إسرائيل تعلن مقتل حسن نصر الله وحزب الله يلتزم الصمت وسط تصاعد التوتر في المنطقة
مدة القراءة:
القدس/بيروت 28 سبتمبر 2024 (رويترز) - في تصعيد خطير للصراع بين إسرائيل وحزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت أنه قتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية استهدفت المقر الرئيسي للجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن الهجوم نُفذ بدقة استخباراتية ونتج عنه القضاء على نصر الله وقادة آخرين في الحزب.
ضربة موجعة لحزب الله وإيران
يعد مقتل حسن نصر الله تطورًا كبيرًا، ليس فقط لحزب الله، بل أيضًا لإيران، الحليف الأساسي للجماعة. فمنذ توليه قيادة الحزب عام 1992، قاد نصر الله حزب الله ليصبح قوة إقليمية مؤثرة ومسلحة، تعكس نفوذ إيران في الشرق الأوسط. وقد أشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أن نصر الله كان مسؤولاً عن تنسيق "أنشطة إرهابية" استهدفت إسرائيل، مما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
الغارة الجوية التي استهدفت المقر الرئيسي لحزب الله في الضاحية الجنوبية يوم الجمعة كانت جزءًا من سلسلة من الهجمات التي أعقبتها غارات إضافية يوم السبت على مواقع أخرى في بيروت والبقاع. وأكدت إسرائيل أن العملية جاءت رداً على تصاعد الهجمات من قبل حزب الله، الذي انخرط في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر، مما أدي إلى تصعيد مستمر في لبنان والمنطقة.
غياب بيان رسمي من حزب الله
حتى الآن، لم يصدر حزب الله بيانا رسميا حول مصير نصر الله. ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي لوفاته، فإن مصادر قريبة من حزب الله أكدت في وقت سابق لوكالة رويترز أن نصر الله على قيد الحياة، بينما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أنه بخير. وفي الوقت الذي تتحقق فيه طهران من الوضع، يبقى الغموض مسيطراً حول مصير زعيم الحزب، ما يعكس حجم الأزمة التي تعيشها المنطقة.
تأثير الهجوم على حزب الله والمنطقة
إذا تأكد مقتل نصر الله، فإن ذلك سيشكل ضربة هائلة لحزب الله ولإيران، التي أسست الجماعة عام 1982 عبر الحرس الثوري الإيراني. نصر الله كان الشخصية المركزية في الحزب، وصاحب القرار النهائي في كل ما يتعلق باستراتيجياته وعملياته. وكان له دور كبير في تحويل حزب الله إلى قوة عسكرية وسياسية مؤثرة في لبنان، وإلى ذراع إيرانية قوية في المنطقة.
وتشير التحليلات إلى أن غياب نصر الله قد يؤدي إلى إعادة ترتيب للهيكل القيادي في حزب الله، وربما يزيد من التوترات داخل لبنان، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها البلد. كما أن غياب نصر الله قد يؤثر على موقف حزب الله في أي مواجهات قادمة مع إسرائيل، خاصة أن نصر الله كان يتمتع بشعبية وتأثير كبيرين في أوساط المقاومة اللبنانية.
رد فعل إسرائيل وتصاعد الصراع
وفي بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه لن يسمح بعد الآن لحزب الله بترويع المنطقة. وأشار إلى أن الغارة على الضاحية الجنوبية استهدفت مقر الحزب تحت الأرض، حيث كانت قيادته تقوم بتنسيق هجمات ضد إسرائيل. ورغم التصعيد الحالي، فإن إسرائيل أكدت أنها ستواصل استهداف المواقع العسكرية لحزب الله، في حين فر السكان من المناطق التي تعرضت للقصف خوفاً من المزيد من الضربات.
#عاجل جيش الدفاع قضى على المدعو حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله الأرهابي
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 28, 2024
🔸قضى جيش الدفاع أمس على المدعو حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله الارهابي وأحد مؤسسيه. كما قضى جيش الدفاع على المدعو علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله الارهابي وعدد آخر من القادة في حزب الله.
🔸لقد… pic.twitter.com/yC4XJXu3WY
مستقبل الصراع
يشير الخبراء إلى أن مقتل نصر الله قد يشعل مزيدًا من العنف في المنطقة، خصوصًا مع وجود حلفاء لإيران في لبنان وسوريا والعراق. وقد تتسع رقعة النزاع لتشمل المزيد من الدول، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يبقى مستقبل الصراع مرتبطًا بمدى قدرة الأطراف المتنازعة على ضبط النفس والبحث عن حلول دبلوماسية.
الخلاصة
مقتل حسن نصر الله يمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وقد يكون له تداعيات واسعة النطاق على المنطقة بأسرها. يبقى السؤال الآن حول مدى قدرة حزب الله على تجاوز هذه الضربة واستمرار تأثيره في الساحة السياسية والعسكرية اللبنانية والإقليمية.
حسن نصر الله | حزب الله | الغارة الجوية | إسرائيل | الضاحية الجنوبية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار