فنزويلا تصعد لهجتها ضد واشنطن: مادورو يرفض "سلام العبيد" والبنتاجون يعزز تواجده العسكري
في ظل تصاعد التوترات بين كراكاس وواشنطن إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر، خرج الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمام آلاف من أنصاره في العاصمة كراكاس ليرسل رسالة واضحة: بلاده تريد السلام، لكن وفق شروطها الخاصة، ولا تقبل بما وصفه بـ"سلام العبيد" أو "سلام المستعمرات".
جاء هذا التجمع الحاشد يوم الاثنين 1 ديسمبر 2025، بالتزامن مع إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد اجتماعاً مع كبار مسؤولي الأمن القومي لبحث "الخطوات التالية" بشأن فنزويلا، مما أثار مخاوف جديدة من احتمال توجيه ضربة عسكرية أمريكية.
22 أسبوعاً من "الإرهاب النفسي"
أكد مادورو أمام حشد حمل الأعلام الفنزويلية أمام القصر الرئاسي أن بلاده تعاني منذ 22 أسبوعاً من "عدوان يمكن وصفه بالإرهاب النفسي". وأضاف: "لقد أظهر شعب فنزويلا حبه للوطن"، مشيراً إلى أن هذا الضغط المستمر وضع البلاد "على المحك" منذ أغسطس الماضي.
الانتشار العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي يشمل نشر 15 ألف جندي وحاملة الطائرات الأكبر في العالم، بالإضافة إلى سفن حربية أخرى. وتقول واشنطن إن الحملة تهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات، لكن كراكاس تصر على أن الهدف الحقيقي هو الإطاحة بالنظام والسيطرة على احتياطيات النفط الهائلة في البلاد.
خلفية التوتر: من المكالمة الهاتفية إلى إغلاق المجال الجوي
في تطور لافت، أكد ترامب يوم الأحد 30 نوفمبر أنه تحدث هاتفياً مع مادورو في 21 نوفمبر، لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل المكالمة، واصفاً إياها بأنها "لم تكن جيدة أو سيئة". وبحسب تقارير لوكالة رويترز نقلت عن أربعة مصادر مطلعة، عرض ترامب خلال المكالمة "ممراً آمناً" لمادورو لمغادرة فنزويلا، لكن الرئيس الفنزويلي اشترط حصوله وعائلته على العفو الكامل، ورفع جميع العقوبات الأمريكية، إضافة إلى إنهاء القضية المرفوعة ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ورد ترامب على معظم مطالب مادورو، وأمهله أسبوعاً واحداً لمغادرة البلاد، وهو المهلة التي انتهت يوم الجمعة 28 نوفمبر، قبل أن يعلن ترامب يوم السبت أن المجال الجوي الفنزويلي "مغلق بالكامل".
العمليات العسكرية الأمريكية: 21 ضربة و83 قتيلاً
منذ أوائل سبتمبر 2025، نفذت القوات الأمريكية 21 ضربة على الأقل ضد قوارب يشتبه في نقلها مخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، أسفرت عن مقتل 83 شخصاً على الأقل. وتقول مجموعات حقوقية إن هذه الضربات غير قانونية بغض النظر عن طبيعة الأهداف.
أثارت إحدى هذه العمليات جدلاً واسعاً بعد ادعاءات بأن القوات الأمريكية نفذت ضربة "ثنائية" قتلت ناجين اثنين كانا متمسكين بقارب محترق في أوائل سبتمبر. قال ترامب إنه سيبحث الأمر، لكن البيت الأبيض دافع عن العملية، مؤكداً أن الأدميرال فرانك برادلي، قائد القيادة العملياتيات الخاصة الأمريكية، "عمل ضمن صلاحياته والقانون".
الغموض يحيط بـ"كارتل الشمس"
تصنف الولايات المتحدة ما تسميه "كارتل الشمس"، وهي شبكة يُزعم أن مادورو يقودها، كمنظمة إرهابية، وتقدم مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. لكن فنزويلا وحلفاءها ينفون وجود مثل هذه المنظمة أصلاً، ويقولون إن الاتهامات "ملفقة".
الاستعدادات العسكرية والخشية من الفوضى
في مواجهة هذا التصعيد، بدأت فنزويلا نشر وحدات عسكرية في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز على حماية العاصمة كراكاس، والطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى المطار، والمناطق الساحلية. وعرض وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز بعض المعدات العسكرية، منها دفاعات جوية ومقاتلات.
لكن مصادر في فنزويلا أكدت للجزيرة أن القوات المسلحة الفنزويلية "لا تضاهي" القوة العسكرية الأمريكية، لذا تتركز الإستراتيجية على "هجمات غير نظامية وتخريب واستخدام الجماعات الإجرامية ومؤيدي الحكومة وربما المقاتلين" لخلق "فوضى وفوضى عارمة".
ماذا بعد؟
رفض مادورو رسمياً فكرة "سلام العبيد"، مؤكداً: "نريد السلام، لكن نريد سلاماً مع السيادة والمساواة والحرية". وأضاف: "مستعمرة، أبداً! عبيد، أبداً!".
من جهتها، أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن ترامب يدرس "خيارات على الطاولة"، ولم تستبعد خيار نقل القوات البرية. وبينما يتزايد الترقب الإقليمي، عرض الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو كارتاخينا كمكان لمحادثات سياسية جديدة، لكن لم ترد بعد أي ردود رسمية من واشنطن أو كراكاس.
المصادر:
: تقرير "ترامب يعقد اجتماعاً بشأن فنزويلا بينما يرفض مادورو سلام العبيد"، صحيفة ذا هندو، 2 ديسمبر 2025: https://www.thehindu.com/news/international/trump-holds-venezuela-meeting-as-maduro-rejects-slaves-peace/article70347222.ece: تقرير "مادورو يرفض سلام العبيد لفنزويلا مع تصاعد الضغط الأمريكي"، موقع الجزيرة، 2 ديسمبر 2025: https://www.aljazeera.com/news/2025/12/2/maduro-rejects-a-slaves-peace-for-venezuela-as-us-ramps-up-pressure
: تقرير "فنزويلا لا تريد سلام العبيد: مادورو بشأن التهديد العسكري الأمريكي"، وكالة أنباء بنجلاديش (BSS)، 2 ديسمبر 2025: https://www.bssnews.net/news/337786
الوسوم
فنزويلا | نيكولاس مادورو | دونالد ترامب | التوتر الأمريكي الفنزويلي | البحر الكاريبي

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار