أبيي أحمد يتحدى: إثيوبيا لن تركع وسـ"تذلّ" من يهدد سيادتها

مدة القراءة:

يشهد القرن الأفريقي تصاعدًا في التوترات، وفي قلب هذه العاصفة تقف إثيوبيا حازمة، مدافعة عن سيادتها ومصالحها. فقد وجّه رئيس الوزراء الإثيوبي، أبيي أحمد، تحذيرًا صارمًا لكل من تسوّل له نفسه تهديد بلاده، مؤكدًا أن إثيوبيا لن تتردد في "إذلال" أي دولة تجرؤ على المساس بسيادتها.

أبيي أحمد يتحدى: إثيوبيا لن تركع وسـ"تذلّ" من يهدد سيادتها

تأتي تصريحات أبيي أحمد في ظل أزمات متعددة تواجهها إثيوبيا مع جيرانها. فمن جهة، تخوض أديس أبابا نزاعًا مع الصومال بسبب اتفاق بحري أُبرِمَ بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال الانفصالي، وهو اتفاق ترى فيه مقديشو اعتداءً على سيادتها ووحدة أراضيها.

ومن جهة أخرى، تشهد العلاقات بين إثيوبيا ومصر توترًا متصاعدًا بسبب سد النهضة الذي أنشأته إثيوبيا على النيل الأزرق، والذي تخشى مصر من تأثيره على حصتها من مياه النهر.

وقد اتّهمت إثيوبيا جهات لم تسمّها بالسعي إلى "زعزعة استقرار المنطقة" بعد أن أرسلت مصر معدات عسكرية إلى الصومال عقب توقيع اتفاق تعاون عسكري بين القاهرة ومقديشو. كما عرضت مصر نشر قوات في الصومال في إطار بعثة جديدة بقيادة الاتحاد الأفريقي.

وفي قلب هذه التوترات، يقف أبيي أحمد صامدًا، رافضًا أي مساومة على سيادة بلاده. فقد أكد في خطابه بمناسبة يوم السيادة أن إثيوبيا "لن تتفاوض مع أحد بشأن سيادتها وكرامتها".

أزمة أرض الصومال: اتفاق مثير للجدل

يُعدّ الاتفاق البحري بين إثيوبيا وأرض الصومال أحد أبرز نقاط الخلاف في المنطقة. فقد وافقت أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عام 1993 دون اعتراف دولي، على تأجير 20 كيلومترًا من سواحلها لإثيوبيا لمدة 50 عامًا، مقابل اعتراف أديس أبابا بها رسميًا.

وتسعى إثيوبيا من خلال هذا الاتفاق إلى تأمين منفذ بحري لها، وهو هدف طالما سعت إليه. لكن الصومال تعتبر الاتفاق باطلًا، وتؤكد على وحدة أراضيها ورفضها لأي اتفاقات مع إقليم أرض الصومال الانفصالي.

سد النهضة: أزمة مياه مستمرة

لا يزال سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، مصدرًا للتوتر بين أديس أبابا والقاهرة. فمصر تخشى من أن يؤثر السد على حصتها من مياه النيل، بينما تؤكد إثيوبيا أن السد ضروري لتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية.

وقد فشلت جولات عديدة من المفاوضات بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) في التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد.

مستقبل العلاقات في القرن الأفريقي

يُمثّل تصاعد التوترات في القرن الأفريقي تحديًا كبيرًا للاستقرار في المنطقة. فالدول المتنازعة تمتلك جيوشًا قوية، وتاريخها مليء بالصراعات.

وتبقى الوساطة والحوار هما السبيل الوحيد لحل هذه الأزمات، وتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى حرب مدمرة. فهل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تهدئة الأوضاع، أم أن القرن الأفريقي مقبل على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار؟


المصدر: فرانس برس 


Share/Bookmark

أبيي أحمد | إثيوبيا | سيادة | سد النهضة | أرض الصومال

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

هبوط حاد لأسعار الحديد والأسمنت يثير تساؤلات الأسواق

أحدث وظائف الأهرام الجمعة 15-11-2024: فرص لجميع المؤهلات والتخصصات

يومٌ تاريخي: مصر تُعيد إحياء "النصر للسيارات" وتُطلق حقبة جديدة في صناعة المركبات