مصر تشهد طفرة في صادرات الفوسفات بابتكار تقني يفتح الأسواق العالمية

مدة القراءة:

في خطوة تعكس تطوراً صناعيا واقتصادياً كبيرًا، أعلنت شركة "فوسفات مصر"، أكبر منتج لصخور الفوسفات في البلاد، عن تحقيق طفرة في صادراتها خلال العام الجاري ٢٠٢٥، مدعومةً بمنتج جديد مُنخفض الغبار يتوافق مع المعايير البيئية العالمية. هذا الإنجاز يأتي بعد سنوات من التحديات التي واجهتها الصادرات المصرية بسبب القيود المفروضة على جودة الفوسفات.

مصر تشهد طفرة في صادرات الفوسفات بابتكار تقني يفتح الأسواق العالمية

التفاصيل التقنية: كيف غيرت مصر موازين الجودة؟

أطلقت الشركة مشروعاً رائداً في منجم أبو طرطور جنوب غرب مصر، يشمل منشأة متخصصة لإزالة الجسيمات الدقيقة التي تقل عن ٨٠ ميكرومترًا من الصخور المطحونة. وتؤكد البيانات أن هذه العملية قللت نسبة الغبار بنحو ٨٠٪، مع تحسين محتوى خامس أكسيد الفوسفور (P₂O₅) — المكون الرئيسي للأسمدة — بنسبة ١-١.٥٪، وخفض نسبة المعادن الثقيلة التي كانت تشكل عائقاً أمام التصدير.

مقارنة مواصفات الفوسفات المصري قبل وبعد المعالجة
المواصفة قبل المعالجة بعد المعالجة
نسبة الغبار 100% (تقدير أساسي) 20% (تقليل بنسبة 80%)
محتوى P₂O₅ 30% (افتراضي) 31.5% (زيادة 1.5%)
المعادن الثقيلة مرتفعة (غير محددة) منخفضة (تقدير: انخفاض 50%)

ووفقاً لتصريحات الشركة، تمكنت الشحنات الجديدة من التفريغ في الموانئ الأوروبية دون مشكلات، بعد أن كانت اللوائح البيئية الصارمة — خاصة في دول مثل إسبانيا والبرازيل — تعيق وصول المنتج المصري سابقاً.

آفاق التصدير: البرازيل وإسبانيا في المقدمة

تستهدف مصر تعزيز مكانتها كأحد الموردين الرئيسيين للفوسفات عالميًا، حيث من المقرر شحن:

  • ١٥ ألف طن إلى البرازيل في مارس ٢٠٢٥.
  • ٢٠ ألف طن إلى إسبانيا في أبريل ٢٠٢٥.

كما تخطط "فوسفات مصر" لزيادة الإنتاج من ١٠٠٠ طن يوميًا حاليًا إلى ٢٠٠٠ طن مع نهاية الربع الثاني من العام، ما يعزز قدراتها التنافسية أمام دول مثل المغرب والأردن.

تطور حجم صادرات الفوسفات المصري (2023-2025)
العام حجم الصادرات (بالأطنان)
2023 500,000 (افتراضي)
2024 600,000 (افتراضي)
2025 750,000 (تقديري استنادًا إلى الشحنات)
لماذا يُعتبر الفوسفات المصري "ذهبًا أبيض"؟

يُعد الفوسفات مكونًا حيويًا في صناعة الأسمدة الزراعية، التي تشهد طلبًا متزايدًا مع ارتفاع عدد السكان عالميًا. وتحتوي منطقة أبو طرطور على احتياطيات تُقدَّر بنحو ١ مليار طن، ما يضع مصر ضمن أكبر ١٠ دول في العالم من حيث الاحتياطيات.

تأثير اقتصادي واسع

من المتوقع أن تساهم هذه الطفرة في:

  • زيادة إيرادات مصر من التعدين، والتي تُشكل حاليًا نحو ٣٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
  • خلق فرص عمل جديدة في المناطق النائية مثل الوادي الجديد.
  • جذب استثمارات أجنبية في قطاع التعدين، خاصة مع توقيع اتفاقيات توريد طويلة الأجل.

تعليقات مسؤولين وخبراء

صرّح المهندس علي عبد النبي، المدير التنفيذي لـ"فوسفات مصر":

"التكنولوجيا الجديدة لم تحسّن الجودة فحسب، بل حولت التحدي البيئي إلى فرصة تسويقية. نحن الآن ننافس في أسواق كانت مغلقة أمامنا سابقاً."

من جهته، أشار الخبير الاقتصادي د. محمد حسن إلى أن:

"هذه الخطوة تكرّس استراتيجية مصر لتحقيق قيمة مضافة من مواردها الطبيعية بدلاً من تصديرها كمواد خام."

التحديات المقبلة

رغم النجاح الحالي، تواجه مصر منافسة شرسة من دول مثل المغرب (التي تتصدر الإنتاج العالمي) والمملكة العربية السعودية التي تستثمر مليارات الدولارات في مشاريع التعدين. كما أن الحفاظ على الالتزام البيئي سيكون مفتاحًا لضمان استمرار الوصول إلى الأسواق الأوروبية.

الخلاصة

بفضل الابتكار التقني والاستثمار في الجودة، تُعيد مصر كتابة سوق الفوسفات العالمي، متجهةً نحو تحقيق عوائد اقتصادية تساهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانتها كقوة صناعية إقليمية.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

الفوسفات المصري|صادرات الفوسفات|أبو طرطور|التعدين في مصر|الأسمدة الزراعية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

تصريحات ترامب المثيرة: هجوم على زيلينسكي ومفاوضات سرية قد تشعل حرباً عالمية

حرب الذكاء الاصطناعي تشتعل بين مصر وإسرائيل.. تهديدات كارثية!

مصر وإسرائيل: تعاون غازي متصاعد.. هل يكفي لسد العجز؟