تصعيد خطير بين حزب الله وإسرائيل: صواريخ وغارات تشعل الشمال
مدة القراءة:
شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً حاداً بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، في ظل استمرار التوترات العسكرية على الجبهة الشمالية منذ انطلاق المواجهات في الثامن من أكتوبر 2024. ويأتي هذا التصعيد ليحمل معه رسائل متبادلة عبر صواريخ وغارات جوية تعكس تعقيد المشهد الميداني بين الطرفين.
ضربات متبادلة وتصاعد في العمليات العسكرية
في فجر يوم الأحد الموافق 22 سبتمبر 2024، أعلن حزب الله عن قصفه لقاعدة "رامات ديفيد" الجوية الإسرائيلية، الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من طراز "فادي 1" و"فادي 2". هذه الصواريخ تمثل جزءًا من ترسانة الحزب الهجومية، حيث يُعد "فادي 1" تطويرًا لصاروخ "خيبر M220" بعيار 220 ملم، بينما يتميز "فادي 2" بمداه الأبعد وقدرته التدميرية العالية بعيار 302 ملم. ووفقًا لبيانات حزب الله، فإن هذه الضربات جاءت دعمًا "للمقاومة الفلسطينية الصامدة في قطاع غزة" وردًا على "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان"، التي أدت إلى مقتل عدد من المدنيين.
الهجوم الأبعد مدى منذ بداية المواجهات
ما يميز الهجوم الأخير هو أنه يُعتبر الأبعد مدى نحو العمق الإسرائيلي منذ بدء المواجهات الحالية، حيث وصلت صواريخ حزب الله إلى "رامات ديفيد"، وهي إحدى أهم القواعد الجوية الإسرائيلية. ومع تصاعد الهجمات المتبادلة، أطلقت صفارات الإنذار في مدن شمال إسرائيل مثل حيفا، الجليل، الناصرة، وعكا. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتراض القبة الحديدية لعدد من الصواريخ التي استهدفت تلك المناطق.
إسرائيل ترد بقوة
لم تتأخر إسرائيل في الرد على الهجمات، حيث شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات على مواقع جنوب لبنان، استهدفت بلدات مثل رمين والقنطرة وبني حيان، بالإضافة إلى مناطق أخرى في إقليم التفاح وقرى مجاورة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عبر متحدثه الرسمي، دانيال هاغاري، عن استهداف أكثر من 400 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله خلال السبت، مؤكدًا أن الضربات ستتصاعد خلال الأيام القادمة ردًا على استمرار القصف.
كما شهد يوم السبت، قبل هذا التصعيد، إعلان حزب الله عن مقتل 16 من عناصره، بينهم قيادات بارزة مثل إبراهيم عقيل وأحمد محمود وهبي، في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعا لقيادات الحزب تحت الأرض. وأقر حزب الله باغتيال عقيل رسميًا في بيان أصدره عند منتصف ليل الجمعة - السبت.
التطورات على الأرض
في ظل هذا التصعيد، لا تقتصر المواجهات على ضربات محدودة أو استهداف مواقع عسكرية فقط، بل تترافق مع تغييرات ملحوظة في الحياة اليومية للمواطنين في شمال إسرائيل، حيث أصدرت قيادة الجبهة الداخلية قرارًا بتعليق الدراسة في حيفا والمدن المحيطة بها. كما تأهبت القوات الإسرائيلية لأي تصعيد محتمل على الجبهة الشمالية، تحسبًا لردود جديدة من حزب الله على الاغتيالات التي طالت قيادات الحزب.
ختام التصعيد
التصعيد الحالي يمثل محطة جديدة في سلسلة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، التي يبدو أنها مرشحة للاستمرار في ظل التهديدات المتبادلة. وفي حين تصاعدت الدعوات الدولية لضبط النفس، تبقى الساحة اللبنانية والإسرائيلية على أعتاب مرحلة جديدة من التوترات التي قد تقود إلى انفجار أوسع إذا استمرت وتيرة الهجمات المتبادلة دون حلول سياسية واضحة في الأفق.
المشهد الحالي ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو جزء من معادلة سياسية وأمنية معقدة، تداخلت فيها المصالح الإقليمية والدولية، مع استمرار تعنت الطرفين في التوصل إلى تهدئة دائمة.
حزب الله | رامات ديفيد | صواريخ فادي | القبة الحديدية | الجيش الإسرائيلي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار