سبيس اكس تقترب من عرش الشركات الخاصة بتقييم يصل الى 800 مليار دولار
نيويورك - في خطوة قد تعيد رسم خريطة الشركات الخاصة عالميا، تستعد شركة سبيس اكس التابعة للملياردير الامريكي الون ماسك لبيع حصص من اسهمها في صفقة داخلية. هذه الصفقة، التي يناقشها مجلس الادارة حاليا، تهدف الى دفع قيمة الشركة نحو رقم قياسي يقارب 800 مليار دولار، متجاوزة بذلك الرقم السابق لشركة اوبن ايه آي صاحبة تشات جي بي تي الذي بلغ 500 مليار دولار في اكتوبر الماضي.
يعكس هذا التقييم الطموح سيطرة سبيس اكس على قطاع الفضاء والانترنت الفضائي، حيث يجمع ماسك بين ابتكاراته في الصواريخ والاقمار الصناعية ليحول الشركة الى عملاق ينافس الشركات العامة الكبرى.
الصفقة الداخلية: سعر سهم يتجاوز 400 دولار
يخطط موظفو سبيس اكس ومستثمريها الاوليين لبيع حصص من اسهم داخلية بسعر يفوق 400 دولار للسهم الواحد، وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات. هذا السعر يضع التقييم الكلي للشركة بين 750 و800 مليار دولار، مما يمثل مضاعفة كاملة لقيمتها السابقة التي سجلت 400 مليار دولار في يوليو الماضي عندما باعت اسهم بسعر 212 دولارا للسهم. يؤكد المديرون في الشركة ان هذه الصفقة ليست جمع راس مال جديد، بل فرصة للمستثمرين الحاليين لتحقيق مكاسب، مع الحفاظ على تدفق نقدي ايجابي قوي لسبيس اكس منذ سنوات.
سبيس إكس: تطور التقييم
هيمنة سبيس اكس في الفضاء: من فالكون 9 الى ستارلينك
يبني هذا التقييم على قاعدة قوية من الابتكارات التي تقودها سبيس اكس. صاروخ فالكون 9 يحتل المرتبة الاولى عالميا في عدد الاطلاقات، حيث ينقل اقمارا صناعية وبشر الى المدار بتكلفة منخفضة مقارنة بالمنافسين مثل ناسا او الشركات الروسية. اما مشروع ستارلينك، فهو يضم اكثر من 9000 قمر صناعي في المدار الارضي المنخفض، يوفر خدمات انترنت عالية السرعة لمناطق نائية، متفوقا بفارق كبير على مشروع ليو التابع لامازون الذي لا يزال في مراحل مبكرة.
ادى الخبر الى ارتفاع اسهم الشركات الشريكة، مثل ايكو ستار، بنسبة 18%، بعد اتفاقها على بيع تراخيص طيف لسبيس اكس بقيمة 2.6 مليار دولار، بالاضافة الى صفقة سابقة بـ17 مليار دولار. يرى الخبراء ان هذه الشراكات تعزز من قوة سبيس اكس في بناء شبكة اتصالات عالمية، مما يجعلها ليست مجرد شركة صواريخ بل مزود خدمات رقمية عملاق.
بالنسبة للمتخصصين، يبرز دور مركبة ستارشيب كعامل رئيسي في التقييم. هذا الصاروخ، الاقوى على الاطلاق، يصممه المهندسون في سبيس اكس لحمل آلاف الاقمار الجديدة لستارلينك، ونقل بضائع وبشر الى القمر ثم المريخ. اختبارات ستارشيب الاخيرة نجحت في الوقوف العمودي، مما يقلل التكاليف بنسبة 90% مقارنة بالصواريخ التقليدية، ويفتح ابوابا لعقود حكومية هائلة.
الطرح العام في الافق: 2026 وفصل ستارلينك؟
رغم النجاح في جمع التمويل الخاص، يفكر ماسك في طرح عام اولي (IPO) بحلول نهاية 2026، وفقا لتصريحات الشركة للمستثمرين. ان اكتمل الطرح بقيمة 800 مليار دولار وبيع 5% من الاسهم، سيكون الاكبر تاريخيا، متجاوزا طرح فيسبوك في 2012. ومع ذلك، يشكك ماسك في فكرة فصل ستارلينك كشركة منفصلة للاكتتاب، رغم اقتراح الرئيسة التنفيذية جوين شوتويل له في 2020، وتوقعات المدير المالي بريت جونسن بانه سيحدث في السنوات القادمة.
في تغريدة اخيرة على منصة اكس، نفت سبيس اكس بعض التفاصيل حول التقييم، مؤكدة ان الشركة مرتاحة ماليا دون حاجة لجمع راس مال اضافي، لكنها لم تنف الاتجاه العام نحو النمو. يرى محللو السوق ان هذا النهج يعكس استراتيجية ماسك في الحفاظ على السيطرة، مع الاستعداد للانتقال الى السوق العام عند الوقت المناسب.
مستقبل يتجاوز التريليون؟
يضع هذا التقييم سبيس اكس على ابواب التريليون دولار، مما يجعلها ليست مجرد شركة ناشئة بل قوة اقتصادية عالمية. للعامة، يعني ذلك انترنت اصبح متاحا في كل مكان، وللمتخصصين فرص استثمار في تقنيات الفضاء المتقدمة. مع استمرار ماسك في دفع حدود الابتكار، تبقى سبيس اكس رمزا للطموح البشري نحو النجوم.
المصادر:
الوسوم
سبيس إكس | تقييم الشركات | ستار لينك| الطرح العام | إيلون ماسك

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار