذا الطرح المُثير للجدل، بأن إسرائيل لا تُمارس ضغوطًا كافية على مصر لوقف سباق التسلح، وأن هذا التصعيد - على حد زعمه - قد يُعزز من اتفاقية السلام بين البلدين بدلاً من إلغائها. ويُخالف هذا الطرح المنطق السليم في حل النزاعات الذي يُشير إلى أن التصعيد يُهدد السلم ويُعرض اتفاقيات السلام للخطر.

تحذيرات إعلامية من تجاهل التهديد

وتتزايد التحذيرات في الإعلام الإسرائيلي، كما ظهر في تقرير قناة "كان 11" الحكومية، من تجاهل تعاظم قوة الجيش المصري. ويُطرح تساؤل مُقلق حول ما إذا كان هذا السلاح موجهاً ضد إسرائيل في المستقبل.

مخاطر التصعيد وتأثيره على المنطقة

إن طرح سيناريوهات تصعيدية مثل "احتلال سيناء" يُهدد استقرار المنطقة ويُنسف جهود السلام. فمن شأن أي خطوة عسكرية إسرائيلية أن تُشعل فتيل أزمة إقليمية، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في الأراضي الفلسطينية.

ضرورة الحوار والتعاون

في ظل هذه الأجواء المشحونة، تُصبح الحاجة مُلحة إلى فتح قنوات حوار بين مصر وإسرائيل لتبديد المخاوف وبناء الثقة. كما يجب على المجتمع الدولي تشجيع التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة، بدلاً من الانجرار إلى منطق القوة والتهديد.

المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية+ RT

سباق التسلح | الجيش المصري | سيناء | العلاقات المصرية الإسرائيلية | الشرق الأوسط

علىّْ الدين الإخباري