تصاعد التوتر بين "أنصار الله" وإسرائيل: صواريخ عابرة للحدود وتبادل هجمات
مدة القراءة:
شهدت الساعات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في التوتر بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن وإسرائيل، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ "أرض-أرض" أُطلق من الأراضي اليمنية. هذا التطور يأتي في سياق سلسلة من الهجمات المتبادلة، وسط تهديدات بتوسيع نطاق العمليات العسكرية.
الهجوم الأخير.. صاروخ يعبر الحدود
في فجر يوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باستخدام منظومة الدفاع "السهم". ووفقاً للبيان الإسرائيلي، تم اعتراض الصاروخ خارج الأراضي الإسرائيلية بعد أن سُمعت صفارات الإنذار في وسط البلاد. هذا الصاروخ، الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، يمثل جزءاً من تصعيد متزايد منذ أن أعلنت الجماعة في سبتمبر إطلاقها لصاروخ باليستي "فرط صوتي" على هدف في تل أبيب.
الحوثيون: رسائل تضامن واستعراض لقدرات عسكرية
يأتي هذا الهجوم في ظل تأكيدات الحوثيين أنهم لن يكتفوا بالموقف السياسي، بل سيمدون دعمهم العسكري لـ"محور المقاومة" الذي يضم حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية. نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية، العميد عبد الله بن عامر، أعلن عبر منصة "إكس" أن الهجمات لا تستهدف هدفاً واحداً، بل عدة أهداف.
صاروخ "فلسطين 2": تحدٍ جديد لإسرائيل
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الحوثيون عن تطوير صاروخ باليستي فرط صوتي أسموه "فلسطين 2"، والذي تمكن من قطع مسافة تزيد على 2000 كيلومتر في 11 دقيقة فقط، مستهدفاً مواقع عسكرية إسرائيلية. ووفقاً لجماعة "أنصار الله"، فإن الصاروخ قادر على تجاوز أحدث أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" و"حيتس"، وهو ما يمثل تطوراً خطيراً في قدرات الجماعة التي تُعرف بدورها العسكري المتنامي في المنطقة.
ردود إسرائيلية: تصاعد التحذيرات والتوترات
في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه لا ينوي تغيير استراتيجياته الدفاعية رغم هذا التصعيد، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية تحت السيطرة. مع ذلك، فإن الهجوم الأخير جاء بعد توترات سابقة، حيث استهدفت إسرائيل مواقع حوثية في ميناء الحديدة في يوليو الماضي، ما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة ودمار في البنية التحتية.
محور المقاومة وتضامن إقليمي
منذ سنوات، تؤكد جماعة "أنصار الله" أنها جزء من "محور المقاومة"، الذي يشمل إيران وسوريا وحزب الله. هذه الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ 2014، لعبت دوراً محورياً في الصراع الإقليمي الممتد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لا سيما مع توعدها بدعم مباشر لفصائل المقاومة في غزة ضد الجيش الإسرائيلي.
البحر الأحمر ميدان جديد للصراع
إلى جانب الصواريخ الباليستية، شن الحوثيون هجمات بحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل وحلفائها في البحر الأحمر. وتُشير التقارير إلى أن الجماعة استهدفت منذ نوفمبر الماضي أكثر من 180 سفينة، مما أدى إلى اضطرابات في حركة الملاحة البحرية في المنطقة.
مستقبل الصراع
التصعيد المستمر بين إسرائيل والحوثيين، بالإضافة إلى المعارك الجارية على جبهات أخرى مثل جنوب لبنان، يُنذر بتطورات خطيرة قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع في المنطقة. في ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من امتداد الصراع ليشمل أطرافاً إقليمية أخرى، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأحداث في المستقبل القريب.
ختاماً، يبدو أن الصراع بين "أنصار الله" وإسرائيل ليس سوى جزء من شبكة أوسع من التوترات الإقليمية، والتي تتشابك فيها المصالح السياسية والعسكرية للدول الكبرى والقوى المحلية. في الوقت الحالي، يبقى السؤال المطروح: هل سيؤدي هذا التصعيد إلى مواجهة أوسع تشمل المنطقة بأكملها، أم ستنجح الأطراف في احتواء الوضع قبل فوات الأوان؟
صاروخ من اليمن | اعتراض صاروخ | تل أبيب | الجيش الإسرائيلي | أنصار الله
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار