واشنطن تربط لقاء نتنياهو والسيسي بصفقة الغاز: الدبلوماسية الاقتصادية أداة ترامب الجديدة

--

واشنطن تربط لقاء نتنياهو والسيسي بصفقة الغاز: الدبلوماسية الاقتصادية أداة ترامب الجديدة

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترتيب قمة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكنها اشترطت على الجانب الإسرائيلي التوقيع أولاً على صفقة تصدير الغاز الطبيعي الاستراتيجية التي تنتظر الموافقة منذ أشهر.

الشرط الاقتصادي للقمة السياسية

بحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية نشرته صحيفة "المصري اليوم" (almadeenah)، أبلغ مسؤولون أمريكيون كبار نتنياهو أن واشنطن مستعدة للمساعدة في تنظيم لقاء مباشر مع السيسي شرط أن يوافق على صفقة الغاز الكبرى التي توقفت عند خطوته الأخيرة منذ يوليو 2024، حين أبدى السيسي موافقته المبدئية على الاتفاقية التي تزود مصر بنحو 25% من احتياجاتها الكهربائية.

تتضمن الخطة الأمريكية، كما ذكرت "فلسطين أون لاين" (felesteen.news)، أن يحمل نتنياهو إلى القمة "عرضاً ملموساً" يتجاوز التصريحات السياسية، ويشمل مبادرات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، بهدف إقناع القاهرة بأن التعاون مع إسرائيل يحقق منافع اقتصادية حقيقية.

خلافات إسرائيلية داخلية تعيق التوقيع

رغم الرغبة المصرية في المضي قدماً بالصفقة، يواجه نتنياهو عقبات داخلية. نقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية أن التأخير لا يعود لأسباب فنية كما كانت واشنطن تزعم، بل ناتج عن خلافات سياسية بين نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين، إضافة إلى رغبة رئيس الوزراء في توقيع الصفقة بنفسه خلال لقاء علني مع السيسي في القاهرة ليظهر أمام الرأي العام كصاحب إنجاز دبلوماسي.

آخر لقاء علني بين الزعيمين كانت في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017، تلاه لقاء سري في 2018، ومنذ ذلك الحين توقفت الاتصالات الاستراتيجية وفق ما قاله مصدر إسرائيلي للقناة 12.

"الدبلوماسية الاقتصادية" استراتيجية ترامب الإقليمية

تندرج المبادرة ضمن خطة أوسع وضعتها إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة، تعتمد على "الدبلوماسية الاقتصادية" كأداة لدفع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، تبدأ بالقاهرة ثم تمتد إلى لبنان وسوريا والسعودية، بهدف إخراج إسرائيل من عزلتها الدبلوماسية وإحياء روح "اتفاقيات إبراهام".

قال جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، لنتنياهو في لقاءات سابقة: "إذا أردت الاندماج في المنطقة، فعليك التحدث بلغة الاقتصاد"، مؤكداً أن القادة العرب يأتون إلى واشنطن بوفود تجارية ولا يكتفون بالخطاب السياسي.

وأضاف كوشنر: "إسرائيل بحاجة لإظهار أن لديها ما تقدمه أكثر من مجرد أجندة سلبية"، مشيراً إلى أن دول المنطقة تبحث عن فرص اقتصادية ملموسة وليس مجرد الحديث عن إيران كخطر مشترك.

الموقف المصري والرهان الأمريكي

أظهر السيسي حتى الآن "بروداً" تجاه فكرة اللقاء رغم الجهود الأمريكية، وفق ما ذكرته صحيفة "RT Arabic" (rt.com) نقلاً عن المصادر الإسرائيلية والأمريكية. لكن واشنطن تراهن على أن الحوافز الاقتصادية قد تغير حسابات القاهرة.

يرى المسؤولون الأمريكيون أن مصر، التي لعبت دوراً محورياً في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وقادت جهود الإفراج عن 27 من أصل 28 من الرهائن الإسرائيليين، تمثل "النموذج المثالي" لإعادة تسخين العلاقات.

أهداف واسعة النطاق

تتجاوز المبادرة مجرد لقاء ثنائي. قال مسؤول أمريكي للقناة 12: "هذه فرصة هائلة لإسرائيل. بيع الغاز لمصر سيخلق اعتماداً متبادلاً، ويقرب البلدين، ويدفئ السلام، ويمنع الحرب".

وأضاف: "إذا نجح التطبيع الدافئ مع مصر، سنكرر التجربة مع سوريا ولبنان والسعودية". ويبدو أن الهدف الأبعد هو بناء شراكات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة بين إسرائيل ودول عربية عدة، بما يعزز موقعها في المنطقة ويمنحها مخرجاً من عزلتها الدبلوماسية.

مصادر المعلومات:

الوسوم

نتنياهو السيسي | صفقة الغاز الإسرائيلي المصري | ترامب القمة الثلاثية | الدبلوماسية الاقتصادية | كوشنر الشرق الأوسط

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

"ضربة العقرب" وتغيير المعادلة.. واشنطن تنشر أول سرب مسيرات "انتحارية" في الشرق الأوسط

مقتل ياسر أبو شباب.. زعيم المليشيات المتعاونة مع إسرائيل في غزة

الذهب يتألق مدعوماً بتراجع الدولار وترقب بيانات التضخم الأمريكية