نتنياهو يتوعد بتدمير حماس بعد تبادل الأسرى.. تفاصيل التصعيد ومصير المفاوضات

مدة القراءة:

السياق العام: تصريحات نتنياهو وخطة "التدمير الكامل"

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في رسالة مصورة بثها مساء السبت 8 فبراير/شباط 2025، أن إسرائيل "ستدمر حركة حماس" وتستعيد جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وجاءت تصريحاته بعد عملية تبادل خامسة شملت إطلاق سراح 3 إسرائيليين مقابل 183 معتقلاً فلسطينياً، في إطار اتفاق هش لوقف إطلاق النار بدأ تنفيذه في 19 يناير/كانون الثاني 2025. 

نتنياهو يتوعد بتدمير حماس بعد تبادل الأسرى.. تفاصيل التصعيد ومصير المفاوضات

وقال نتنياهو: "ستقضي على حماس وتستعيد رهائننا... هذا ما سنقوم به"، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "متفق بالكامل" مع أن إسرائيل "ستفعل كل ما بوسعها لإعادة الرهائن"، وأنه "لن يكون أي مكان لحماس في غزة". كما استند إلى ما وصفه بـ"الوحشية" التي أظهرتها حماس خلال تسليم الرهائن، متهماً إياها بـ"الازدراء" وتهديد حياة المحتجزين. 

عملية التبادل الأخيرة: تفاصيل ميدانية وانتقادات دولية

شهدت عملية التبادل الخامسة تسليم حركة حماس للجنة الدولية للصليب الأحمر ثلاثة رهائن إسرائيليين هم: أور ليفي (34 عاماً)، وإيلي شرابي (52 عاماً)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاماً)، الذين قضوا 16 شهراً في الأسر. ونقلوا عبر شاحنات إلى منصة في دير البلح وسط غزة، بحضور مقاتلين ملثمين من حماس وحشود فلسطينية، قبل تسليمهم للسلطات الإسرائيلية. 

من جهتها، أفرجت إسرائيل عن 183 معتقلاً فلسطينياً، بينهم 18 محكوماً بالسجن المؤبد و111 اعتقلوا خلال الحرب الأخيرة. وقد وصلت حافلات تقل المعتقلين إلى رام الله وسط احتفالات، بينما نقل 7 منهم إلى المستشفى بسبب تدهور حالتهم الصحية. 
 
لكن العملية أثارت انتقادات واسعة. فإسرائيل استنكرت "المشهد القاسي" خلال التسليم، ووصفت الحالة الصحية للرهائن بـ"السيئة"، فيما أشارت تقارير إلى معاناة أوهاد بن عامي من "ضائقة غذائية". كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إجراء عمليات الإفراج المقبلة بشكل "غير علني" لحفظ كرامة المُفرَج عنهم. 

المفاوضات والاتهامات المتبادلة: أين تكمن العقبات؟

أرسل نتنياهو وفداً إلى قطر للتفاوض حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي يفترض أن تشمل إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية (أطفال ونساء ومرضى) مقابل 1900 معتقل فلسطيني. لكن العقبات لا تزال قائمة، خاصة مع إصرار إسرائيل على عدم الانسحاب الكامل من غزة أو وقف الحرب قبل "القضاء على حماس". 
 
من جانبها، اتهمت حماس نتنياهو بـ"وضع العراقيل" عبر شروط جديدة، مثل البقاء في ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، ورفض وقف إطلاق النار الدائم. كما نفت الحركة تعمد التأخير، وأكدت استعدادها لمرونة في المفاوضات، شرط التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني، مثل إدخال مساعدات إغاثية إلى غزة.

تداعيات تصريحات ترامب وخطة "التهجير" المثيرة للجدل

أضاف اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة أمريكية على غزة وإعادة توطين سكانها في دول مجاورة طبقة جديدة من التعقيد. رفضت مصر والأردن وحماس والسلطة الفلسطينية الخطة، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها قد تشكل "تطهيراً عرقياً". ورغم تراجع ترامب عن الاستعجال في التنفيذ، إلا أن إسرائيل أعلنت عن بدء خطط لتسهيل "المغادرة الطوعية" للغزيين، مما أثار مخاوف من تصعيد ديموجرافي. 

المشهد العسكري: حرب الاستنزاف وأعداد الضحايا

منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن مقتل 1210 إسرائيليين وأسر 251 شخصاً، شنت إسرائيل حرباً على غزة أودت بحياة أكثر من 48 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. وتزعم إسرائيل تدمير 17 كتيبة من أصل 24 تابعة لحماس، مع تركيز عملياتها حالياً على جنوب القطاع ومدينة رفح. 

الخلاصة: حرب الإرادات ومستقبل غزة

تبقى المعادلة الأكثر تعقيداً هي الجمع بين هدف إسرائيل "القضاء على حماس" ومطالبها الأمنية، ورغبة الفلسطينيين في إنهاء الحرب واستعادة حقوقهم. بينما ينظر إلى تصريحات نتنياهو الأخيرة كـ"رسالة تطمين" للجمهور الإسرائيلي قبيل انتخابات محتملة، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى استمرار حالة عدم اليقين، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لتنفيذ حل الدولتين، الذي تعارضه إسرائيل بشدة. 

في الخلفية، تبقى حياة الرهائن المتبقين ومصير 2.3 مليون غزي معلقين بين مطرقة الحرب وسندان المفاوضات الهشة.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

نتنياهو|تدمير حماس|تبادل الأسرى|قطاع غزة|وقف إطلاق النار

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

تراجع كبير في أسعار الحديد والأسمنت.. انخفاض يصل إلى 1353 جنيهاً للطن

هبوط مفاجئ.. الذهب المصري يفقد 60 جنيهاً في ساعات فهل تنقلب الموازين؟

تصريحات ترامب المثيرة: هجوم على زيلينسكي ومفاوضات سرية قد تشعل حرباً عالمية