مصر تدعم الصومال عسكرياً: تعزيز الأمن أم تصعيد التوتر مع إثيوبيا؟
مدة القراءة:
أثارت وصول شحنة من المعدات العسكرية المصرية إلى الصومال، لأول مرة منذ عقود، تساؤلات حول دوافع هذه الخطوة وتداعياتها على العلاقات الإقليمية، خاصة مع إثيوبيا التي تشهد علاقاتها مع مصر توتراً متصاعداً بسبب ملف سد النهضة.
مصر تؤكد: دعم للأمن والاستقرار
تؤكد مصر أن هذه المساعدات العسكرية تأتي في إطار بروتوكول تعاون دفاعي بين البلدين، وتهدف إلى تعزيز قدرات الجيش الصومالي في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة الإرهاب. ويشير خبراء إلى أن مصر تسعى للمشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (AUSSOM) والتي ستحل محل البعثة الحالية (ATMIS) في يناير 2025.
ترحيب صومالي.. وتحفظات أثيوبية
رحبت الصومال بهذه الخطوة، واعتبرتها تأكيداً على عمق العلاقات بين البلدين، وخطوة عملية لتنفيذ مخرجات القمة المصرية الصومالية التي شهدت توقيع اتفاق دفاعي مشترك.
في المقابل، أثارت هذه الخطوة حفيظة إثيوبيا التي تعتبر الصومال جزءاً من مجالها الحيوي. وتزامن وصول المعدات العسكرية المصرية مع خطوات استفزازية من إثيوبيا تجاه الصومال، أبرزها رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في إقليم أرض الصومال الانفصالي، وتوقيع اتفاق يمنحها منفذاً على البحر الأحمر مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم.
هل المساعدات العسكرية المصرية مرتبطة بسد النهضة؟
رغم نفي مصر أي ارتباط بين المساعدات العسكرية للصومال وسد النهضة، إلا أن بعض المحللين يرون أن هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية، وتأتي في سياق التنافس الإقليمي بين مصر وإثيوبيا. ويرى هؤلاء أن مصر تسعى لتعزيز نفوذها في القرن الأفريقي، وموازنة النفوذ الإثيوبي المتزايد.
التداعيات المحتملة
من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة التوتر بين مصر وإثيوبيا، وربما تعقيد جهود حل أزمة سد النهضة. كما قد تؤثر على استقرار الصومال، الذي يعاني من انقسامات داخلية وصراعات مسلحة.
الخلاصة
تمثل المساعدات العسكرية المصرية للصومال تطوراً مهماً في العلاقات بين البلدين، و تحمل دلالات سياسية وإقليمية. وبينما تؤكد مصر أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال، فإنها قد تزيد التوتر مع إثيوبيا، وتؤثر على الاستقرار الإقليمي. وسيكون من المهم مراقبة التطورات في هذا الملف، وتأثيره على العلاقات بين دول القرن الأفريقي.
مصر | الصومال | إثيوبيا | مساعدات عسكرية | سد النهضة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار