طبول الحرب تقرع في شتاء 2025: هل تقترب أوروبا وروسيا من الصدام المباشر؟
تتصاعد التوترات بين روسيا وأوروبا في لحظة تبدو الأكثر خطورة منذ نهاية الحرب الباردة. محاولات التهدئة تتعثر، والاتهامات المتبادلة تتصاعد، وكل طرف يرى في تحركات الآخر نوايا هجومية واضحة. هنا يبرز السؤال الذي يشغل الخبراء العسكريين: هل تتحول المواجهة الكلامية إلى حرب شاملة بين روسيا وحلف الناتو؟
هذا التقرير يستند إلى تحليل عسكري للعميد الروسي المتقاعد ميخائيل خودارينوك نُشر في صحيفة غازيتا الروسية، إضافة إلى تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين، ومواقف مسؤولين من الناتو، ومعطيات دبلوماسية مرتبطة بما عُرف بـ"قمة ألاسكا".
العقيدة الروسية: الانتقال السريع من التقليدي إلى النووي
يشير العميد خودارينوك إلى أن أي حرب واسعة في أوروبا لن تبقى ضمن إطار الأسلحة التقليدية لوقت طويل. روسيا تدرك حجم الفجوة في الموارد الاقتصادية والبشرية بينها وبين القوى الأوروبية مجتمعة، وتبني عقيدتها الدفاعية على أساس ردع الخصم من خلال منظومة الردع الاستراتيجي.
الفكرة الأساسية واضحة: إذا واجهت موسكو تهديداً وجودياً أو عجزاً في حسم المعركة التقليدية، فإن القيادة العسكرية قد تتجه بسرعة نحو استخدام السلاح النووي التكتيكي لوقف الهجوم قبل أن تتوسع العمليات. هذا الاحتمال، وفق التحليل الروسي، ليس "تصعيداً اختيارياً" بل جزء من خطة دفاعية صارمة.
فجوة التقديرات: كيف يرى كل طرف قوة الآخر؟
تتضح خطورة المشهد في اختلاف التقييمات بين موسكو والناتو:
- الرؤية الأوروبية: نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مسؤول رفيع في الحلف أن روسيا غير قادرة على الانتصار في حرب تقليدية طويلة. يراهن الحلف على تماسكه الحالي وقدرته على تفعيل الدفاع المشترك فوراً.
- الموقف الروسي: بوتين أكد قبل يومين أن موسكو لا تسعى للحرب، لكنه قال جملة أثارت مخاوف واسعة: "إذا قررت أوروبا مهاجمتنا.. فنحن مستعدون منذ الآن". وأضاف في تصريح نقلته رويترز: "قد نصل إلى مرحلة لا نجد فيها طرفاً نتفاوض معه"، وهي عبارة تعني أن أي مواجهة مباشرة قد تتجاوز الخطوط الحمراء كافة.
العامل الأمريكي: ظلال "قمة ألاسكا"
التصعيد العسكري لا ينفصل عن المسار السياسي. اللقاء الذي جمع بوتين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في "قمة ألاسكا" مطلع العام كان محطة مفصلية.
نائب رئيس مجلس الدوما، بيوتر تولستوي، أوضح في مقابلة خاصة مع الجزيرة أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود. موسكو تتهم القادة الأوروبيين بتخريب التفاهمات التي جرت في القمة، وبالسعي لتحقيق "هزيمة استراتيجية" لروسيا عبر استمرار النزاع في أوكرانيا ومنع أي تسوية.
سيناريو المواجهة: ماذا يحدث عند اندلاع الشرارة الأولى؟
الخبراء العسكريون يتفقون على أن أي صدام مباشر بين روسيا والناتو سيتحول سريعاً إلى حرب واسعة تشمل كامل أوروبا. السيناريو المتوقع خلال الساعات الأولى يشمل:
- استهداف صاروخي روسي مكثف لمراكز القيادة والسيطرة الأوروبية.
- استخدام أسلحة تقليدية عالية الدقة لشل حركة قوات الناتو.
- احتمال اللجوء إلى ضربة نووية تكتيكية إذا شعرت موسكو بأن قدراتها التقليدية مهددة بالانهيار.
- رد فعل فوري من الناتو لإغلاق المجال الجوي وتوجيه ضربات مضادة شاملة.
وفق التقديرات، الصراع قد يتطور بسرعة تفوق قدرة أي طرف على السيطرة عليه، وهو ما يجعل "سوء التقدير" الخطر الأكبر في هذه المرحلة.
خلاصة المشهد
الأجواء الحالية تحمل جميع ملامح أزمة استراتيجية كبرى: الناتو يراهن على الاستنزاف، وروسيا تلوّح بالنووي، وأمريكا حاضرة بظلها السياسي المتعثر. هذا المزيج يجعل شتاء 2025 أحد أكثر الفصول حساسية في التاريخ الحديث. الشرارة الأولى، إن حدثت، قد لا تترك مجالاً للرجوع.
المصادر:
الوسوم
حرب روسيا والناتو | فلاديمير بوتين | الحرب العالمية الثالثة | السلاح النووي | أخبار روسيا وأوكرانيا

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار