أزمة قناة بنما.. واشنطن تُعلن الإعفاء وبنما تنفي.. صراع هيمنة أم تناقض تصريحات؟
مدة القراءة:
في تطور مفاجئ، اختلفت التصريحات الرسمية بين الولايات المتحدة وبنما حول مصير رسوم عبور السفن الحكومية الأمريكية عبر قناة بنما، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الاتفاقات الثنائية بين البلدين، ومدى مصداقية الادعاءات في ظل تناقض واضح بين الطرفين.
الخارجية الأمريكية تؤكد: "اتفاق يلغي الرسوم"
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، عبر حسابها على منصة "إكس"، عن توصلها لاتفاق مع حكومة بنما يعفِي السفن الحكومية التابعة لواشنطن (مثل سفن الجيش والبحرية) من دفع رسوم عبور قناة بنما. وأوضحت الوزارة أن هذا الاتفاق سيوفر "ملايين الدولارات سنوياً" للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الإعفاء يشمل السفن الرسمية دون التجارية. وجاء الإعلان بعد تصريحات مثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، هدد فيها بـ"استعادة القناة بالكامل" إذا لم تلغ الرسوم، متهما بنما بفرض مبالغ "باهظة".
هيئة قناة بنما ترد: "لا تعديلات.. الادعاءات غير صحيحة"
رداً على ذلك، نفت هيئة قناة بنما — الجهة المستقلة المديرة للممر المائي — في بيان صدر الخميس، أي اتفاقية تخص الإعفاءات المذكورة. وأكدت الهيئة أنها "لم تجرِ أي تعديلات على رسوم العبور"، مذكرة بأنها الوحيدة المخولة قانونياً بتحديد هذه الرسوم وفقاً لمعايير دولية. وأشار البيان إلى أن جميع السفن — بمن فيها الحكومية — تخضع للقواعد ذاتها، مما يلقي بظلال من الشك على مصداقية ادعاءات الخارجية الأمريكية.
خلفية تاريخية: صراع السيادة على القناة
تعود جذور الأزمة إلى اتفاقيات "توريجوس-كارتر" الموقَّعة عام 1977، والتي أنهت السيطرة الأمريكية الكاملة على القناة، ومهدت لتسليمها لبنما في ديسمبر 1999. وقد ظلت القناة — التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ — رمزا للسيادة البنمية، لكن واشنطن تعتبرها ممرا استراتيجياً لأمنها القومي. وتسهم الرسوم المفروضة على السفن — التي بلغت عائداتها 3 مليارات دولار عام 2023 — في 10% من إيرادات بنما السنوية.
تصريحات ترامب: تهديدات بفرض الهيمنة
أعادت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب — الذي فاز بفترة رئاسية جديدة — الجدل حول نوايا واشنطن تجاه القناة. فبالإضافة إلى تهديداته السابقة، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث والرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، تناولت "تعزيز التعاون الأمني وحماية القناة من التهديدات الخارجية"، مع ترحيب بنما بزيارة مقترحة لـ"هيجسيث" لتعزيز التعاون العسكري.
تساؤلات حول دوافع التناقض
يبقى السؤال الأبرز: لماذا هذا التناقض بين الطرفين؟
هل تخفي واشنطن تفاهمات سرية مع حكومة بنما، أم أن الإعلان الأمريكي محاولة للضغط السياسي؟
هل تستغل الإدارة الأمريكية الحالية تصريحات ترامب لتعزيز موقفها التفاوضي؟
وما مدى ارتباط الموضوع؟.
في غياب توضيح رسمي مشترك، يبدو أن الأزمة ستغذي توترات تاريخية بين البلدين، خاصة مع تصاعد الحديث عن "التدخل الأمريكي" في شؤون بنما، التي تصر على أن القناة — بموجب الاتفاقيات الدولية — جزء من أراضيها ولا تفاوض على سيادتها.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

قناة بنما | الرسوم الأمريكية | اتفاقية المرور | العلاقات الأمريكية البنمية | دونالد ترامب
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار