السيناريو الكابوسي للاقتصاد الإسرائيلي في ظل تصاعد التوترات مع حزب الله

مدة القراءة:

تواجه إسرائيل تهديدات اقتصادية خطيرة مع تصاعد التوترات الأمنية، وقد حذرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية من أن أكثر السيناريوهات الكارثية للاقتصاد الإسرائيلي يتمثل في اندلاع حرب شاملة مع حزب الله اللبناني. ورغم أن العديد من العمال الذين كانوا قد تركوا وظائفهم للقتال قد عادوا إلى مكاتبهم ومصانعهم، إلا أن التعافي الاقتصادي المتوقع لم يتحقق.

السيناريو الكابوسي للاقتصاد الإسرائيلي في ظل تصاعد التوترات مع حزب الله

الوضع الاقتصادي المتدهور

أوضحت "الإيكونوميست" أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني من أزمات متزايدة نتيجة الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة. وقد كان من المتوقع أن يتحسن الوضع بعد انتهاء بعض المعارك، إلا أن هذه الآمال تبددت مع استمرار القتال وتصاعد حدة التوترات. ومع توقعات العجز المالي التي تبلغ 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف التوقعات قبل الحرب، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية عاجزة عن تحسين الوضع المالي.

المخاوف من الحرب الشاملة

أحد أكبر المخاوف التي تسيطر على صنّاع القرار الاقتصادي في إسرائيل هو احتمال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله، وهو سيناريو قد يؤدي إلى تعطل كامل في المراكز التجارية الرئيسية مثل تل أبيب والقدس. حتى لو اقتصر القتال على شمال البلاد فقط، قد يكون التأثير الاقتصادي مدمراً. فإلى جانب الأزمة العسكرية، تعاني إسرائيل من سياسات إنفاق حكومية غير فعالة في إدارة الوضع.

هروب المستثمرين وتقلب الشيكل

ترتبط هذه المخاوف بزيادة هروب رؤوس الأموال، حيث أشارت "الإيكونوميست" إلى أن البنوك الإسرائيلية تشهد زيادة كبيرة في عدد العملاء الذين يسعون إلى تحويل أموالهم إلى الخارج، أو ربط مدخراتهم بالدولار الأمريكي. ومع تقلب سعر الشيكل بشكل مستمر، يتزايد قلق المستثمرين بشأن قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على التعافي بعد هذه الصراعات.

قرارات البنك المركزي والتضخم

على الرغم من استمرار التضخم بمستويات أعلى من المتوقع، اختار البنك المركزي الإسرائيلي في اجتماعه الأخير الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير. هذا القرار يعكس خوف السلطات النقدية من عرقلة أي بوادر تعافٍ اقتصادي من خلال رفع سعر الفائدة، والذي قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط المالية على المواطنين والشركات.

السيناريو الكابوسي

بالنسبة للسيناريو الأسوأ، تشير "الإيكونوميست" إلى احتمال اندلاع حرب شاملة تمتد إلى قلب إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والقدس. في مثل هذا السيناريو، ستضطر الحكومة إلى زيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى انهيار البنوك وهبوط قيمة الشيكل إلى مستويات غير مسبوقة. ومن المحتمل أن يتدخل بنك إسرائيل بشكل مباشر باستخدام احتياطياته من العملة الأجنبية لدعم العملة المحلية، إلا أن هذه الجهود قد تكون غير كافية لإنقاذ الاقتصاد.

التدهور المتوقع

تختتم "الإيكونوميست" تحذيراتها بالقول إن الإسرائيليين، سواء كانوا من المستثمرين أو صناع القرار، يدركون أن الأمور قد تتدهور بشكل أكبر. ورغم كل محاولات الحكومة الإسرائيلية لاحتواء الأوضاع، يبدو أن الاقتصاد سيواجه تحديات أكبر في المستقبل القريب، خاصة في ظل استمرار التوترات مع حزب الله وعدم وجود حل سياسي أو أمني يلوح في الأفق.

خلاصة

يبدو أن الاقتصاد الإسرائيلي عالق بين أزمات داخلية وخارجية، وأي تصعيد في الصراع مع حزب الله قد يدفعه إلى حافة الانهيار. الحكومة والبنك المركزي يحاولان إدارة الأوضاع، ولكن حجم التحديات الاقتصادية يتزايد مع مرور الوقت. ومن دون حلول جذرية، قد يصبح السيناريو الكابوسي الذي تحدثت عنه "الإيكونوميست" حقيقة واقعة.


Share/Bookmark

الاقتصاد الإسرائيلي | حرب شاملة | حزب الله | هروب رؤوس الأموال | العجز المالي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

هبوط حاد لأسعار الحديد والأسمنت يثير تساؤلات الأسواق

أحدث وظائف الأهرام الجمعة 15-11-2024: فرص لجميع المؤهلات والتخصصات

يومٌ تاريخي: مصر تُعيد إحياء "النصر للسيارات" وتُطلق حقبة جديدة في صناعة المركبات