أزمة سد النهضة: مصر تؤكد على حقوقها المائية وتلمح للعمل العسكري

مدة القراءة:

تصاعدت حدة التصريحات بشأن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، حيث أكدت مصر، عبر وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، أنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها المائية. في مقابلة مع قناة "الشرق"، صرّح عبد العاطي أن مصر تملك القدرة على حماية أمنها المائي وفق القانون الدولي، مشيرًا إلى أن أي ضرر قد يقع بسبب السد سيواجه برد حازم من جانب القاهرة.

أزمة سد النهضة: مصر تؤكد على حقوقها المائية وتلمح للعمل العسكري

مياه النيل: قضية وجودية لمصر

في معرض حديثه، شدد وزير الخارجية المصري على أن نهر النيل ليس ملكًا لدولة بعينها، بل هو نهر دولي عابر للحدود، وبالتالي تنطبق عليه قواعد القانون الدولي التي تضمن حقوق كل الأطراف المتشاركة في هذا المورد الحيوي. واصفاً المياه بأنها "قضية حياة أو موت" لمصر، أكد عبد العاطي أن بلاده تعتمد بشكل كامل على نهر النيل كمصدر وحيد للمياه، وهو ما يجعل الحفاظ على حقوقها المائية أمرًا لا يقبل التنازل أو التهاون.

تصعيد دبلوماسي مستمر

في بداية هذا الشهر، أرسلت مصر خطابًا إلى رئيس مجلس الأمن الدولي احتجاجًا على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي أعلن عن المضي قدمًا في ملء السد واستكمال بنائه بحلول ديسمبر 2024. وأكدت مصر في خطابها على أنها ستتخذ جميع التدابير الضرورية بموجب ميثاق الأمم المتحدة لحماية مصالحها المائية.

من جانبها، ردّت إثيوبيا عبر رسالة موجهة لمجلس الأمن حثت فيها على الأخذ في الاعتبار "التحذيرات المصرية المتكررة باستخدام القوة"، مؤكدة رفضها أي اتهامات مصرية حول الخطر الذي يمثله السد على جيرانها.

التعنت الإثيوبي والجمود في المفاوضات

تشهد مفاوضات سد النهضة جمودا مستمرا منذ سنوات. وفي ديسمبر الماضي، عقدت الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا الاجتماع الرابع والأخير الذي لم يسفر عن أي نتائج ملموسة بسبب ما وصفته القاهرة بـ"التعنت الإثيوبي" ورفض أديس أبابا لأي حلول قانونية أو فنية وسط، من شأنها تأمين حقوق جميع الأطراف.

مخاوف من العواقب

على الرغم من التصريحات المتبادلة، تظل المفاوضات المتعثرة بين مصر وإثيوبيا وسيلة الضغط الأخيرة قبل اللجوء إلى خيارات أكثر حدة. مع تزايد حدة التوترات الإقليمية، يبدو أن أزمة سد النهضة قد تدخل مرحلة جديدة تتطلب تحركا دولياً لإيجاد حل يضمن الأمن المائي لمصر ويحقق طموحات التنمية الإثيوبية دون الإضرار بحقوق أي طرف.

ختاما، تظل أزمة سد النهضة موضوعا حساسا ومعقدا، يتطلب تعاونا إقليميا ودولياً لتجنب أي تصعيد قد يؤثر على استقرار المنطقة، خاصة وأن المياه تمثل بالنسبة لمصر شريان حياة لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال.


Share/Bookmark

سد النهضة | مصر | إثيوبيا | نهر النيل | القانون الدولي

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

مليارات قطر تُقلب موازين الاقتصاد المصري: الساحل الشمالي محور التغيير وعودة قوية للجنيه

وظائف أهرام الجمعة 29-11-2024 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

انهيار أسعار الحديد والأسمنت: هبوط حاد يتجاوز 2800 جنيه للطن في مفاجأة للسوق المصري