قنبلة مدوية: إيران وراء شراء أجهزة "البيجر" لـ"حزب الله" وتحطم طائرة رئيسي
مدة القراءة:
في خضم الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، برزت قضية أجهزة "البيجر" بشكل غير متوقع كعامل حساس في الصراع بين إسرائيل وحزب الله. هذه الأجهزة القديمة، التي ربما كانت تبدو في ظاهرها غير ذات قيمة تكنولوجية في عصر الهواتف الذكية والاتصالات المتقدمة، أصبحت الآن في قلب صراع استخباراتي وحرب تكنولوجية بين الجانبين. ولكن كيف تمكنت أجهزة اتصال يعود استخدامها لعقود مضت من أن تتحول إلى سلاح محتمل في معركة لا تزال نتائجها تتكشف؟
خلفية الأحداث
كشفت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أن إيران كانت لها يد في شراء أجهزة "البيجر" التي يستخدمها حزب الله اللبناني. هذا الأمر جاء على لسان أحمد بخشايش أردستاني، عضو اللجنة، الذي أكد أن طهران شاركت بشكل مباشر في تزويد الحزب بهذه الأجهزة. وقد أشار إلى أن السفير الإيراني في بيروت كان يستخدم جهازًا مماثلًا، بل وذهب أبعد من ذلك حين لفت إلى احتمال أن يكون جهاز مشابه وراء انفجار الطائرة التي كان على متنها الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي.
"البيجر" في قلب المعركة
وبحسب مصادر استخباراتية، فإن إسرائيل تمكنت من اختراق صفوف حزب الله، حيث علمت بمواعيد الاجتماعات الهامة لقياداته العليا. وبناءً على هذه المعلومات، تم وضع متفجرات داخل أجهزة البيجر التي يستخدمها عناصر الحزب، وهو ما أدى إلى تفجيرها بشكل متزامن في مناطق مختلفة من لبنان. وأسفرت هذه الهجمات عن وفاة 37 شخصًا وإصابة أكثر من 4000 آخرين بجروح متفاوتة.
ردود فعل حزب الله
الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أقر بأن الحزب تعرض لضربة أمنية غير مسبوقة، ووصفها بأنها تتجاوز كل الخطوط الحمراء. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أجهزة "البيجر" ترقى إلى إعلان حرب صريح. نصر الله أكد أن الحزب سيستمر في مواجهة هذا الامتحان الصعب، مضيفًا أن الأرقام الحقيقية للضحايا لا تزال غير معروفة وستتضح مع مرور الوقت، نظرًا للضغط الكبير الذي تشهده المستشفيات في لبنان بعد الهجمات.
تصاعد التوترات
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، تصاعدت التوترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود الجنوبية للبنان. إلا أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت أجهزة "البيجر" جاءت في وقت حساس للغاية، مما دفع التوترات إلى مستويات غير مسبوقة، مع تزايد المخاوف من أن يتحول الصراع الحالي إلى حرب شاملة تشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.
ختام وتحليل
يتضح أن الصراع الحالي بين حزب الله وإسرائيل تجاوز الأشكال التقليدية للحرب، ليتحول إلى معركة استخباراتية تتداخل فيها التكنولوجيا القديمة مع أساليب جديدة ومتقدمة للتجسس والاختراق. أجهزة "البيجر"، التي قد تبدو للوهلة الأولى بدائية، تحولت إلى نقطة محورية في هذا الصراع، مما يعكس مدى تعقيد الأوضاع في المنطقة ومدى قدرة الأطراف المتصارعة على استغلال أي أداة مهما كانت بسيطة لتحقيق أهدافها.
بينما تستمر التحقيقات حول سبب التفجيرات المتزامنة، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الحادثة ستجر المنطقة إلى حرب جديدة، أم ستظل مجرد فصل آخر في سلسلة الصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط.
إيران | حزب الله | أجهزة البيجر | تحطم طائرة رئيسي | هجمات إسرائيل
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار