عمالقة الشرق.. مصر تنتزع تكنولوجيا "سوخوي-35" وتتحول إلى مركز تصنيع عسكري عالمي
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، كشفت تقارير عسكرية حديثة عن تحول جذري في العقيدة التسليحية المصرية. فبدلاً من الاكتفاء بشراء الأسلحة المتطورة، اتجهت القاهرة نحو توطين صناعة مقاتلات السيادة الجوية الروسية "سوخوي-35" بالكامل داخل أراضيها، وذلك تتويجاً لمفاوضات رفيعة المستوى جرت بين القاهرة وموسكو في أواخر عام 2025.
من الشراء إلى التصنيع: كواليس "صفقة القرن"
شهد قصر الاتحادية بالقاهرة في نوفمبر 2025 حدثاً مفصلياً، حيث استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو. وبينما ركزت البيانات الرسمية حينها على التعاون في محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية، كانت النقاشات الحقيقية خلف الأبواب المغلقة تدور حول ما وصفته الدوائر الاستخباراتية بـ"صفقة القرن".
ووفقاً لما نشره "موقع الدفاع العربي" نقلاً عن تسريبات من موقع "تاكتيكال ريبورت"، فقد اتفق الجانبان على نقل التكنولوجيا الروسية الدقيقة الخاصة بمقاتلات "سو-35" إلى مصر. هذا الاتفاق يعني انتقال مصر من خانة المستهلك الذي ينتظر موافقات الدول الكبرى لاستخدام سلاحه، إلى خانة المصنع الذي يمتلك أسرار الصناعة وشفراتها، متحررة بذلك من قيود الموردين الغربيين وتقلبات القرارات السياسية في واشنطن.
[خريطة تبرز موقع المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، مع رموز تشير إلى خطوط إنتاج محتملة وصناعات مغذية للطائرات].
لماذا الآن؟.. المصالح المتبادلة وكسر الحصار
جاء توقيت هذه الخطوة دقيقاً للغاية ويخدم مصالح الطرفين:
- روسيا: تواجه عقوبات غربية خانقة بسبب الحرب في أوكرانيا، وتبحث موسكو عن شريك استراتيجي يمتلك بنية صناعية وقدرة تمويلية لفتح منافذ جديدة لصناعاتها العسكرية الثقيلة.
- مصر: تسعى لتجاوز "الفيتو" الأمريكي المفروض عليها تقنياً، خاصة بعد تجربة عام 2018 حين عطل قانون "كاتسا" الأمريكي صفقة مصرية لشراء المقاتلات ذاتها، وهدد بقطع الدعم الفني عن أسطول "إف-16".
لذا، استغلت القاهرة المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس كحصن آمن وشرعي لتمرير هذه التكنولوجيا وتوطينها، بعيداً عن تعقيدات العقوبات الدولية المباشرة.
"الوحش الجوي".. لماذا تخشى إسرائيل والغرب السوخوي-35؟
لا تكمن أهمية الصفقة في شقها السياسي فحسب، بل في القدرات المرعبة التي توفرها المقاتلة "سو-35" (Su-35) لسلاح الجو المصري. تصنف هذه الطائرة ضمن الجيل "4++"، لكنها تمتلك مواصفات تضعها في منافسة مباشرة مع طائرات الجيل الخامس.
- المناورة الخارقة: تعتمد الطائرة على محركات "AL-41F1S" ذات الدفع الموجه، مما يمنحها قدرة على تنفيذ مناورات بهلوانية مستحيلة على الطائرات التقليدية، مما يجعل إسقاطها في الاشتباك الجوي القريب أمراً شبه مستحيل.
- العيون الإلكترونية (الرادار): زودت الطائرة برادار "إيربيس-إي" (Irbis-E)، وهو أحد أقوى الرادارات في العالم، حيث يستطيع كشف الأهداف من مسافة تتجاوز 400 كيلومتر. والأخطر من ذلك هو قدرته على رصد وتتبع الطائرات الشبحية (مثل إف-35 الإسرائيلية والأمريكية) في ظروف معينة، مما يهدد بكسر أسطورة التفوق الجوي القائم على التخفي.
- الذراع الطويلة: تستطيع الطائرة التحليق لمسافات شاسعة دون الحاجة لخزانات وقود خارجية، وتحمل ترسانة صواريخ ثقيلة مثل "R-77-1" و"R-37M" المخصصة للقتال خلف مدى الرؤية، مما يتيح للطيار المصري إسقاط الأهداف المعادية قبل أن تدرك أنها في دائرة الخطر.
[ انفوجرافيك يقارن بين مدى كشف رادار "إيربيس-إي" (400 كم) ومدى رادارات المقاتلات الغربية التقليدية، مع توضيح نطاق التسليح].
مستقبل الصناعة العسكرية في مصر
يشير هذا التحول إلى نضج استراتيجي لدى القيادة المصرية، التي طورت بنيتها التحتية عبر الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي لاستيعاب هذه التكنولوجيا المعقدة. المستقبل القريب يضع القاهرة كمركز إقليمي لصيانة وتطوير وتصدير السلاح الشرقي، مما يعزز نفوذها في القارة الأفريقية والمنطقة العربية، ويمنحها استقلالية القرار في حماية مصالحها في البحرين الأحمر والمتوسط.
إن امتلاك مصر لخطوط إنتاج "سو-35"، بالتزامن مع التقدم الروسي في تقنيات الرادارات المتعددة كما في مقاتلات "سو-57" (التي زودت بخمسة رادارات لكشف الشبحيات وفقاً لتقارير عسكرية موازية)، يؤكد أن سماء الشرق الأوسط لم تعد حكراً على أحد، وأن معادلات الردع قد أعيدت صياغتها بأيدٍ مصرية.
المصادر:
- نور الدين، "صفقة القرن.. موسكو قد تنقل تكنولوجيا 'سوخوي-35' إلى القاهرة بإشراف بوتين والسيسي"، موقع الدفاع العربي، 15 ديسمبر 2025. متاح عبر: موقع الدفاع العربي - القسم العسكري
- نور الدين، "سو‑57 الروسية... مقاتلة الجيل الخامس المزودة بخمسة رادارات"، موقع الدفاع العربي، 15 ديسمبر 2025. متاح عبر: موقع الدفاع العربي - التكنولوجيا العسكرية
- إشارة ضمنية في النص لتقرير من موقع Tactical Report المتخصص في الشؤون الاستخباراتية (كما ورد في المصدر الأول).
ما تقييمك
الوسوم
سوخوي 35 | التسليح المصري | الصناعة العسكرية المصرية | نقل التكنولوجيا العسكرية | سلاح الجو المصري
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار