قلق وتوتر في إيران: بين شبح الحرب وتحديات الداخل

تعيش إيران حالة من القلق والتوتر في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل، وتهديد شبح الحرب الذي يخيم على البلاد. ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها بعد عطلة عيد النوروز، إلا أن مخاوف المواطنين من اندلاع صراع عسكري تسيطر على الأجواء.

بين الرغبة في الرد وضغوط الواقع

يتباين موقف الشارع الإيراني بين من يطالب برد قوي على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وبين من يدعو إلى ضبط النفس وتغليب العقل لتجنب الحرب وتبعاتها الكارثية.

فبينما يرى البعض أن الرد القوي ضروري للحفاظ على هيبة الدولة و ردع إسرائيل عن تكرار مثل هذه الهجمات، يخشى آخرون من أن يؤدي التصعيد إلى حرب شاملة يكون الشعب الإيراني أول ضحاياها، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد.

تحديات اقتصادية وقلق متزايد

تُفاقم التوترات الحالية من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران، حيث تراجعت قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها التاريخية، وازدادت مخاوف المواطنين من ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية.

ويخشى خبراء الاقتصاد من أن يؤدي اندلاع حرب إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة معاناة الشعب الإيراني.

مخاوف من حرب بالوكالة

يرى محللون سياسيون أن إسرائيل قد تسعى لاستدراج إيران إلى حرب بالوكالة من خلال تصعيد التوتر في غزة، وهو ما يضع القيادة الإيرانية أمام معضلة حقيقية. فبينما ترغب طهران في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، تدرك جيداً أن الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة قد يكون له عواقب وخيمة على البلاد.

بين الخيارات الصعبة

تواجه القيادة الإيرانية خيارات صعبة في التعامل مع التوتر الحالي. فالرد العسكري المباشر قد يؤدي إلى حرب شاملة، بينما عدم الرد قد يُفسر على أنه ضعف ويُشجع إسرائيل على المزيد من الاعتداءات.

ويرى بعض الخبراء أن الخيار الأمثل يكمن في الرد بطريقة غير مباشرة، تستهدف المصالح الإسرائيلية في المنطقة دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة.

مستقبل غامض

يبقى مستقبل التوتر بين إيران وإسرائيل غامضاً، ويعتمد بشكل كبير على قرارات القيادة في كلا البلدين. فبينما يتمنى الكثيرون أن يسود العقل وتغليب لغة الحوار لتجنب الحرب، إلا أن شبح الصراع العسكري لا يزال يخيم على المنطقة.

المصدر: فرانس برس 

قلق وتوتر في إيران: بين شبح الحرب وتحديات الداخل

إيران | إسرائيل | توتر | حرب | اقتصاد

النشرة البريدية