حزب الله يضرب مقر الموساد في تل أبيب بصاروخ باليستي
مدة القراءة:
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن حزب الله اللبناني صباح اليوم الأربعاء عن إطلاق صاروخ باليستي من نوع "قادر1" باتجاه مقر قيادة الموساد الإسرائيلي في ضواحي تل أبيب. وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الهجمات المتصاعدة بين الطرفين، حيث أشار الحزب في بيان رسمي إلى أن الهجوم جاء دعماً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
تفاصيل الهجوم
بحسب بيان حزب الله، انطلقت الصواريخ في الساعة السادسة والنصف صباحًا من جنوب لبنان باتجاه مقر الموساد. وأفاد البيان أن هذه الضربة جاءت كرد مباشر على اغتيالات قادة الحزب والتفجيرات التي نُسبت إلى الموساد داخل الأراضي اللبنانية. يعد هذا الاستهداف بمثابة تصعيد جديد في الصراع المستمر، وهو الأول من نوعه من حيث استهداف مقر أمني حساس بهذه الطبيعة داخل تل أبيب باستخدام صواريخ باليستية من نوعية "قادر1"، إيرانية الصنع.
رد الفعل الإسرائيلي
فور إطلاق الصواريخ، دوت صافرات الإنذار في مناطق وسط إسرائيل، خاصة في منطقتي دان وشارون قرب تل أبيب، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تفعيل منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك منظومة "آرو" (السهم)، التي صُممت لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى. وأعلنت القناة 13 العبرية أن الصاروخ كان موجهاً إلى قاعدة جليلوت شمال تل أبيب، وهي قاعدة استراتيجية.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ تم اعتراضه بنجاح دون وقوع إصابات أو أضرار جسيمة. إلا أن الهجوم أثار حالة من القلق داخل إسرائيل، حيث تُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخ باليستي من لبنان نحو عمق إسرائيل بهذا الشكل.
خلفيات التصعيد
الهجوم على تل أبيب يأتي بعد سلسلة من التطورات المتوترة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك اغتيال قيادات في حزب الله والضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في لبنان وسوريا. وقد سبق للحزب أن استهدف قاعدة جليلوت في عمليات سابقة، كان آخرها رداً على اغتيال فؤاد شكر، الرجل الثاني في الحزب، في يوليو الماضي.
وتعد تل أبيب، الواقعة على بعد حوالي 110-115 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، منطقة استراتيجية مهمة لإسرائيل، واستهدافها بهذه الطريقة يحمل رسائل قوية سواء من ناحية القدرات الصاروخية المتطورة التي يمتلكها حزب الله، أو من ناحية التوقيت، الذي يأتي وسط التوترات مع غزة.
الرد الإسرائيلي
لم تتأخر إسرائيل في الرد، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف المنصة الصاروخية التي أُطلق منها الصاروخ داخل الأراضي اللبنانية. ورغم هذه الردود، يتوقع المراقبون أن يشهد النزاع مزيداً من التصعيد، خصوصًا مع التلميحات المستمرة من قبل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بأن الحزب يحتفظ بمفاجآت استراتيجية في حال توغل إسرائيلي بري داخل لبنان.
قراءة المشهد
الهجوم الصاروخي الذي نفذه حزب الله يعكس تحولاً نوعياً في استخدام الحزب لصواريخ باليستية بعيدة المدى، ما يرفع مستوى التحدي أمام المنظومات الدفاعية الإسرائيلية. وعلى الرغم من اعتراض الصاروخ بنجاح، إلا أن الرسالة الموجهة من حزب الله واضحة: هناك إمكانيات أكبر يمكن استخدامها إذا استمر التصعيد.
وبحسب تقرير لـصحيفة وول ستريت جورنال، فإن ترسانة حزب الله الصاروخية التي وصلت إلى 150 ألف صاروخ قبل اندلاع النزاع الأخير تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، خاصة في حال اندلاع مواجهة شاملة.
الخلاصة
يأتي استهداف مقر الموساد كجزء من الصراع المستمر بين حزب الله وإسرائيل، والذي يشهد ارتفاعًا في وتيرته مع تطور القدرات الصاروخية للطرفين. الهجوم الأخير يُعتبر تصعيدًا غير مسبوق ينذر بمواجهة أكبر قد تتسع رقعتها لتشمل مناطق أوسع، في ظل غياب أفق واضح للحلول السلمية.
حزب الله | الموساد | تل أبيب | صاروخ باليستي | إسرائيل
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار