الحرس الثوري الإيراني يحذر: أي هجوم نووي سيواجه برد لا يتوقع.. تفاصيل التصعيد و السيناريوهات

في تصعيد لافت، حذر الحرس الثوري الإيراني، اليوم الخميس (6 فبراير/شباط 2025)، من أن أي هجوم إسرائيلي على منشآته النووية سيواجه بـ"ردّ قاسٍ وغير متوقع"، في إشارة إلى تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، وسط مخاوف دولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة. جاء ذلك خلال تصريحات لقائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، الذي أكّد أن إيران "أقوى من أي وقت مضى"، محذراً من أن التصورات الخاطئة عن ضعفها قد تكلف الأعداء ثمناً باهظاً .  

التهديدات الإيرانية: بين الردع والتصعيد  

أوضح سلامي، خلال تدشين سفينة حربية إيرانية جديدة، أن طهران تأخذ تهديدات إسرائيل "على محمل الجد"، لكنها تركّز على "كيفية الرد عملياً". وأضاف: "إذا حاول أي نظام الاعتداء على مصالحنا، فسيواجه رداً حاسماً وقاسياً... كل من يهددنا سيواجه ردوداً لا يمكن تصورها من حيث النطاق والشدة" . هذه التصريحات تأتي بعد أيامٍ من تهديدات إسرائيلية علنية باستهداف البرنامج النووي الإيراني، والتي وصفها سلامي بأنها "حماسة زائفة" تستند إلى قراءة خاطئة لواقع القوة الإيرانية .  

من جهة أخرى، كشف قادة إيرانيون عن استعدادهم لـ"مراجعة العقيدة النووية" إذا استمرت التهديدات الإسرائيلية، وهو تحول محتمل في السياسة الرسمية التي ظلت تصر على سلمية برنامجها النووي. وقال العميد أحمد حق طلب، المسؤول عن حماية المنشآت النووية: "إذا استخدمت التهديدات كأداة ضغط، فمن المرجح أن نعدل عن اعتباراتنا السابقة" .

الرد الأمريكي: بين الضغوط والمفاوضات  

من جانبها، أعادت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب إحياء سياسة "الضغط القصوى" ضد إيران، التي انتهجتها خلال ولايته الأولى (2016–2020). وصرح ترامب بأن إيران "قريبة للغاية" من امتلاك سلاح نووي، ملمحاً إلى أن واشنطن قد تعيد فرض عقوبات أكثر صرامة، لكنه لم يستبعد في الوقت نفسه إمكانية التوصل إلى اتفاقٍ جديد مع طهران .  

وردّاً على ذلك، أكّد سلامي أن العقوبات الأمريكية "أدت إلى ازدهار الاقتصاد الإيراني وتعزيز القدرات الدفاعية"، مشيراً إلى أن طهران قادرة على مواصلة التصدّي للتحديات حتى مع استمرار الحظر. كما نفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أي تورط لبلاده في محاولات لاغتيال ترامب، واصفاً الاتهامات الأمريكية بأنها "غير مدعومة بأدلة" .  

السياق الإقليمي: مخاوف من حرب شاملة  

لا تقتصر المواجهة على الجانب الثنائي بين إسرائيل وإيران، بل تمتد إلى محورٍ إقليمي أوسع. فإيران تحذّر من أن أي ضربة إسرائيلية ستجرّ دول المنطقة إلى "حرب طويلة"، وفقاً لتحذيرات الخبراء . في المقابل، تحاول تل أبيب تعويض ضعفها السياسي والاقتصادي، كما وصفه سلامي، عبر التحالف مع واشنطن وتصعيد الخطاب المعادي لطهران .  

وتعكس التصريحات الإيرانية الأخيرة ثقةً متزايدةً بقدراتها العسكرية، خاصة بعد إعلانها عن انضمام أول حاملة طائرات مسيرة إلى أسطولها البحري، وتطوير صواريخ قادرة على "اختراق الدفاعات الإسرائيلية"، وفقاً لتصريحات قادة الحرس الثوري .  

التحليل الاستراتيجي: ماذا بعد؟ 

1. سيناريو الرد المباشر: إذا نفذت إسرائيل ضربةً ضد المنشآت النووية الإيرانية، فمن المرجح أن ترد طهران بهجمات صاروخية على مواقع إسرائيلية حساسة، بما في ذلك المنشآت النووية في ديمونا، والتي أكدت إيران أنها "حددتها وجمعت المعلومات اللازمة لاستهدافها" .  

2. مراجعة العقيدة النووية: قد تدفع التهديدات المتكررة إيران إلى تعديل سياستها النووية العلنية، والاقتراب من عتبة تصنيع السلاح النووي، رغم تأكيدات المرشد الأعلى السابقة بتحريمه .  

3. الدور الدولي: يحذر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من تصاعد التوتر، بينما تشدد واشنطن على أن "إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً". لكنّ المفاوضات المعلقة منذ 2022 حول إحياء الاتفاق النووي لا تزال في مأزق .  

الخاتمة: المنطقة على حافة الهاوية 

في ظل تصاعد الخطاب العسكري وغياب القنوات الدبلوماسية الفعالة، تظل المنطقة عرضةً لانفجار قد يعيد تشكيل خريطة التحالفات والأمن الإقليمي. فبينما تصر إيران على أن "أصابعها على الزناد"، تحاول إسرائيل اختبار حدود الردع الإيراني. السؤال الأكبر: هل ستنجح الأطراف الدولية في كبح التصعيد، أم أن المنطقة مقبلة على فصل جديد من الحروب بالوكالة؟

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

الحرس الثوري الإيراني يحذر: أي هجوم نووي سيواجه برد لا يتوقع.. تفاصيل التصعيد و السيناريوهات

إيران وإسرائيل | التصعيد العسكري | البرنامج النووي الإيراني | الردع النووي | التوترات الإقليمية

النشرة البريدية