الولايات المتحدة وإسرائيل: توتر متزايد في ظل حرب غزة
مدة القراءة:
أدت حرب غزة الأخيرة إلى تصاعد التوتر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق. فبينما تدافع إسرائيل عن حقها في الرد على هجمات حماس، تواجه انتقادات دولية متزايدة بسبب حجم الدمار والخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وتجد الولايات المتحدة نفسها في موقف حرج، فهي حليف وثيق لإسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.
وقد تجلى هذا التوتر في عدة مواقف، أبرزها امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما حذرت الولايات المتحدة إسرائيل مرارًا من مهاجمة مدينة رفح المكتظة بالسكان، لكن نتنياهو لم يستجب لهذه التحذيرات.
ويرى بعض المحللين أن إدارة بايدن تحاول الموازنة بين دعم إسرائيل والضغط عليها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. ويعتقدون أن قرار مجلس الأمن وخطط المساعدات الطارئة للفلسطينيين هي مجرد "أعمال مثيرة للعلاقات العامة" ولا تمثل تغييرًا حقيقيًا في السياسة الأمريكية.
بينما يرى آخرون أن بايدن يستجيب للضغوط الدولية والداخلية، وأن قرار مجلس الأمن هو إشارة إلى استياء الولايات المتحدة من استمرار الصراع.
وتشير بعض الأصوات إلى أن استمرار الحرب وتردد الولايات المتحدة في اتخاذ موقف حاسم يضر بمصالح كلا البلدين. فالضغوط الدولية تتزايد، والانتقادات الداخلية في الولايات المتحدة تتصاعد، خاصة من جانب اليسار الديمقراطي. كما أن استمرار القتال يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ويبدو أن كلا من بايدن ونتنياهو يحاولان تحقيق مكاسب سياسية من هذا الوضع. فبايدن يسعى لإظهار أنه يقاوم "الوحشية" الإسرائيلية دون فرض تكاليف من خلال تقييد المساعدات العسكرية، بينما يحاول نتنياهو إظهار قوته في مواجهة الضغوط الدولية والحفاظ على دعم الولايات المتحدة.
ويرى بعض المحللين أن هذا الوضع يخدم مصالح القادة السياسيين أكثر مما يخدم مصالح شعبي البلدين أو السلام في المنطقة. فاستمرار الحرب والتوتر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يصب في مصلحة أحد، ويدفع ثمنه المدنيون الأبرياء في غزة.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن الولايات المتحدة من استخدام نفوذها لوقف إطلاق النار والحد من الخسائر في صفوف المدنيين؟ أم ستستمر في سياسة الموازنة بين دعم إسرائيل والضغط عليها، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والمعاناة؟
الولايات المتحدة | إسرائيل | حرب غزة | توتر | ضغط
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار